قد تجد في تجربتي مع الهيروين، أن الصورة النمطية التي نعرفها عن المدمنين، تختلف تمامًا عند مدمني الهيروين، إذ قد يظهرون بشكل مثالي، ووظيفة مرموقة، وحياة إجتماعية رائعة، مبتسمين معظم الوقت، ومبرراتهم لا تنتهي!!، بينما داخلهم يتمزّق ألماً ويأساً واضطراباً. أنا أحد المتعافين من الإدمان، سأسرد تجربتي مع إدمان الهيروين بالتفصيل، معاناتي، وآلامي، وأيضًا رحلة علاجي، وكيف تغلبت على الإدمان بمساعدة زوجتي والفريق الطبي لمركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان.
محتويات المقال
- تجربتي مع الهيروين
- أهم الأعراض التي واجهتها وشعرت بها
- جرّبت كافة طُرق تعاطي الهيروين
- رأيت الموت بعيني بعد أن تناولت جرعة زائدة من الهيروين
- رجعت إلى الحياة بفضل دعم زوجتي.. إليكم تجربتي مع علاج إدمان الهيروين
- أولى مراحل العلاج.. تجربتي مع تحليل الهيروين والتشخيص
- كيف ساعدني العلاج المتخصص على تخطي أعراض الانسحاب
- بعد سحب سموم الهيروين.. لازالت الأفكار الإدمانية تضغط علي
تجربتي مع الهيروين
بدأت تجربتي مع الهيروين بعد تعرضي لحادث مروع، فقدت فيه قدمي اليسرى، وخضعت لعدة عمليات جراحية، وبعد خروجي من المستشفى كان الألم الجسدي والنفسي يفوق احتمالي، لم يكن بحسباني الإدمان أو تعاطي المخدرات، لكن عندما تناولت الهيروين لأول مرة شعرت أن جميع مشاكلي النفسية تلاشت مع آلام جسدي.
مع مرور الوقت كانت جرعة الهيروين لا تكفيني، فكنت أضطر إلى زيادة الجرعة لكي أصل لنفس درجة الشعور بالراحة والنشوة مثل أول مرة، إلى أن تحول الأمر إلى الإدمان.
كيف تحولت مرحلة الإدمان إلى رحلة العلاج؟
منذ ذلك الوقت بدأت بدأت تجربتي مع إدمان الهيروين.. تلك التجربة التي عانيت فيها كافة أنواع الألم خاصة منه الألم النفسي والعاطفي، لم يعلم أحد من المحيطين بي أني مدمن هيروين طوال العشر سنوات، وبالأخير علمت زوجتي، فقد كنت منطوي أقضي غالب وقتي في الخارج، عصبي وغاضب من أبسط الأشياء، آثار الحقن الزرقاء ملأت ذراعي، لم أعد الرجل الذي تزوجته.
بدأت رحلتها معي في علاجي من الإدمان، إذ كانت لا تمل ولا تكل من تقديم النصائح واستيعابي بطريقة ممنهجة وعلمية.
علمت بعد ذلك أنها كانت تستعين بطلب المشورة من المختص الطبي لدى مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
أهم الأعراض التي واجهتها وشعرت بها
تتباين اعراض تعاطي الهيروين بين الأعراض الجسدية والأعراض السلوكية فمثلًا:
- كنت أشعر بجفاف في فمي طول الوقت، وضيق في حدقة العين مما جعلني أبدو غير طبيعي بالمرة.
- لم أكن ممن يحبون النوم خلال اليوم، لكن بعد أن تعاطيت الهيروين أصبحت أنام فجأة وفي أي وقت من اليوم.
- عانيت كثيرا الإمساك، والغثيان والقيء، وجلدي ناشف وملتهب طول الوقت.
- أُصبت بسوء التغذية، شحُب وجهي وتراخت عضلاتي، قل نشاطي، وأصبحت بالخمول، فقدت قدرتي على التفكير بوعي،
- أصبحت غاضباً منفعلاً طوال الوقت، أعاني من الألم والصداع، مشاكل على مستوى الجهاز الهضمي.. أصبحت حياتي اضطراب لا يزول إلا لبضع دقائق وأنا تحت تأثير الهيروين لأعود لنفس دائرة الصراع بمجرد أن يزول.
ومما زاد من تعبي ومعاناتي هو ضيق التنفس، إذ كنت أتنفس ببطء شديد، مما جعلني أعاني بشدة في فترة إدماني الهيروين.
أعراض تعاطي مخدر الهيروين السلوكية التي عنيت منها
خلال تجربتي مع الهيروين، وبالرغم من المرحلة الصعبة التي مررنا بها بسبب الأعراض السلوكية التي عانيتها، إلا أنها كانت السبب في مساعدة زوجتي لي.
- ففضلت العزلة عن المجتمع وعن أحبائي، وبدأت في ارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة، والتي كانت بعيدة كل البعد عن شخصيتي؛ لمدارة الندوب الناتجة عن حقن الهيروين.
- ضعفت مناعة جسدي كثيرًا، ولم أعد أهتم بنظافتي الشخصية، فقد كنت أفكر فقط في الهيروين وطريقة حصولي عليه.
