يحتاج كل مدمن يحاول الإقلاع إلى وجود وسائل لتخفيف اعراض الانسحاب ، وهناك بالفعل عدة طرق يمكن القيام بها من أجل الوصول ألى أقل درجة من الاضطراب مما يساهم في تخطيها والمضي قدما نحو ترك المخدرات. 

عن كل شئ موصى به لإدارة فترة الانسحاب سنتحدث في ذلك المقال.

أهم الخطوات الموصى بها لتخفيف اعراض الانسحاب الجسدية

إذا كان المدمن او المتعاطي بحالة تؤهله لتخطي سحب السموم دون دعم طبي بناء على تشخيص مسبق، فهناك عدة خطوات يمكن القيام بها من أجل إدارة الاضطراب بأقصى احتياط ممكن لتخفيف اعراض الانسحاب الجسدية وتتمثل تلك الخطوات في:

أهم الخطوات الموصى بها لتخفيف اعراض الانسحاب الجسدية

الأكل بشكل صحي 

الأكل الصحي الخالي من الدهون والسكريات قد يضاعف الاضطرابات الجسدية والنفسية أثناء طرد السموم من الجسم، في المقابل تناول وجبات صحية وطازجة بشكل متوازن يزيد درجة مقاومة الجسم في تلك الفترة ويحسن من التمثيل الغذائي، ويقوي كفاءة الأعضاء من حيث القدرة على الاستقلاب، كما يمنح اتزانا نفسيا ملائما، لذا وضع برنامج صحي للغذاء وسيلة هامة للتخلص من الآثار الانسحابية.

العمل على أن يكون الجسم رطبا باستمرار 

أغلب الأعراض الانسحابية للمخدرات قد تسبب القيء والغثيان والإسهال، لذا من المهم حتى يعمل المدمن على تحسين حالته خلالها أن يحافظ على رطوبة جسمه بشرب الماء باستمرار حتى يحمي نفسه من التعرض للجفاف، السوائل أيضا تساعد على تنشيط الدورة الدموية ومساعدة الأعضاء على طرد السموم. 

الدأب على التنشيط البدني 

التنشيط البدني وممارسة الرياضة تساعد الجهاز العصبي على العمل بشكل جيد، كما تساهم في إطلاق الهرمونات العاملة على الاستقرار العاطفي، يمكن للمدمن أن ينشط بدنه عن طريق ممارسة المشي أو الجري، كما تعد السباحة خيارا جيدا وتمارين اللياقة البدنية الخفيفة، يساعده ذلك على الشعور بالتحسن وارتفاع مقاومته للانسحاب.

الحصول قسط كاف من الراحة 

من أبرز الأعراض الانسحابية الشائعة للمخدرات المعاناة من الأرق، لذا يحب أن تضع ضم خططتك روتين يعينك على النوم بشكل أفضل عن طريق تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، وعند إيجاد صعوبة في الاستغراق في النوم يمكن اختيار بعض الممارسات البسيطة مع الاستلقاء مثل قراءة كتاب أو الاستماع للموسيقى، تلك الخطوة هامة للابتعاد عن الإجهاد المسبب للانتكاس.

الحصول على بعض الأدوية 

بعض أعراض الانسحاب قد تستمر مثل القئ والإسهال، الألم العضلي والصداع، وقد يحتاج المدمن إلى بعض الأدوية لإدارتها وتخفيف حدتها، يمكنك استشارة طبيب أولا حول الأدوية التي يمكن استخدامها بدون أن تسبب أي آثار جانبية ومضاعفات، حيث يمكن للمختص وصف روشتة خاصة بك لفترة الانسحاب بجرعات آمنة تساهم بشكل فعلي في علاج الأعراض، وكما يمكنك المتابعة مع المختص حول استجابتك للعلاج فقد تحتاج إلى تغيير الجرعات أو استبدال الدواء. 

