تخيل بأنك ستصبح خال البال في الصباح سعيدا متحررا، قادر على تسطير أهدافك اليومية، مزاجك معتدلا مقبلا على الحياة.  تصور الآن أنك تفعل أشياء تسعدك حقا دون أن تشعر بالألم أو الضيق، تخطط لنجاحك وإسعاد من حولك تثق بنفسك وتمتلئ بالطاقة، لا تهاب شيئا وتفكر بإيجابية وكل من حولك فخورا بك.  نعم فوائد ترك المخدرات تحقق لك كل ذلك. 

هذا الشعور العميق والحر بمدى الاستفادة التي ستحصل عليها عند الإقلاع عن تعاطي جرعاتك المخدرة يخلق لك إحساس بالرفاهية وبذاتك، فما بالك لو حدث فعلا، نعرف أنك تريد اتخاذ تلك الخطوة لذا دعنا نتعمق معك، لتعرف حجم التحسن الذي ستناله عند التوقف عن تعاطي المخدرات فيما يلي. 

فوائد ترك المخدرات والتغيير الجذري في حياتك 

عندما تخرج المخدرات من حياتك ستشعر بالتحسن في كل مستوى من مستوياتك تجاه نفسك وتجاه الحياة، ستمتلئ بالقوة والطاقة والتركيز وآليات العيش والتأقلم الذي يرضيك، إليك فوائد ترك المخدرات وكيف من المتوقع أن تكون حينها: 

فوائد ترك المخدرات والتغيير الجذري في حياتك

تحسن القدرات العقلية 

من أهم الفوائد المنشودة حيث سيتحسن أداء العقل ويصبح يقظا قادر على الانتباه والتركيز، الفهم و الإدراك واتخاذ القرارات بما يحقق لك السعادة، كما ستتحسن الذاكرة،  سيزداد الأداء الذهني تدريجيا ويتصاعد معه الانتاج والقدرة على العطاء، سيشعر المدمن بانتعاش المخ وقدرته على التفكير والتحكم. 

ضبط الحالة العاطفية والنفسية 

إذا كنت تتناول المخدرات لأنك تظن أنها تضبط حالتك العاطفية رغم أضرارها ومضاعفاتها، فأن الإقلاع عنها سيضمن استرجاع نسب كيمياء المخ بصورة طبيعية، وسيشعر المتعافي من الإدمان بتحسن طاغي في مستواه العاطفي، ويسترجع لذته بالنشاطات الخارجية، وتتلاشى أعراض الكآبة والضيق الروحي والتوتر، سببدأ المزاج في الاستقرار والإقبال على الحياة يتجدد دون ضغط نفسي أو توتر وقلق، كما يتحقق الاندماج مع المشاعر الإيجابية وتبديد المشاعر السلبية. 

تحقيق التوافق مع الذات والسيطرة على النفس

تتضح فوائد ترك المخدرات بشكل بارز في استرجاع الإحساس بالذات وتقديرها، وارتفاع الثقة بالنفس من جديد، والتخلص من الإحساس بالذنب وجلد الذات ومشاعر الغضب، واستجماع القوى الداخلية للسيطرة على النفس وترويضها وتقبلها، سيغمر المتعافي مشاعر الرضا النفسي ولذتها. 

الشهية أفضل والنوم مستقر 

بعد فترة وجيزة ستتحسن شهية المتعافي، ويسترجع الشعور بلذة الطعام وفوائده، إذ سيتخلص من اضطرابات الجهاز الهضمي ويزول الغثيان والتقيؤ وألم المعدة، كما تتحسن القدرة على الإخراج بعد تعافي الأمعاء وتخلصها من سموم المخدرات.

أنماط النوم ستبدأ  في الاستقرار ويتلاشى الأرق و تختفي الكوابيس، وينعم بنوم مستقر عميق دون قلق أو تململ.

تعافي الوجه واسترجاع جودة الحواس

تشكل المخدرات ضررا على الوجه بشكل خاص، مما يبرز ملامح الشيخوخة على المتعاطين، والإقلاع عن المخدرات يساعد على استرجاع رطوبة الوجه ونضارته، وتلاشي التجاعيد والهالات السوداء، ستعود ملامح الوجه أكثر إشراقا، وتختفى علامات البثور والطفح الجلدي. 

كما تعود جودة الحواس مرة أخرى تدريجيا وينعم المتعافي برؤية أفضل، وتتحسن حاسة الشم، ويعود التذوق، بالإضافة إلى تعافي الأذن.

النشاط وارتفاع القدرة البدنية 

بعد زوال سموم المخدرات سيبدأ الإحساس بالنشاط والطاقة يدب في الجسم، وترتفع القدرة البدنية كلما مر على ترك المخدرات فترة أطول، ستظهر الحيوية بعدما كان يعاني المدمن الخمول والإرهاق، تتحسن القدرة على الحركة والتنسيق، الشعور بالراحة والقدرة البدنية بعدما يصل الأكسجين للمخ ويستطيع التنفس بشكل أفضل، وتبدأ الدورة الدموية ونبضات القلب بالعودة إلى المعدلات الطبيعية، وتستقر حركة العضلات، ستسري الطاقة في العروق ويتلاشى الآلم. 

