يتسارع الباحثون من كل دول العالم لاكتشاف كل ما يمكن أن يساعد في علاج القلق نهائياً ، فكما نعلم أن مرض القلق من الأمراض التي انتشرت بشكل كبير في كل المجتمعات وأصابت الكثير من الفئات العمرية المختلفة دون أن يميز بين فئة وأخرى، وتستمر محاولات مرضى القلق في البحث عن كل السبل الممكنة التي تخلّصهم من تلك المعاناة والتي يمكن من خلالها عيش حياة هادئة خالية من الضغوط النفسية، ولذلك أردنا من خلال ذلك المقال أن نكشف عن الطفرة التي حدثت في سبل علاج القلق بأنواعه المُتعددة، ولكن دعونا أولاً أن نتعرف على بعض الأضرار الخطيرة والغائبة عن البعض التي تحدث نتيجة الإصابة بالقلق، وذلك لضرورة الإسراع في طلب علاج القلق نهائياً .

محتويات المقال

لماذا عليك الإسراع في طلب علاج القلق نهائياً؟

السبب الرئيسي الذي يجعلك تُسرع في طلب علاج القلق نهائياً، وتستكمل رحلة العلاج إلى نهايتها دون ملل هو التعب والمعاناة التي تعانيها مع مرض القلق، وأيضاً الأضرار التي يَتسبب القلق في حدوثها داخل أنظمة الجسم المُختلفة فهو ليس مرضاً يُؤثر على النفسية فقط، ولكن يُؤثر على نظام الجسم ككل وفيما يلي جزء من تلك الأضرار التي تتطلب علاجاً فورياً حتى لا تتفاقم:

تأثير القلق على الجهاز العصبي المركزي 

يتسبب القلق ونوبات الهلع طويلة المدى في إفراز هرمونات التوتر بشكل دائم مما يتسبب في حدوث اعراض القلق النفسي على الجسم مثل الصداع، الدوخة، و قد يدخل المريض في نوبات من الاكتئاب بسبب الزيادة المفرطة في إفراز تلك الهرمونات.

تأثير القلق على القلب

يتسبب القلق في حدوث حالة من سرعة دقات القلب مع آلام شديدة في الصدر، كما يؤدي إلى التعرض لارتفاع ضغط الدم وينتج عنها بالنهاية أمراض القلب التاجية.

تأثير القلق على الجهاز المناعي

 يؤدي مرض القلق إلى الإصابة بضعف الجهاز المناعي مما يجعل المريض عرضة للعدوى الفيروسية والأمراض المتكررة.

تأثير القلق على الجهاز الهضمي

 يتأثر جهاز الإخراج والجهاز الهضمي بشكل خطير بسبب القلق والتوتر مما يجعل المريض في حالة دائمة من الغثيان، الإسهال، فقدان الشهية، آلام في المعدة وللأسف يمكن أن يتطور الأمر إلى متلازمة القولون العصبي والإصابة بعدوى الأمعاء.

تأثير القلق على الجهاز التنفسي

يسبب القلق التنفس السريع، وهناك للأسف حالات تم نقلها للمستشفى بسبب تعرضهم لمضاعفات في الجهاز التنفسي بسبب القلق، كما أنه يؤدي إلى تفاقم أعراض الربو.

هذا جزء بسيط من اعراض القلق النفسي الجسدية التي يشعر بها المريض، ناهيك عن الأعراض النفسية مثل الاكتئاب، الأرق والعزلة الاجتماعية فكل تلك الأضرار هي التي جعلت الجهود تتضافر وتتسارع للوصول إلى حل للشفاء من القلق نهائياً..وسنحاول الآن التعرف على بعض أسس علاج مرض القلق التي تتبعها المستشفيات والمراكز المتخصصة في العلاج النفسي للوصول إلى أفضل النتائج.

