يتساءل البعض عن إمكانية علاج أعراض الانسحاب في المنزل ، وخاصة الأشخاص الذين لا يرغبون في الذهاب إلى المستشفى أو أحد مراكز علاج الإدمان. هذا بالإضافة إلى البحث عن كيفية إدارة تلك الأزمة والوسائل المساعدة في التخلص من الأعراض الانسحابية للتوقف عن تناول المخدرات سواء كانت بالأدوية أو بعض المكملات التي تساعد في ذلك.. ولكن يبقى السؤال هل يمكن ذلك؟ وهل ينجح الأهل في تخطي تلك الأزمة ومساعدة الشخص المدمن في العلاج، هذا ماسوف نتعرف عليه من خلال المقال.
محتويات المقال
متى تظهر أعراض الانسحاب؟ وما هي مدتها؟
تظهر أعراض الانسحاب الحاد عادةً في غضون عدة ساعات إلى أيام قليلة بعد آخر جرعة مخدرة تناولها المتعاطي تحديدا في ما بين 24 إلى 48 ساعة، و تستمر من أسبوع إلى أسبوعين حتى يبدأ موعد تلاشيها تدريجيا و في بعض الحالات، قد تمتد مدة لفترة أطول من أسبوعين بعدها يبدأ الانسحاب المطول غير الحاد والذي يعتبر أقل حدة من الفترة الأولى.
قد تشمل أعراض انسحاب المخدرات أعراض متشابهة عند معظم المدمنين بعد الامتناع عن تناول الجرعة أبرزها: اضطرابات النوم، الإثارة، فقدان التركيز، ضعف الذاكرة، الشعور بالقلق والارتباك، الاكتئاب، الرغبة الشديدة في العودة إلى التعاطي.
قد تدوم متلازمة الانسحاب طويلة المدى لعدة أشهر، ولكن بشكل عام تختلف فترتها بناءاً على بعض العوامل التي تؤثر على الجدول الزمني لها مثل:
- نوع المادة المستخدمة.
- فترة التعاطي.
- الكمية المستخدمة.
- الأدوية الأخرى التي يتناولها المتعاطي.
- الحالة الصحية للمتعاطي سواء كانت العقلية أو الجسدية.
حول إمكانية علاج أعراض الانسحاب في المنزل
قد يعتقد البعض أنه من السهل التوقف عن الإدمان، وعلاج أعراض الانسحاب في المنزل، ولكن يواجه الأهل العديد من الصعوبات أثناء محاولة علاج المدمن، ويرجع ذلك لعدم وجود دراية كافية بآلية العلاج والأدوية المستخدمة أثناء مرحلة التوقف عن التعاطي وإزالة السموم لتخفيف الأعراض الانسحابية.
قد يحاول الأهل علاج الشخص المدمن في المنزل عن طريق منع جميع مصادر الحصول على المخدر، وتناول بعض الأدوية، وهنا يجب مراعاة استشارة طبيب متخصص في علاج الإدمان وتشخيص الحالة بدقة قبل استخدام أي نوع من الأدوية، حتى لا يؤثر ذلك سلباً على المريض، وأن يتم تناول الأدوية بناءاً على وصفة طبية معتمدة من الطبيب.
قد يلجأ البعض أيضا إلى استخدام عدة طرق أخرى مثل العلاج بالإبر، أو الأدوية العشبية الصينية وخاصة في حالات سحب المواد الأفيونية مثل الجينسنج.
توجد بعض التوصيات التي يجب أن يحافظ عليها ذلك الشخص، والتي تساعد في علاج أعراض الانسحاب في المنزل بجانب الراحة وتناول بعض الأدوية أو الأعشاب، وتتضمن:
- ممارسة التمارين الرياضية.
- قراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام، أو الرسم.
- توفر التهوية اللازمة، وارتداء ملابس مريحة وفضفاضة خاصة مع التعرق الزائد الذي يتعرض له المتعاطي عند التوقف عن تناول المخدر.
- تناول السوائل (2-3) لتر يومياً، والأطعمة الصحية لتحسين الصحة العامة وضمان عدم الإصابة بالجفاف، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.
- استخدام كمادات باردة، والاستحمام بماء بارد.
- تجنب شرب الكافيين، لتقليل شعور الشخص بالارتعاش، لذلك يفضل شرب البدائل منزوعة الكافيين.
- التأكد من وجود أشخاص مقربين لتوفير الدعم الكافي لذلك الشخص، وحثه على الاستمرار وعدم التفكير في العودة مرة أخرى.
- قد تساعد كتابة قائمة بأسباب التوقف عن التعاطي و تثبيتها على الحائط في التركيز على الفوائد والابتعاد عن الأفكار السلبية، مثل الرغبة في العودة إلى التعاطي مرة أخرى.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
علاج أعراض الانسحاب في المستشفى
يفضل أن يتم علاج أعراض الانسحاب المتعلقة بالمخدرات في المستشفى تحت إشراف أطباء متخصصين لعلاج الإدمان على دراية تامة بسبل العلاج والتخلص من المرحلة الانسحابية بأقل ألم ممكن.