كيف تتعامل مع أعراض الانسحاب النفسية؟ 

أعراض الانسحاب النفسية لا تقل اضطرابا عن الأعراض الجسدية، وربما إهمالها قد يضاعف الخلل الجسدي، فمن المتوقع أن يصاب المدمن عند الانسحاب بالتقلب المزاجي، القلق والتوتر، التفكير المشوش، الضيق النفسي، انعدام اللذة، الارتباك، لذا من المهم أن يضع المدمن خطوات تخفف الأعراض الانسحابية النفسية، يمكنك اتباع النصائح التالية والتي قد تساهم بشكل فعال في تحسين حالتك النفسية:

  1. تواصل مع صديق: في فترة الانسحاب يجب أن يوضع المدمن تحت المسؤولية، بجانب إيجاد التشجيع في اللحظات الحرجة، والمشاركة التي تعينه على الالتزام، لذا المتعاطي في أمس الحاجة للتواصل مع صديق أو طلب المساعدة من الأسرة حتى يتم تعزيزه عاطفيا ولا يشعر بالإجهاد الذهني أو الوحدة، او نفاذ الصبر والطاقة، أنه نوع من التخفيف العاطفي لصدمة التعرض لأعراض الانسحاب على الأقل في فترتها الأولى. 
  2. ابتعد عن عوامل التوتر والقلق: يجب أن يحدد المدمن مع داعميه العوامل التي تصيبه بالتوتر والقلق والابتعاد عنها، لذا من المهم أن يتخطى المدمن الانسحاب في بيئة هادئة، نظيفة ، مهيئة وآمنة، جيدة التهوية ويفضل أن تكون بعيدة عن بيئة التعاطي.
  3. التركيز على النفس: من المهم أن يركز المدمن في تلك المرحلة على نفسه تماما، لذا ينصح بصرف ذهنه عن التفكير في أي مسؤوليات أو مهام يومية بعيدة عن تخطي الانسحاب.
  4. اشغل عقلك دائما: ربما تكون رغبة التعاطي والارتباط العصبي بالمخدر أقصى عرض انسحابي نفسي يمكن التعرض له ويسبب الانتكاس، ولتخفيف حدته يجب ان يملأ المدمن رأسه بمشتتات تصرف ذهنه عن التفكير في التعاطي، عن طريق وضع قائمة من الممارسات اليومية البسيطة كالقراءة والكتابة، ممارسات هوايات، ترتيب الغرفة، زراعة النباتات، الأشغال اليدوية، ويفضل أن تكون تلك الأنشطة حركية. 
  5. مارس الاسترخاء: هناك تمارين فعالة بجانب ممارسة الرياضة والكعام المتوازن يمكن أن تساهم في خفض درجات التوتر والقلق والانسحابي، واليقظة لأفكارك وترتيبها منها تمارين التنفس الصحيح، تمارين التأمل واليوغا، تمارين اليقظة. 
  6. شارك مشاعرك: مشاركة المشاعر والإفصاح عنها يخفف الكثير من الضغط النفسي الواقع على المدمن ويجعله ينفلت من افكاره الإدمانية، لذا من المهم أن يتحدث في فترة التعاطي عما يشعر به دون وجل وعلى داعميه الاستماع الجيد والتفهم والتشجيع والدعم.
  7. التواصل مع متخصص: هناك بعض الأعراض النفسية التي قد يكون من الصعب التعامل معها وأحيانا تكون مصدر من مصادر الخطر مثل الهلوسة، جنون العظمة، الاكتئاب، سيطرة الأفكار الانتحارية، ولا يمكن تخفيفها إلا بواسطة الأدوية أو الجلسات السلوكية، لذا التواصل مع متخصص يساعد كثيرا في تحديد نوع الأدوية أو مدى الاحتياج لجلسات علاجية لتفادي أي صعوبات بشكل آمن.