 

ما هي أسس اختيار علاج القلق النفسي؟

هناك أسس تم وضعها من قبل المتخصصين لاختيار علاج القلق النفسي الفعّال وهي تقوم على الآتي:

  1. تحديد أسباب الإصابة بالقلق مما يسهّل بشكل كبير العمل على حلّها أو التعامُل معها بتخَصصية مما يُساعد على نجاح العلاج وفعاليته.
  2. التشخيص الدقيق والتعرف على نوع القلق الذي يُعاني منه المريض فكما نعلم هناك العديد من أنواع مرض القلق مثل القلق البسيط ، القلق الحاد وغيره من الأنواع، فمن الضروري معرفة نوعه حتى يكون العلاج مناسباً.
  3. الوقوف على الأعراض كاملة فعلى سبيل المثال هناك اختلافات واضحة بين اعراض القلق العام واعراض القلق النفسي الحاد ولكل منهما علاج يُناسبه ولذلك الأمر يتطلب معرفة كل الأعراض التي يشعر بها المريض في نوبات القلق التي تنتابه.
  4. اختيار ما يُناسب حالة المريض من سُبل العلاج المُختلفة وبما يُناسب العمر والجنس والحالة الصحية العامة، وهو أهم أسس اختيار علاج القلق النفسي، فبعد التعرّف على كل ما يخص الحالة يمكن بعد ذلك اختيار العلاج الفعّال من بين كل البرامج العلاجية المتاحة أو حتى دمجها معاً للوصول إلى علاج القلق نهائياً ..وفيما يلي نبدأ بعرض أهم علاجات القلق المتاحة في المراكز المتخصصة والتي يتقدمها التشخيص الدقيق.

التشخيص الدقيق..أساس فعالية علاج القلق النفسي

يُعد التشخيص الدقيق للقلق هو أول خطوة على طريق الوصول لعلاج القلق نهائياً، فهو الذي يمهد الطريق أمام اختيار العلاج السليم ويشمل التشخيص بعض الفحوصات التي يتخذها الطبيب المعالج عن طريق:

  1. طرح أسئلة حول تاريخ المريض الطبي.
  2. اختبارات لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى وهي ليست اختبارات معملية ولكن مجرد جلسات.
  3. التعرّف على الأعراض التي يشعر بها المريض، مدتها، ومدى شدتها.
  4. السؤال عن كيفية قيام المريض بمهامه اليومية سواء في المنزل، أو الدراسة، أو العمل.
  5. العرض على طبيب لعمل فحص جسدي شامل للتأكد من عدم وجود أي أمراض مُزمنة تسببت في ظهور تلك الأعراض التي يعاني منها مريض القلق، وبعد عمل التشخيص الكامل والتأكد من إصابة المريض بالقلق النفسي والتوتر تبدأ الخطة العلاجية والتي تشمل العديد من الوسائل العلاجية المتاحة، والتي سوف نتعرف عليها فيما يلي بالتفصيل.

الوسيلة الأولى..علاج القلق النفسي بالأدوية

هناك العديد من الأدوية التي يتم استخدامها مع مرضى القلق وتؤثر بشكل إيجابي في تحسن حالتهم وتقليل حدة المرض، وعلاج القلق النفسي بالأدوية يُعد من أهم طرق العلاج المتبعة وتشمل تلك الأدوية ما يلي:  

البنزوديازيبينات

وهي عبارة عن مهدئات يمكن أن تساعد في استرخاء العضلات مع إحداث تهدئة للدماغ، وهي تساعد في علاج العديد من اضطرابات القلق مثل اضطراب الهلع، اضطرابات القلق العام، والقلق الاجتماعي وتشمل بعض الأدوية الهامة مثل: دواء زاناكس، دواء كلونوبين، دواء فاليوم، ودواء أتيفان.

ولكن المشكلة هنا أن بالرغم من أن البنزوديازيبينات تعد دواء بسيط للقلق إلا أنها يُمكن أن تتسبب في العديد من الآثار الجانبية مثل الصداع، النعاس الدائم، مشاكل في الرؤية، والشعور بالاكتئاب، فيجب أن يتم تناولها بشكل منتظم مع تحديد الجرعات من قبل الطبيب المعالج حتى لا تتسبب في وقوع أي ضرر.