التخلص من الأزمات المالية 

الشره الإدماني يجعل المدمنين ينفقون كل ما يمتلكون من أجل الحصول على الجرعات، ومع التخلص من الأدمان ستتخلص من أزماتك المالية، وتشعر برفاهية وفرة المال، بجانب الاستمتاع في إنفاقه بما يحقق السعادة لك ولأسرتك، ستتخلص من الديون والفواتير المتراكمة، ويكون لديك الفائض لإدارة الأزمات، نعم ستتخلص من التفكير في سد العجز وتصبح أكثر تحررا من أي وقت مضى. 

عودة العلاقات الاجتماعية 

سيكون التغير الإيجابي في كل شئ، ومنه استرجاع القدرة على التواصل الجيد مع الآخرين، وبناء الثقة مع المحيط من جديد، إذ ترتفع مهارات المدمن المتعافي بعد تبطيل المخدرات على تحسين علاقاته الاجتماعية القديمة وبناء علاقات جديدة على أساس صحي، ليبدأ الشعور بالقيمة الاجتماعية وإثبات الذات مما يحقق رفاهية روحية غير محدودة بسبب الشعور بالمحبة والاستحقاق والقدرة على العطاء والتعاون، التأقلم والانخراط، التأثير والتأثر الصحي، إنها مشاعر لا تقدر بثمن.

انخفاض احتمالات المخاطر الصحية 

لا يخفى على أحد أن المخدرات تؤثر يوميا على كل خلية ونسيج داخل الجسم، مما يهدد في اي لحظة بالاصابة بأمراض جسدية غاية في الخطورة، لذا عند التوقف عن إدخال تلك السموم إلى النظام الداخلي يعمل الجسم على طردها خارجه، مما يخفض من الإصابة بالأمراض المزمنة والمدمرة مثل السرطان، التليف الكبدي، الفشل الكلوي، اكتئاب الجهاز التنفسي، أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية.

حماية الأعصاب من السمية 

لا ريب أن السمية العصبية أحد أخطر أضرار المخدرات، لذا من أعظم فوائد تركها الحماية من السمية العصبية وتلف المخ. 

تتغلغل المخدرات في المخ مؤثر على استجابته مع الجهاز العصبي، وقد تتسبب في موت خلاياه، وإحداث أضرار جسيمة على مناطق التحكم في التفكير والسلوك والانفعال، لذا كلما كان ترك المخدرات بشكل أبكر أصبحت الوقاية من ضرر مستديم في المخ والأعصاب أكثر احتمالية.

قدرة جنسية أفضل 

من أهم محسنات المزاج التي قد تحصل عليها هي تحسن الأداء الجنسي، إذ تزداد الرغبة الجنسية من جديد، ومع الانتعاشة النفسية والجسدية، سيبدأ تارك المخدرات في استعادة القدرة على إقامة علاقة جنسية سوية وممتعة والوصول لنشوة الجماع، مما يطفي صفاء في العلاقة العاطفية بين الزوجين. 

تحقيق الاستقرار الأسري 

مع العودة وتلاشي مضاعفات الإدمان، تبدأ المكاسب الأسرية في الظهور، حيث يلتفت تارك المخدرات إلى أسرته ويوليهم رعايته بعد أن يصبح أكثر قدرة على القيام بمهامه اليومية تجاههم، وتحمل المسؤوليات والإيفاء بها، واسترجاع ثقتهم به، ونظرتهم الإيجابية إليه، لأنه أصبح أكثر قدرة العطاء.

ربما يكون التفكير فيمن تحب وخصوصا أسرتك هو الدافع داخلك لنهاية علاقاتك بالمخدرات، وبالطبع هو دافع قوي يستطيع تحريكك وتقوية عزيمتك لاتخاذ تلك الخطوة، ولكن عليك أن تجعل تركيزك اكبر على نفسك وتريد التغيير من اجلك أولا، حتى تستطيع أن ترضى ذاتك، وتتمكن من منح من تحب كل ما تستطيع بصدق. 

هل تشعر معنا بمدى حجم تلك الفائدة التي ستعود عليك عندما تنجح في تبطيل المخدرات نهائيا؟، إنها تغيير متكامل وقد تكون اللحظة الأفضل في حياتك، فبعد أن تذوق المدمن معنى مرارة الاضطراب، سيكون أكثر الشاعرين بفضل تركها حيث الانتعاشة الحقيقية. 