- بدأت أشعر بالقلق، وفقدت قدرتي على التركيز، فأصبحت مشوش ومرتبك طوال الوقت، زادت مشاكلي وخسرت علاقاتي، وأصبحت ذاك المنبوذ الذي يتفادى لقائه الجميع.
لم أعد الشخص الذي يوجه النصائح الصائبة لمن حوله، لم أعد ذلك الشخص الذي كان قيادي في عمله معروف عنه بقوته في اتخاذ القرارات، بعد إدمان الهيروين لم أعد الشخص الذي كنت عليه.
جرّبت كافة طُرق تعاطي الهيروين
توغلت في التعاطي، وانغمست في البيئة الإدمانية، حتى أنني جربت كافة طرق تعاطي الهيروين، إذ أن كل طريقة لها درجة تأثير مختلف، وأيضًا أخطار وأعراض مختلفة، فبعد أن كنت أتعاطى الهيروين بالاستنشاق، أصبحت استخدم الحقن، إذ كانت تلك الطريقة الأسرع في التخلص من آلامي ولكنها كانت الأخطر أيضًا، إذ تسببت في التهابات الأنسجة الرخوة نتيجة استخدام الحقن غير المعقمة، وعلمت زوجتي من خلالها أنني مدمن.
لكن أخطر ما مررت به في تجربتي مع الهيروين، هو أنني تعرضت لتسمم الهيروين، إذ أنني تناولت الجرعة العادية ولكن لسبب ما لم يتحملها جسدي، وأصبت بأعراض الجرعة الزائدة من الهيروين.
والجدير بالذكر، أنني عندما كنت في المركز، رأيت حالات من تسمم الهيروين نتيجة تناوله مع الكحول، وأيضًا حالات تسمم أخرى من خلط الهيروين مع الكوكايين.
راسلنا على 01154333341
رأيت الموت بعيني بعد أن تناولت جرعة زائدة من الهيروين
لقد عانيت أعراض الجرعة الزائدة عندما كنت أتعاطى الهيروين في أحد المرات، لكن يبدو أن تلك المرة كان المخدر نقيًا!!، وقد قامت زوجتي بنقلي مباشرة إلى مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، وكان لهم الفضل في إنقاذ حياتي إذ كنت أعاني الأعراض الآتية:
- صعوبة في التنفس.
- جفاف الفم وتغير لون اللسان.
- انخفاض ضغط الدم.
- ضعف نبضات القلب.
- تشنجات الجهاز الهضمي.
- تحول لون أظافري وشفاهي إلى اللون الأزرق.
علمت بعد ذلك أن أعراض الجرعة الزائدة من الهيروين قد لا تظهر بسبب زيادة في الجرعة فقط، لكن يمكن أن تكون درجة نقاء المخدر عالية، إذ يكون تركيز الهيروين عالياً، أو يخلط الهيروين بمخدر آخر أو مواد ذات سُمية عالية، ويمكن أن تظهر الأعراض أيضا عن طريق الحقن بنسبة أعلى من الشم و التدخين.

تجربتي مع الهيروين
تعرف أيضًا على: أعراض ومضاعفات الجرعة الزائدة من الهيروين وكيفية علاج تأثيرها
رجعت إلى الحياة بفضل دعم زوجتي.. إليكم تجربتي مع علاج إدمان الهيروين
يرجع الفضل في رحلتي وتجربتي في علاج إدمان الهيروين إلى زوجتي، إذ قالت زوجتي عن هذه التجربة، “بعد أن اكتشفت أن زوجي مدمن هيروين، كنت خائفة وقلقة، كيف لم أعرف أن شخصًا أحبه مدمن؟ في البداية لومت نفسي كثيرًا، إذ لابد أن فاتتني بعض العلامات الواضحة؟.
لكن بعد أن تجاوزت الصدمة الأولى، بدأت أفكر كيف يمكنني مساعدة زوجي؟ ومن أين أبدأ؟ وبعد عمليات من البحث عن أفضل المراكز والمستشفيات، توصلت إلى مركز دار الهضبة لعلاج الإدمان.
هناك تحدثت مع مقدم الرعاية الطبية، دون خوف أو حكم، وحصلت على المشورة وعرفت كيفية التعامل مع مدمن الهيروين و إقناعه بالعلاج، ثم أخيرًا توجهت إلى هناك مع زوجي، حيث تعامل معه نخبة من الأطباء النفسيين، الذين تحدثوا معه عن مسببات إدمانه، وكيفية حلها، وكيف نبدأ حياة نظيفة خالية من الإدمان، لقد كان لهم الفضل الأكبر في علاج زوجي، وتعرّفنا أيضًا عن برامج التخلص من السموم، لكن الأهم من كل ذلك هو إحساس الأمان الذي شعرنا به هناك”.
من خلال تجربتي مع الهيروين، وحصولي على الدعم من مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان؛ تعلمت أن أكون مستعدًا للأيام الجيدة والأيام السيئة، وتعلمت أنني يمكنني استعادة حياتي في أي وقت أشاء، وأن أتغير دائمًا نحو الأفضل.