دواء بوسبيرون Buspirone

يُعد افضل دواء للقلق المزمن وهو معروف تجارياً باسم دواء بوسبار Buspar، فهو يستخدم في علاج اضطرابات القلق المزمنة ويعتقد أنه يؤثر على المواد الكيميائية داخل الدماغ، والتي تقوم بتنظيم الحالة المزاجية، قد يستغرق دواء بوسبار عدة أسابيع حتى يصبح فعالاً بشكل كامل.

وأشهر الآثار الجانبية لدواء بوسبيرون أو بوسبار هي الصداع، الغثيان، أحلام غريبة وصعوبة في النوم كما أنه يعد عقار بطيء المفعول فهو يحتاج لفترة طويلة حتى يعطي آثاراً إيجابية على المريض.

أدوية مضادات الاكتئاب

تعمل أدوية مضادات الاكتئاب من خلال التأثير على النواقل العصبية، وتستخدم في علاج اعراض القلق وهي عادة ما تستغرق من 4 إلى 6 أسابيع لتُحدث تأثيراً ملحوظاً وتشمل أنواع مضادات الاكتئاب ما يلي:

  1. مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRIs: وهي تعمل على زيادة مستويات السيروتونين، وهذا الأخير ناقل عصبي يؤثر على الحالة المزاجية، الشهية، الرغبة الجنسية، النوم، والذاكرة وتتضمن تلك الأدوية أسماء متعددة مثل دواء بروزاك، دواء باكسيل، ودواء زولوفت، ولتلك الادوية العديد من الآثار الجانبية مثل فم جاف، غثيان، دوخة، النعاس، العجز الجنسي، وضعف العضلات.
  2. مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: وهي تعمل بشكل مُشابه لمُثَبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية وتبدأ بجرعة منخفضة ثم تزداد تدريجياً وتتضمن أدوية مثل دواء انافرانيل ودواء توفرانيل، ومن أهم آثارها الجانبية الدوخة، احتباس البول، القيء والغثيان، إمساك، النعاس، زيادة الوزن، ارتباك وعدم وضوح الرؤية. 
  3. مثبطات الأكسيداز أحادي الأمين MAOIs: وهي تستخدم في حالة القلق المصاحب للهلع والرهاب الاجتماعي فهي تعتبر افضل دواء للقلق والتوتر والخوف وتشمل العديد من الأسماء مثل دواء نارديل، دواء برنات، دواء ماربلان، ودواء امسام، ولها آثار جانبية عديدة مثل الإسهال، الفم الجاف، النعاس، الأرق، الدوخة والغثيان.

 أدوية حاصرات البيتا

 غالباً ما تُستخدم في تخفيف اعراض القلق النفسي الجسدية وتشمل دواء إندرال، حيث تساعد في تخفيف أعراض القلق في المواقف العصبية، ولها أيضاً آثار جانبية مثل الإعياء، الدوخة، النعاس، أصابع يدين باردة، مشاكل في النوم، ضيق في التنفس.

أدوية مضادات الاختلاج

تستخدم تلك الأدوية  في علاج النوبات عند الأشخاص المصابين بالصرع، كما أنها تخفف بعض أعراض القلق العام وتشمل أدوية البريجابالين مثل دواء ليريكا ودوَاء ليرولين، وأيضاً أدوية الجابابنتين مثل دواء جابتين، ولكن الخوف هنا من أن تلك الأدوية تسبب الإدمان بشكل سريع ولذلك يجب الحذر من تناولها دون استشارة طبيب.

هذه الأدوية يتم استخدامها في علاج أنواع القلق المختلفة و يصفها الطبيب للمريض بجرعات محددة تناسب سن وحالة المريض الصحية، ويستمر عليها لمدة محددة حسب شدة وتطور الحالة ولكن يبقى السؤال هنا هل الأدوية وحدها تكفي في علاج القلق نهائياً أم تحتاج إلى سبل علمية حديثة للمساعدة في الوصول لأفضل النتائج.

جميع الأدوية التي تم ذكرها لا يجب أن يتم تداولها دون استشارة الطبيب فقد تكون أضرارها أكثر من الفوائد التي تأتي من وراء استخدامها، كما أنها قد تناسب حالة ولا تناسب الأخرى فالرأي الأخير في اختيار الدواء المناسب هو من اختصاص الطبيب النفسي المعالج.