كم تستمر الأعراض الانسحابية ومتى تختفي؟ 

من الجيد قبل الشروع في التعامل مع الأعراض الانسحابية أن يعرف المدمن المقبل على تلك المرحلة أن للانسحاب فترتين، الأولى وهي مرحلة الأعراض الحادة وهي قصيرة المدى، والانسحاب طويل المدى، هنا يمكنه وضع خطته لإدارتها على أساس زمني متوقع فيها الأعراض التي تنتابه، واضعا أهداف موضوعية يمكن تحقيقها ليشعر بالتحسن، ويجب عليه ألا يقارن تجربته بأي تجربة انسحابية أخرى، لأن متلازمة الانسحاب من حيث المدة والشدة غالبا ما تخص حالته الفردية، لذلك التشخيص الطبي مهم لفهم كل شئ قبل الاستعداد لفترة الانسحاب. 

وبناء على الرأي الطبي أوضح المتخصصون أن استمرار الأعراض الانسحابية الحادة يكون ما بين 14 يوما إلى 30 يوما في أسوأ الحالات، إذا تبدأ في الاختفاء تدريجيا بعد الأسبوع الأول، أما الأعراض طويلة المدى للانسحاب والتي تأتي أقل كثيرا من الفترة الأولى من الممكن ان تستغرق عدة أشهر حتى تختفي، وأحيانا يكون موعد تلاشيها أقل من تلك الفترة، وفي كل الأحوال حتى يتم الوقاية من الانتكاس على المدى الطويل يجب أن يعمل المدمن على رعاية ذاته وتطبيق الوسائل الصحية بشكل مكثف على المدى الطويل خصوصا في أول 3 أشهر بعد الإقلاع عن تعاطي المخدرات.

ما مدى فعالية تلك النصائح؟ 

من المهم أن يعرف المدمن أن نصائح المتخصصين لخفض حدة الأعراض الانسحابية خصوصا إذا كانت بعيدة عن المناهج المهنية لا تمنع ظهورها كليا، بل تساعد على إداراتها بشكل تدريجي لأن الانسحاب شئنا أم أبينا رد فعل حتمي للجسم، إذ يعمل على التخلص من اعتماده وتكيفه على مفعول المخدرات ليستعيد النظام العصبي طبيعته، لذا هي إدارة صحية للحد من الألم وعبور المرحلة بأقل الخسائر.

 لذلك دائما وجود الدعم الطبي في مركز متخصص يرفع عن كاهل المدمن وأسرته الكثير من العواقب، حيث يتم سحب سموم المخدرات بوسائل أكثر مهنية ومراقبة طبية تسمح بالتدخل الفوري في حال ظهور اضطراب حاد، ووضع المدمن في بيئة مستعدة تماما لمنحه كل ما يحتاجه من علاجات وابتعاده عن الإجهاد وعوامل الخطر كليا. 

اتخاذ القرار بالخضوع لإزالة السموم وعلاج أعراض الانسحاب من قبل المتخصصين يكاد يكون الخيار الأصوب، حيث من المتاح طلب المساعدة من مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان عبر التواصل واتس آب 01154333341

الخلاصة : فترة الانسحاب وأعراضها هي كل ما يفكر فيه المدمن عند محاولة ترك المخدرات، لكن بمجرد اتخاذ القرار، يمكنه أن يقوم ببعض الخطوات التي تعينه على تخفيف حدة الاضطراب الجسدي النفسي الواقع عليه. وننصح قبل التفكير في طرق تخفيف اعراض الانسحاب المذكورة بشكل تفصيلي في المقال أعلاه أن يراجع المدمن أولا طبيب حتى يقف على كيف سيكون رد فعل جسمه عند الانسحاب، هل هناك أعراض خطيرة تهدد سلامته؟، هل سيكون هناك اضطراب عقلي خارج عن السيطرة؟، مع معرفة الجدول الزمني المتوقع في تجربته الانسحابية، من أجل سلامة المدمن وكل من حوله، كما نوصي بعدم تجربة أي دواء أو وسائل أخرى إلا باستشارة الطبيب.

ا. الهام عيسي