بدأت تجربتي مع جابتين في محاولة للتخفيف من آلام الأعصاب ونوبات القلق التي كنت أعاني منها في فترة المراهقة، حيث كان الألم مستمرًا ويؤثر بشكل كبير على حياتي اليومية، مما دفعني لاستشارة الطبيب الذي أوصى بتجربة هذا الدواء.
بدأت أرتاح بعد استخدام الدواء ولم أكن أعلم أنه يسبب الإدمان إذا تناوله لفترات طويلة، ولذلك عندما تزيد الأعراض كنت أتعاطى جرعات أكبر دون استشارة الطبيب لقد أسرني مفعول الدواء وإحساس الراحة والنشوة الذي أشعر به بعد تناوله ولم أكن أتوقع ما وصلت إليه.

تجربتي مع دواء جابتين وكيف وصلت إلى الإدمان

بدأت تجربتي مع حبوب جابتين عندما بدأت العلاج بتناول جابتين 100 مجم حسب توصية الطبيب ثم بدأ الطبيب يزيد الجرعات إلى جابتين 300، ولكني كنت أزيد التركيز والجرعات عندما أشعر بالألم من تلقاء نفسي وهنا كانت بداية السقوط.

بعد فترة أصبحت أشعر بسعادة عند تناول الدواء فكنت أتناوله دون الشعور بألم أو حاجة ملحة لذلك وأزيد الجرعات من تلقاء نفسي لأشعر بنفس السعادة والنشوة، بعد ذلك لاحظت عائلتي بعض الاضطرابات التي تشمل العصبية بعد انتهاء مفعول الدواء، وانسحابي من الأنشطة الاجتماعية والأسرية، وانتهاء دوائي بسرعة، ثم أهملت مظهري ودراستي وأنشطتي الرياضية.

بدأت عائلتي تشعر بالخطر، وتساورهم الشكوك نحوي، فبدأت البحث والسؤال عن بدائل للدواء وبالفعل حاولت استبدال الدواء ببدائل أخرى منها (ليريكا وفينيتوين وفالبوريت)، وبالرغم من أن هذه الحبوب ساعدتني على تخطي آلام الأعصاب التي تفاقمت بعد التوقف عن جابتين، لكنني لم أستطع التوقف عن تناوله فقد اعتاد جسمي عليه وعانيت من أعراض انسحاب شديدة، فلم استطع الإقلاع عنه دون مساعدة طبية.

قررت العلاج وبداية الرحلة

بدأت تجربتي في العلاج عندما أدركت حجم المشكلة التي أوقعت نفسي فيها، لذا بحثت مع عائلتي عن أفضل مراكز علاج الإدمان واستقر الأمر على الهضبة لعلاج الإدمان كونه من أفضل المراكز المتخصصة في هذا النوع من الإدمان، والمميزة في تقديم العناية الصحية بالمرضى والمتابعة المستمرة حتى بعد سحب السموم، وتقديم الدعم النفسي حتى تمام التعافي.

اعرف أكثر عن : أفضل طريفة للتخلص من ادمان جابتين

معاناتي مع الأعراض الانسحابية

بعد أن اتجهت مع عائلتي إلى دار الهضبة لعلاج الإدمان، تم استقبالي والتحدث معي لتقييم الحالة وتشخيصها بشكل صحيح، وشرحوا لعائلتي الخطوات بدقة مع بيان خطورة الإقلاع عن الدواء في المنزل، وذلك بسبب الأعراض الانسحابية التي بدأت بعد حوالي 12 ساعة من توقفي عن تناول الدواء واستمرت لمدة عشرة أيام، لكن الفريق الطبي في المركز تمكن من التحكم فيها بالأدوية اللازمة.

فكنت أشعر بصداع شديد كاد أن يدمر رأسي، ورغبة ملحة لتناول الدواء، وألم شديد كاد تكسير كل جسمي، وغيرهم من الأعراض التي كلما تذكرتها كدت أن أبكي، وقد تمكن الأطباء من التحكم باحترافية في هذه الأعراض بالأدوية اللازمة، والتي ساعدتني على التحكم في ألم الأعصاب المزمن الذي كنت أعانيه.

اقرأ اكثر عن : مدة بقاء جابتين في الجسم

العلاج النفسي وتأهيلي سلوكيًا

ساهمت هذه المرحلة في تعديل حالتي الصحية والنفسية بشكل كبير، فبعد مرحلة سحب السموم وعلاج الأعراض الانسحابية، بدأ المركز في تقديم جلسات الدعم النفسي لمحو الآثار النفسية الناجمة عن إدمان الدواء ووضع خطة لمنع الانتكاس، وأوضح الأطباء أهمية هذه المرحلة والحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء لإنهاء تلك الفترة بسلام والبعد عن أي محفزات كانت سببًا في الإدمان، وبالفعل تخطيت المرحلة بفضل الله واستمريت في الذهاب للجلسات النفسية في المركز حتى بعد الشفاء والتعافي، حتى يحكي كل منا تجربته ونأخذ العظة من بعضنا البعض.

تجربتي بعد ترك جابتين

بعد إنهاء فترة العلاج شعرت بالسعادة الحقيقية فقد عدت إلى الدراسة والأنشطة الرياضية والاجتماعية، وإنجاز الكثير من المهام مرة أخرى، وأصبحت أشعر بالخفة وقد عدت إلى حياتي السابقة بل لحياة جديدة مليئة بالمرح والأصدقاء والعائلة.

من تجربتي مع جابتين أدركت أن الحصول على المساعدة المتخصصة في علاج الإدمان هو اللبنة الأساسية في التعافي، يليها دعم العائلة والأصدقاء والحصول على الدعم النفسي المتخصص لضمان تمام الشفاء. د. غادة هيكل