الوسيلة الثانية.. جلسات نفسية لعلاج القلق

من أفضل الوسائل التي يتبعها الأطباء مع مرضاهم هي جلسات نفسية لعلاج القلق، وهي عبارة عن جلسات استشارية وحوارية تساعد على تحسين الاستجابة العاطفية للمريض تجاه أعراض القلق النفسية مثل التوتر، والخوف، والهلع مما يخفف من حدتها، وتقوم على استراتيجيات لمساعدة مريض القلق على فهم الاضطراب الذي يمر به ويتعلم إدارته بشكل أفضل، ويشمل العلاج النفسي ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي CBT

وهو أكثر أنواع العلاج النفسي شيوعاً المستخدمة في علاج اضطرابات القلق ويعد أفضل علاج للقلق والتوتر العصبي، فهو عبارة عن جلسات يقوم الطبيب فيها بتعليم المريض كيفية التعرف على أنماط التفكير والسلوكيات التي تؤدي إلى المشاعر المزعجة، ثم يعمل بعد ذلك على تغييرها إلى أخرى إيجابية وفعّالة، ويرى كثير من الأطباء أن العلاج السلوكي المعرفي إذا تم تقديمه للمريض بطريقة سليمة بالإضافة إلى العلاج الدوائي المناسب مع المداومة عليهما معاً يُمكن أن يُساعد ذلك في علاج القلق النفسي الحاد والذي يُعد من أكثر أنواع القلق خطورة.

العلاج بالتعرُّض

في هذا النوع من العلاج تركز الجلسات النفسية على التعامل مع المخاوف الكامنة وراء اضطراب القلق، فهي تساعد المريض على الانخراط في الأنشطة والمواقف التي ربما كان يتجنبها في حياته لأنها تسبب له التوتر والخوف دائماً، وتشمل خطوات العلاج بالتعرض الآتي:

  1. التفكير في الموقف المخيف أو الذي يدعو للقلق والتوتر.
  2. وضع خطط جاهزة للتعامل مع ذلك الموقف المخيف حال حدوثه.
  3. مقاومة الرغبة الداخلية في مغادرة الموقف والهروب منه وذلك من خلال التلفظ ببعض عبارات التأقلم والاسترخاء.
  4. تكرار التعرض لتلك المواقف مرة بعد مرة في الحقيقة بقدر المستطاع لإعادة بناء ثقة المريض في القدرة على التأقلم.  

فرق الدعم

وهي عبارة عن جلسات مع أفراد آخرين يعانون من نفس الأعراض والعواطف، وهي تدعم مشاركة المريض مخاوفه ثم إنجازاته التي سيحاول تحقيقها فيما بعد مع الآخرين من أقرانه وتسمى أيضاً بـ “مجموعات المساعدة الذاتية”.

هناك أيضاً بعض الطرق الأخرى التي يمكن من خلالها إدارة الاضطراب الحاصل بسبب القلق مع السيطرة على مشاعر التوتر والخوف وعدم الانسياق وراءها، ويمكن أن تكون يوماً ما هي والجلسات النفسية طريقاً مضموناً لعلاج القلق نهائياً..فيا تُرى ما هذا النوع من العلاج؟

  راسلنا على 01154333341

الوسيلة الثالثة..علاج القلق والتوتر والخوف بتمارين الاسترخاء

يعد علاج القلق والتوتر والخوف بتمارين الاسترخاء من أكثر أنواع العلاج تركيزاً على الاعراض النفسية، ويتكون من جلسات استرخاء تطبيقية تعمل على إرخاء العضلات بطريقة معينة خلال المواقف التي تسبب القلق والتوتر والخوف لدى المريض، ويقوم المعالج المُدرب بتدريس وتعليم المريض هذه التقنية والتي تتضمن ثلاثة مراحل:

  1. تعلم كيفية إرخاء العضلات.
  2. تعلم إرخاء العضلات بشكل سريع مع الاستجابة للمحفزات.
  3. ثم التدرب علي إرخاء العضلات في المواقف العصيبة التي تجعل المريض قلقاً.

