في كثير من الأحيان يحتاج متعاطي المواد المخدرة معرفة كيف يتم علاج المدمن في المستشفى أو المصحات لإزالة شكوكه حول قدرته في الإقلاع عن المخدرات، كما تحتاج الأسرة لتتعرف على كل ما يحدث في مصحات الإدمان لتكن أكثر اطمئانا على أحبائهم داخل مراكز التأهيل المتخصصة، ومن جانب آخر يتسلحون بالمعلومات الكافية لإقناع المدمن بالعلاج.
فالمدمن قد يكون من داخله يريد العلاج، ولكن تصورات خاطئة في عقله تجعله متوجسا من تلك الخطوة خائفا من اتخاذها، والاسرة أيضا، لكن ما لا يعرفونه أن للمدمن حقوقا قانونية تكسبه الحق في تعامل راق يليق بآدميته ويشمله برعاية جسدية ونفسية عليا في سرية تامة، لأن حاليا ينظر للإدمان على أنه مرض مثل أي مرض مزمن لا يعالج إلا بدعم المدمن وتفهم حالته ومساعدته لأن يصبح أفضل.
تعرف معانا على كل التفاصيل التي تريد معرفتها حول كيفية علاج الإدمان في المستشفيات والمصحات وما يحدث داخلها، ونحن متأكدون انك بعدها ستعقد النية وتعزز قرارك في العلاج فورا.
محتويات المقال
كيف يتم علاج المدمن في المستشفى بشكل عام
بشكل عام يتمتع المدمن بحقوق قانونية تضمن له السرية والتعامل الإنساني وإحاطته بجميع أوجه الرعاية الجسدية والنفسية في بيئة تليق به وتلبي جميع متطلباته، وعلى أساس تلك الحقوق تم تصميم برامج علاجية يجب أن يشرف عليها كادر طبي متكامل للتطبيب الجسدي والعلاج النفسي والاستشارة السلوكية والتأهيل، وتتضمن طرق علاج المدمن في المستشفى الخطوات التالية مع مراعاة فروق الاحتياجات الشخصية بين المدمنين الخاضعين للعلاج:
- بدء عملية التقييم والتشخيص الجسدي والنفسي.
- إعداد تقرير شامل عن حيثيات فترة الإدمان والوضع الطبي قبلها وبعدها.
- النظر في وضعية المدمن وتحديد البروتوكول الدوائي واستراتيجية العلاج النفسي والتأهيل.
- بدء مرحلة إزالة السموم من الجسم وتخفيف شدة اضطراب متلازمة انسحاب المخدرات إلى أقل حد ممكن.
- العلاج النفسي بالتزامن مع سحب السموم إذا كان المدمن من مرضى التشخيص المزدوج.
- الانتقال إلى خطة العلاج النفسي والتأهيل السلوكي بالاستراتيجيات المحددة مسبقا أو على أساس استجابة المدمن ومتطلباته.
- تطبيق برنامج التعافي الأسري والاجتماعي.
- الاستعداد للخروج من المستشفى بالتثقيف حول الحياة الخارجية والتحديات المقبلة ووضع خطة الرعاية اللاحقة.
- الخروج الفعلي من مستشفى علاج الإدمان وبدء تطبيق خطة التعافي الخارجية لمنع الانتكاسة.
إتمام مراحل وخطوات علاج مدمن المخدرات من المستشفى لا يتم الانتقال إليها بصورة آلية أو جامدة، بل بعد تحقيق أهداف كل مرحلة.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
ما هي أهداف مراحل علاج الإدمان؟
تهدف عملية إتمام علاج المدمن في مستشفيات علاج الإدمان إلى عكس اضطراب تعاطي المخدرات، وإزالة الارتباط الدماغي بمفعول المخدر بشكل مرحلي يعمل على إعادة طبيعية المدمن بتدرج دقيق ليصل إلى الدرجة الشمولية، لذا كل مرحلة من مراحل علاج الإدمان لها أهدافها المسطرة بشكل عميق تعرف عليها فيما يلي:
- تهدف مرحلة المسح الطبي والتشخيص إلى إعداد تقرير طبي دقيق عن نسبة السموم في الجسم، مدى تضرر المخ والأعصاب والأعضاء الداخلية بالسموم، معرفة مدة التعاطي و الأدوية المتداخلة في الجسم، تحديد مدى شدة الاضطراب الإدماني والعقلي، وكل ذلك يساهم في تحديد نوع الأدوية والجرعات الأكثر أمانا للمريض، مع وضع جدول زمني متوقع للانسحاب وتوفير الرعاية والمراقبة الطبية اللازمة.
- أهداف مرحلة سحب السموم الرئيسية هي تخطي فترة انسحاب المخدرات دون أن يعاني المدمن من الألم أو الاضطرابات، مع منحه درجات من الهدوء الجسدي والنفسي، والحفاظ كفاءة الأعضاء دون حدوث مضاعفات تهدد سلامته. قد يحتاج المدمن إلى رعاية نفسية في قسم التشخيص المزدوج لمنع أي تفاقم أو نوبات خطيرة، كما يتم التأكد من خلو الجسم تماما من سموم المخدرات، وبهذا يكون تخلص مدمن من أولى آثار التعاطي والوصول إلى بدء التحسن الجسدي.
- تستهدف مرحلة العلاج النفسي والسلوكي من بدايتها إلى تخفيف أعراض أي اضطراب نفسي يعاني منه المدمن حتى يصل إلى مرحلة إدراك حالته وما يعاني منه، ثم تتدرج سبل الرعاية عبر وسائل التأهيل لتحسين الحالة العاطفية وبعدما يستطيع المتعافي استيعاب برامج التدريب على قبول الذات وتطوير المهارات الشخصية والعمل على التأقلم مع الذات وفهمها والسيطرة على الأفكار للاندماج الصحي مع المجتمع والمحيط.