وأفضل انتعاشة يمكن تحقيقها داخل النفس عند إنهاء دور المخدرات في حياتنا هو التحرر من العبودية للإدمان وامتلاك أمرنا وحرية الاختيار دون أن نكون مجبورين أو مقهورين، إذ سنشعرأخيرا أننا على قيد الحياة.

 

متى تحديدا تتحسن حالة مدمن المخدرات؟ 

لن يستغرق الأمر طويلا لتتحسن حالة مدمن المخدرات بعد أن يهم بتركها والتوقف عن تعاطي جرعاته، فبعد أسبوعين إلى شهر تحديدا تنخفض حدة الأعراض الانسحابية، ويبدء المخ في التعافي، ويقل ضغط رغبة التعاطي، بعد أن يطرد الجسم السموم بشكل نهائي، بعدها تتوالى الفوائد بداية من استرجاع الشهية، والنوم المستقر، واسترجاع نسب معقولة من التركيز والشعور بتعافي الحواس، وبعد 30 يوما ستتحقق الانتعاشة المبدئية، ليبدأ المدمن المتعافي رحلته في ضبط مستواه العاطفي والسلوكي والنفسي والذي يعود إلى نقطة استقرار وتغيير إيجابي ملموس عند أغلب المدمنين بعد 90 يوما.

صحيح أن المخ قد يستغرق فترة أطول ليبدء في استرجاع عافيته من جديد، وأيضا سيكون على المتعافي القيام باسترتيجيات التعافي التي تدير روابطه العصبية ويقوي احساس مركز المكافأة في المخ بالأنشطة الصحية، لكنه في نفس الوقت في كل ثانية تفوت سيتمتع بفوائد علاج الإدمان وترك المخدرات جسديا ونفسيا حتى يصل إلى أوج السيطرة على حالته ويسترد جزء كبير من طبيعته بعد 12 إلى 24 شهرا على المدى المتوسط.

قد يهمك: كيف نتعامل مع المدمن المتعافي

حان الوقت لتتحرر وتترك المخدرات

الآن وأكثر من أي وقت مدى، حان الوقت لتتحرر من الإدمان وتنعم بالفوائد التي تتوالى عند ترك المخدرات، نعلم جيدا أنك تدرك مقدار حاجتك لذلك، وتفكر جديا للقيام بتلك الخطوة، لذا يمكنك أن تنفذ الآن دون تأجيل، فكلما تأخرت تلاعب بك عقلك لأن مخك مرتبط بجرعة المخدرات وسيطالبك بها، أنت الآن في نشوة فهم ما سيعود عليك من فضل بعد التوقف عن التعاطي، اترك الأفكار والشعور بالتحرر والقوة ينساب داخل عقلك، وبقرار واحد وخطوة واحدة ستحصل على المساعدة اللازمة لترك المخدرات بمنتهى الأمان. 

أطلب المساعدة من المتخصصين وخبراء علاج الإدمان عبر التواصل على واتس آب 01154333341 ، سيستقبل اتصالك أكفأ كادر طبي في مصر لعلاج الإدمان فريق مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، يمكنك حينها شرح حالتك وفهم كيف يتم علاج المدمن في المستشفى، وما هي برامج العلاج المتاحة، إذ يتوافر برامج العلاج السكنية،وبرامج المرضى الخارجيين، داخل تلك البرامج سيتم سحب سموم المخدرات مع توفير درجات راحة وأمان دون ألم، كما يتعالج المدمن نفسيا ويتم التاهيل السلوكي بأحدث الوسائل التي تشعرك برفاهية واستمتاع، وهناك خيارات أخرى يمكنك مناقشتنا بما يتناسب مع ظروفك، فقط خطوة طلب المساعدة ستفتح أمامك كل الحلول المتاحة. 

الخلاصة : عكس أضرار الإدمان، والتخلص من نتائج تعاطي المخدرات، هي الغاية التي ينشدها كل من يفكر في التوقف عن التعاطي، ربما يوميا تراودك أمنية التخلص من تبعية الإدمان بعدما خار جسدك واضطرب عقلك وعاطفتك، تعلم أنه في كل لحظة وجوب ترك المخدرات وتحتاج إلى إقناع عقلك بذلك. حسنا اقرأ في هذا المقال عن فوائد ترك المخدرات وتشبع بالإحساس بها وتخيل التحرر والسيطرة على حياتك التي ستحققها، كيف سيبني جسمك نفسه من جديد ويستعيد مخك قدراته، وتسترجع ثقتك بنفسك وجودة حواسك وعاطفتك ونجاحك الاجتماعي والمهني ووفرة المال في يديك، إنها فوائد لا تحصى وتكاد لا تحتاج إلى تفكير فأنت تنتشل نفسك من المخاطر والموت حرفيا، إنه قرادر ؤواحد يجب اتخاذه الآن دون تردد، تواصل مع مستشفى الهضبة لتترك المخدرات للأبد وتنعم بحياتك.

ا. حياة