وتلك الجلسات التي تعرف بتمارين الاسترخاء يُمكن أن تُطبق من خلال المعالج لمدة ساعة واحدة كل أسبوع، ومع مرور الوقت يُمكن للمريض أن يتعلم من المعالج كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بمفرده حتى يتمكن من السيطرة على لحظات القلق والخوف والتوتر باستخدامها.
وكما نعلم الأمر يحتاج إلى صبر وعزيمة، ويمكن من خلال التعرف على مدة علاج القلق وفترة العلاج الخاصة بكل طريقة أن يصبح الأمر أكثر وضوحاً للمريض مما يعطيه الأمل والطمأنينة في إمكانية التخلص من معاناته وإمكانية علاج القلق النفسي نهائياً.

سؤال يطرحه الكثيرون..كم مدة علاج القلق النفسي؟

مدة علاج القلق النفسي قد تستمر لسنوات ولكن هي مُقسمة بين طرق العلاج التي ذكرناها سابقاً، فيمكن أن تستمر بعضها لفترات طويلة وينتهي البعض الآخر حسب احتياج الحالة ولذلك يمكننا تقسيم مدة علاج القلق كما يلي:

مدة العلاج النفسي 

يمكن أن يستمر المريض على الجلسات النفسية لعدة أشهر حتى يصبح أكثر قدرة على إدارة حياته بشكل أفضل ويصبح أقل عرضة للانتكاس، وتلك الفترة يُمكن أن تتزامن مع العلاج بالأدوية وتمارين الاسترخاء ولكن تنتهي في خلال أشهر قليلة.

مدة علاج القلق بالأدوية

قد تستمر فترة علاج القلق بالأدوية إلى سنوات وذلك لتنظيم وتحسين الحالة المزاجية للمريض قدر الإمكان حتى لا يكون عرضة للانتكاس وتدهور الحالة مرة أخرى، ولكن يبقى الأمر في النهاية متروك للطبيب المعالج، وهو وحده من يحدد الفترة الكافية للمريض للتخلص من أعراض القلق نهائياً.

فترة علاج القلق النفسي بتمَارين الاسترخاء

قد تستمر فترة علاج القلق النفسي بتمارين الاسترخاء لمدة طويلة حتى أنها قد تكون الوسيلة العلاجية الوحيدة التي تستمر مع المريض في حالة توقفه عن العلاج الدوائي، وكما ذكرنا يمكن للمريض في فترة وجيزة من الجلسات مع الطبيب المعالج أن يتعلم كيفية تطبيق تلك التمارين بمفرده أثناء تَعرضه لأي مواقف مُحزنة تزيد من حالة التوتر والقلق.

وفي المجمل ليس هناك مدة محددة بل تختلف فترة علاج القلق النفسي من شخص لآخر ومن نوع لآخر من القلق، فمثلاً لا يمكن مقارنة مدة علاج مريض القلق البسيط مع مدة علاج القلق الحاد، لكل منهم فترة تختلف باختلاف مدى خطورة الحالة والأعراض، أيضاً هناك بعض العوامل قد تؤخر من مدة علاج القلق النفسي وتتعارض مع إحتمالية علاج القلق نهائياً وتشمل:

  1. المرضى كبار السن.
  2. إهمال العلاج لفترة طويلة.
  3. تعاطي المخدرات والكحول.
  4. وجود اضطرابات عقلية أخرى مصاحبة للقلق.

وبعد أن تعرفنا معاً على مدة علاج القلق النفسي هل هذا يعني أننا نتحدث عن علاج نهائي للقلق 

وينتهي بمدة محددة أم ماذا؟ هذا ما سوف نتعرف عليه بالتفصيل في الفقرة القادمة.