في الغالب يتم استخدام بعض الأدوية لإدارة أعراض الانسحاب والتي يتم تحديدها بناء على التشخيص والتقرير الطبي، إلى جانب الرعاية الطبية والنفسية اللازمة خلال تلك الفترة.
هذا بالإضافة إلى توفر مقدمي الرعاية الصحية على مدار 24 ساعة في حالة حدوث أية مضاعفات للمريض، و مراقبته باستمرار أثناء فترة الانسحاب لضمان عدم حصوله على أي مواد مخدرة مرة أخرى أو تعرضه لمشكلة صحية مفاجئة، وتزويد المريض بالمعلومات الكافية حول مرحلة الانسحاب، وضرورة مساعدته للطبيب المعالج حتى تنتهي تلك الفترة بسلام.
تسمح المستشفى للمريض في تلك الفترة بالنوم الهادئ، أو الأنشطة المعتدلة مثل المشي أو التأمل.
أثناء فترة الانسحاب قد يصبح سلوك بعض المرضى عدوانياً، وقد يصاب بالارتباك والخوف خاصة عند تواجدهم في مكان مغلق، لذلك تقوم المستشفى باتباع استراتيجيات إدارة السلوك لمعالجة الأمر وتحسين سلوك المريض.
أدوية علاج اعراض الانسحاب
يتم الاستعانة ببعض الأدوية أثناء علاج أعراض الانسحاب في المستشفى، لتخفيف حدتها وخاصة المواد الأفيونية، لما تسببه من أعراض حادة عند التوقف عن التعاطي، ومن أمثلة تلك الأدوية:
- كلونيدين: هو عبارة عن ناهض ألفا -2 الأدرينالية، ويستخدم لعلاج زيادة التعرق، والإسهال والتقيؤ، واضطرابات المعدة، والقلق والارتباك، والأرق، والرعشة. ولكن قد يتسبب الكلونيدين في النعاس، والدوخة، وانخفاض ضغط الدم. لذلك، يجب مراقبة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ووقف الكلونيدين في حالة انخفاض ضغط الدم عن 90/50 مم زئبق.
- لوفيكسيدين: ناهض مستقبلات alpha-2 الأدرينالية يستخدم في الأساس لعلاج ارتفاع ضغط الدم، إلا أن استخدامه كعلاج غير أفيوني في المرحلة الانسحابية أصبح أكثر شيوعاً، كما أثبت أنه أكثر فاعلية وأقل ضرراً من الكلونيدين. مع ذلك، قد تظهر بعض الأعراض الجانبية عند الاستخدام مثل، الدوخة، والأرق، وانخفاض ضغط الدم.
- الميثادون: يستخدم لتقليل الرغبة الشديدة في تناول المخدر مرة أخرى، بالإضافة إلى إزالة السموم طويلة المفعول من الجسم مثل المورفين. ولكن يجب أن يستخدم بحذر في حالة:
قصور الجهاز التنفسي.
تناول الكحول بكميات كبيرة.
وجود إصابة بالرأس.
العلاج بمثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs)
التهاب القولون التقرحي.
القصور الكبدي الشديد.
يجب مراجعة الجرعة اليومية من الميثادون وتحديدها بناءاً على الأعراض التي تظهر على المريض والآثار الجانبية الناتجة عن الدواء. وفي حالة عدم التحسن يجب تقليل جرعة الميثادون أو استبداله بدواء آخر. وتجنباً لخطر تناول جرعة زائدة في الأيام الأولى من العلاج ، يمكن إعطاء الميثادون بجرعات مقسمة خلال اليوم.
المهدئات: تستخدم هذه الأدوية لتخفيف أعراض القلق والتهيج من خلال العمل على المستقبلات الكيميائية في الدماغ. خاصة في حالات التوقف عن تناول الكحول، حيث تقلل من حدوث النوبات المرتبطة بإزالة سموم الكحول من الجسم، ولكن يجب أن تستخدم المهدئات لفترة قصيرة نظراً لاحتمال تسببها في الإدمان عند استخدامها على المدى الطويل، ومراقبة المريض جيداً عند استخدامها وإيقافه في حالة تعافي المريض سريعاً.
الخلاصة: يعد علاج أعراض الانسحاب في المنزل من الأمور الصعبة ولا يمكن للعديد من الأشخاص خلاله المواظبة على الامتناع عن التعاطي واستكمال جميع خطواته بشكل صحيح، بالإضافة إلى توقع ظهور مضاعفات تحتاج لرعاية طبية، لذلك يفضل اللجوء إلى مركز متخصص وعلاج أعراض الانسحاب في المستشفى على يد أطباء متخصصين لتخطي تلك المرحلة بأمان وتناول الأدوية بشكل صحيح وآمن ومراقبة تأثيرها على المريض.
ا. ايمان عمر
أكتب تعليقا