يمكنك التواصل مع متخصصي دار الهضبة على 01154333341 لتلقِّي المساعدة الفورية.
عرفت أنني سوف أتعرض لأعراض انسحاب الهيروين، وكنت على دراية كاملة بالأعراض وحدتها، ومدتها أيضًا، مما ساعدني نفسيًا على تخطي تلك المرحلة الصعبة، لكن قبل البدء في رحلة العلاج قام المختصين في المركز بعمل التحاليل والأشعة اللازمة لي.
أولى مراحل العلاج.. تجربتي مع تحليل الهيروين والتشخيص
يعد تحليل الهيروين أهم وأولى خطوات العلاج، إذ تم عمل بعض التحاليل والفحوصات اللازمة لوضع خطة علاجية تناسب حالتي الصحية ومعرفة نسبة الهيروين بجسمي، ومن أهم التحاليل والأشعة التي أجريتها ما يلي:
- تحاليل الدم.
- تحاليل البول.
- الأشعة السينية للصدر.
- التصوير المقطعي للدماغ.
- تخطيط كهربية القلب.
كيف ساعدني العلاج المتخصص على تخطي أعراض الانسحاب
علمت من المختصين في المركز أن شدة أعراض انسحاب الهيروين تختلف من شخص لآخر، نتيجة اختلاف مدة التعاطي ودرجة الاعتماد على الهيروين، فمثلا كشف لي المختص أني قد أعاني من أعراض انسحابية شديدة، ولكن طمأنني أنهم قادرين على إدارة تلك الأعراض ومنحي درجات مناسبة من الراحة.. وما علي سوى الالتزام والصبر، وعندما سألته عن تلك الأعراض أجاب “تنقسم الأعراض إلى “شديدة، منخفضة، معتدلة، مقسمة على جدول زمني وذكر لها بعضها:
قد تشمل الأعراض الشديدة للانسحاب ما يلي:
- القلق.
- الأرق.
- الكآبة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- سرعة دقات القلب.
- تشنجات عضلية.
- ضعف التنفس.
- صعوبة الشعور بالسعادة.
- الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات.
لكن هناك نوعان آخران من أعراض الانسحاب، وهما:
من أعراض الانسحاب الخفيفة ما يلي:
- الغثيان.
- المغص.
- سيلان الأنف.
- التعرق.
- القشعريرة.
- التثاؤب كثيرًا.
- آلام العضلات والعظام.
قد تشمل أعراض الانسحاب المعتدلة الآتي:
- التقيؤ.
- الإسهال.
- الأرق.
- الارتعاش.
- صعوبة في التركيز.
- صرخة الرعب.
- التعب.
لكن تحت إشراف الأطباء تخطيت كل تلك الأعراض بنجاح ودون خطورة تُذكر.
لا ينبغي إيقاف الهيروين فجأة دون دعم من مركز مختص وموثوق، إذ يمكن أن تكون الآثار الجانبية للانسحاب؛ مهددة للحياة.تعرف على المزيد حول: كيف يمكن التخلص من اعراض انسحاب الهيروين بشكل سليم ؟
بعد سحب سموم الهيروين.. لازالت الأفكار الإدمانية تضغط علي
أقولها صريحة.. فبرغم إن سحب سموم الهيروين من الجسم أعادت لي استقرار جسدي ونفسي لا بأس به، إلا أنني شعرت أن عقلي مازال ينبض بالرغبة في تعاطي الهيروين، و تنتابني نوبات عصبية من أجل التعاطي، كان الإدمان مستحوذ على تفكيري، وكل يوم يمر كنت أشتاق للتعاطي أكثر.. كما كنت أعاني من بعض الأعراض مثل:
- الأرق.
- الصُداع.
- تقلّب المزاج.
- فُقدان الشهية.
ومن هنا بدأ الأطباء في تأهيلي سلوكياً أيضاً لأتمكن من تفسير أنماط تفكيري الإدمانية، وأسيطر عليها، واستبدل العادات والسلوكيات القديمة بعادات أكثر صحة، وحقيقة الأمر وفر لي مركز الهضبة كافة العوامل التي تساعد أي إنسان على التغيُّر، التطور، النمو، وقد كان استطعت مقاومة الأفكار الإدمانية، ومغالبة مغريات الإدمان في البيئة الخارجية بعد إتمام برنامج علاج إدمان الهيروين بفضل دقة برنامج الرعاية اللاحقة الموضوع لي من قبل المتخصصين في المركز.. أخيراً عُدت الشخص الذي أعرفه بعد عدة شهور من العمل المتواصل.
الخلاصة:- تجربتي مع الهيروين بدأت بمعاناة وصعوبات شديدة، وانتهت بدرس لي مدى الحياة، الإدمان هو فقط مرحلة من حياتك لا تسمح له بتدمير الباقي منها، تخلص من شبح الإدمان، ومن خلال تجربتي وما مررت به، لن تجد أفضل من الفريق الطبي بمركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، من إدارة هذه الأزمة ومساعدتك على التخلص منها نهائيًا.أ. ريم
أكتب تعليقا