هل يوجد علاج نهائي للقلق والخوف؟

لا.. لا يوجد حتى كتابة هذه الأسطر علاج نهائي للقلق والخوف، ولكن دعونا نتعرف بشكل تفصيلي المقصد من الإجابة، فنحن لا نقصد أبداً بث اليأس والحزن في نفوس المرضى بل على العكس نحن نحاول وضع الصورة كاملة دون تضليل، ودعونا نؤكد على أمر هام وهو أنه ليس هناك شك في نجاح وفعالية علاج القلق النفسي بالأدوية جنباً إلى جنب مع الجلسات النفسية وتمارين الاسترخاء، وقد يشهد المريض معها تحسناً ملحوظاً في الحالة المزاجية واختفاء الاعراض الجسدية والنفسية المؤلمة، وذلك هو الجزء الذي يبعث على الأمل والطمأنينة، حيث ظهور علامات التحسن التدريجي على مريض القلق فيصبح شخصاً طبيعياً بدرجة كبيرة، وقد يستغنى تماماً عن الأدوية مع الوقت، ولكن يبقى دائماً في حالة حذر من التعرض للانتكاس وظهور الأعراض مرة أخرى.

وكما ذكرنا في البداية أن هناك تطور هائل في العلاج النفسي، ودراسات مستمرة في كيفية علاج القلق نهائياً مما يشعرنا دائماً أن الأمل قائم للتعافي تماماً من القلق والتوتر، ولكن الأمر يحتاج لعزيمة قوية وصبر مع الانتظام في العلاج داخل المراكز المتخصصة والمعتمدة، وعلى رأسها مركز الهضبة للعلاج النفسي والذي كان وما زال له دور فعّال في علاج مرض القلق نتعرف عليه فيما يلي.

تعرف على دور مركز الهضبة في علاج القلق النفسي

مركز الهضبة يمتلك العديد من الوسائل العلاجية الحديثة التي تؤهله ليكون افضل مركز لعلاج القلق النفسي والتوتر، فكل ما يحتاجه المريض وأسرته يجده هناك داخل المركز، وتشمل الخدمات التي يقدمها مركز الهضبة لعلاج القلق ما يلي:

  1. سُبل للتواصل مع المريض سهلة وسريعة عن طريق فريق متكامل يتم من خلاله عمل كل التسهيلات لدخول المريض للمركز وتلقي العلاج.
  2. تطبيق أحدث أساليب التشخيص الدقيقة لمرض القلق على يد نخبة من أمهر الأطباء النفسي.
  3. أبحاث ودراسات متطوّرة تتم في المركز لاختيار العلاج الدوائي المناسب للتخلص من القلق النفسي  وأعراضه المختلفة، وهو بروتوكول خاص بمركز الهضبة حاصل على موافقة وتصديق وزارة الصحة المصرية والعلاج الحر.
  4. برامج العلاج النفسي التي تهتم بتحسين حالة المريض وتنمية بعض المهارات الحياتية لديه، كما تقوم على مساعدته في إدارة فترات التوتر والخوف بشكل سليم.
  5. مساحات خضراء يمكن للمريض أن يستمتع فيها بالطبيعة وجمالها أثناء العلاج السكني مما يساعد على الشفاء السريع من الأعراض النفسية.
  6. أماكن لممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء داخل المركز والتي تُساعد بشكل فعال في علاج القلق نهائياً.
  7. عيادات خارجية للمُتابعة المُستمرة مع أطباء المركز حتى بعد التعافي من أعراض المرض.
  8. معاملة طيبة من جميع العاملين بمركز الهضبة، فالكل يعمل بحب وتراحم نظراً لخبرتهم الكبيرة في التعامل مع المريض النفسي وخاصةً مرضى القلق، والتي جعلتهم بالفعل أفضل فريق طبي متكامل.
  9. تكاليف العلاج ليست باهظة بل على العكس يَقوم المركز بعمل كل التسهيلات في الدفع فلا يَشُق أبداً على أسر المرضى ولكن يُحاول فقط تقديم أفضل خدمة بأقل تكاليف، اتصل الآن على 01154333341

10 نصائح هامة تساعدك أثناء علاج القلق النفسي والتوتر

قد تساعدك هذه النصائح بشكل كبير على إدارة فترة علاج القلق والتخلص من أي أعراض سلبية تراودك وهي كالآتي:

  1. تعرف على اضطرابك: كلما تعرّفت أكثر على اضطراب القلق الذي تعاني منه كان ذلك أفضل في فهم العلاج، ورفع الحواجز التي تُشعرك بطول الطريق للوصول للشفاء، حاول أن تتعلم أكثر عن طريق سؤال طبيبك عن طبيعة مرضك، أسبابه وأعراضه، أيضاً يمكنك القراءة أكثر عن اضطراب القلق النفسي بأنواعه المختلفة لتعلم كيفية التعامل معه بشكل مناسب.
  2. التزم بخط العلاج التي وضعها لك الطبيب: لا تحاول إيقاف الدواء من تلقاء نفسك أو بطريقة مفاجئة فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم حالتك وحدوث آثار جانبية غير سارة.
  3. قلل من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل القهوة، الشاي، الكولا، والشيكولاتة فقد تؤدي إلى تغيير حالتك المزاجية وتزيد من أعراض القلق.
  4. ابتعد تماماً عن الكحوليات والمخدرات: فهي سبب رئيسي في الإصابة بأعراض القلق الخطيرة وهي في الأساس سبب لكثير من الأمراض والاضطرابات الجسدية والنفسية.
  5. تناول الطعام بشكل صحيح: اعتمد على الأطعمة التي تحسن من حالتك النفسية وتمنحك القوة والنشاط كما تمدك بكل العناصر الغذائية التي تحتاجها مثل الخضروات والفاكهة الطازجة، البروتينات غير الدهنية، المكسرات بأنواعها المختلفة وغيرها الكثير من الأطعمة الصحية.
  6. مارس الرياضة بشكل يومي: تساعد تمارين الركض وركوب الدراجات على إطلاق المواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن خفض حدة التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
  7. احصل على نوم أفضل: غالباً ما تستمر مشاكل النوم واضطراب القلق جنباً إلى جنب، ويمكن حلها عن طريق اتباع روتين مُريح لوقت النوم مثل عمل بعض التمارين التي تساعدك على الراحة والنوم بشكل هادئ.
  8. تعلم الاسترخاء: يمكن لأشياء مثل التأمل أو اليقظة أن تساعدك على الاسترخاء بعد يوم طويل ومرهق، وقد تجعل علاجك يعمل بشكل أفضل.
  9. تَحكم في أفكارك السلبية: حاول دائماً في تَحويل أفكارك السلبية إلى المَسار الإيجابي، وهو ما ستجده بشكل أوسع في العلاج السلوكي المعرفي.
  10. اجتمع مع أصدقائك باستمرار: سواء الاجتماع بالهاتف أو بالمقابلات، ولكن احرص على وجود صحبة تحبها وتستريح معها وذلك للحصول الدعم النفسي المناسب، وفي حالة مرورك بأي ظروف نفسية سيئة يجب أن تطلب الدعم الفوري من أهلك وأحبائك، ولا تترك نفسك فريسة للقلق والتوتر بل حاول أن تنتصر على تلك الأعراض السلبية وتتخلص منها بمساعدة العلاج فيُمكنك بذلك أن تصل إلى علاج القلق نهائياً مع الوقت.    

الخلاصة:- لا يجب أن نستبعد أبداً إمكانية علاج القلق نهائياً فكما رأينا البرامج العلاجية في تطوّر وتقدُّم مستمر، ولعلنا نجد مع مرور الوقت أنماط جديدة من العلاج النفسي والسلوكي الذي يعمل بشكل أساسي على تغيير الأفكار والمشاعر السلبية لدى المريض، وتحويلها مع الوقت إلى شيء إيجابي وأكثر نضجاً، فيمكن أن يصبح العلاج النفسي هو الأساس في المستقبل ولا يحتاج المريض إلى أدوية للتعافي من اعراض مرض القلق، ويجب العلم أن علاج القلق يحتاج إلى صبر وعزيمة قوية للخروج من تلك الدائرة المغلقة واكتشاف حياة جديدة مليئة بالأمل.

الكاتبة/د. مروة عبد المنعم