- هناك مرحلة تأهيلية للمدمن تسمى مرحلة الانتقال وتهدف إلى تثقيف المدمن بمثيرات ومغريات الإدمان والانتكاسة حتى يكون معدا بشكل مناسب للوقاية من الانتكاسة في المجتمع الخارجي.
- تتضمن الأهداف المسطرة لمرحلة الرعاية اللاحقة تقديم الدعم والمساعدة للمتعافي للوقاية ومنع الانتكاس وتقليل عوامل الخطر من حوله وترسيخ العادات الصحية في روتينه اليومي.
كيف يتم علاج الادمان بطريقة فعالة
بالتفاصيل ماذا يحدث داخل مصحات علاج الإدمان ومعاملة المدمن
مع أهم ما يهم مدمن المخدرات وأسرته التعرف على ما يحدث داخل مصحات الإدمان من حيث طرق معاملة المدمن وكيفية التواصل معه من قبل الفريق الطبي المعالج، تلك المعلومات كفيلة بزيادة الإطمئنان وإزالة الشكوك حول فعالية العلاج.
والحقيقة أن مراكز ومصحات علاج الإدمان الموثوقة تسخر كل الوسائل داخلها من أجل منح المدمن جميع حقوقه وإشباعه عاطفيا والتعامل معه على أساس داعم ومتفهم لحالته مما يرفع استجابته وإقباله للعلاج، وفيما يلي نقدم لك أنموذجا لما يحدث داخل مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان أحد أفضل مصحات علاج في مصر:
الاستقبال والترحيب
داخل المصحات التي تمتلك خبرة وسمعة طيبة وترخيص رسمي لعلاج الإدمان ومنذ اللحظة الأولى لدخول المدمن مكان العلاج يتم استقباله والترحيب به من قبل الفريق المختص بالتقييم، ليشعر بالاطمئنان وقدرة المكان على احتوائه،وبأنه من خلاله سيتمكن من تخطي تلك المرحلة وإحداث التغيير وتحقيق أهدافه.
تهيئة المدمن والتعرف على المكان
سريعا يبدأ الاستشاري النفسي في إقامة حديث مع المدمن وأسرته إذا كانت حالته تسمح بذلك لتهيئته جيدا وبشكل محترف ومهني لما هو مقبل عليه، على أساس الدعم والتفهم، وشرح مراحل علاج الإدمان وفوائده، ثم بدء التعرف على المكان والغرف وكيفية العلاج فيها.
منح المدمن المستويات العليا من الرعاية
يراعى في بداية العلاج داخل مصحة الإدمان أن يمنح المدمن الدرجة العليا من الرعاية داخل غرفة تحتوي على كافة وسائل الراحة الجسدية جيدة التهوية، مطلة على مناظر طبيعية، وتشمل المتعلقات الشخصية الضرورية، لبدء فترة سحب السموم، يبدأ الطبي في مراقبة المدمن على مدار الساعة، وعمل الفريق النفسي على إشباعه عاطفيا واحتوائه وتشجيعه وتجديد دوافعه، مع توافر أعلى وسائل الرعاية الطبية الحديثة، للعمل على حفظ السلامة واستقرار المؤشرات الحيوية.
وضع نظام يومي وأسس تغذية صحية
فضلا عن طرق تعامل الكادر الطبي التي تتسم بالرحمة والتواصل الإنساني والاحتواء، يتم العمل داخل المصحة الخاثة بعلاج الإدمان على نظام يومي صحي يقوم على:
- تنظيم موعد النوم وحصول المدمن في مرحلة العلاج النفسي والتأهيل على قدر كاف من النوم المستقر يوميا لحمايته من الإجهاد.
- وضع نظام غذائي صحي متوازن يمنح الجسم كافة العناصر التي يحتاجها لإستعادة النشاط البدني والدماغي.
- الخضوع للجلسات النفسية الفردية بطرق علاجية حديثة كالعلاج السلةكي المعرفي، العلاج السلوكي الجدلي، استراتيجية إدارة الطوارئ وكلها قائمة على التحالف بين المريض والطبيب بالمناقشة والحوار والدعم وتطبيق تمارين نفسية فعالة.
- حضور الجلسات الجماعية بين العملاء والتي تعمل على زيادة الدوافع وخلق حوافز جديدة، وتعزيز مهارات الاتصال والتواصل، وإقامة أنشطة جماعية فعالة تهدف إلى التطوير الذاتي.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي للمساعدة في اتزان كيمياء الجسم وتحسين الدورة الدموية.
- الاشتراك في الأنشطة الترفيهية كالألعاب والتنزه وغيرها من مروحات النفس على المستوى الجماعي والفردي لتعزيز الرضا النفسي وحماية المدمن من الملل أو الإحساس بالفراغ.
- تخصيص أوقات خاصة للمدمن للاسترخاء والتفكير بهدوء مع وضع بعض الواجبات البسيطة حتى يستثمرذلك الوقت مثل الكتابة، القراءة، تدوين الملاحظات أو اليوميات، التواصل مع الأسرة
- تخصيص أوقات للتثقيف وتبادل الآراء والحصول على إجابات ومشاركة المشاعر.
- ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل وجلسات اليوجا وتمارين اليقظة، التدليك، الوخز بالإبر الصينية، الساونا، وغير من انشطة التأهيل وتعزيز الاسترخاء.
إذا ما يتم في مرافق علاج الإدمان هو العيش في مجتمع مصغر يحتوي على سبل العيش الصحية، مع إحاطة المدمن ببيئة مشجعة ومحفزة، وأفراد متخصصين يتفهمون حالته ويتواصلون مع مشاعره وأفكاره بالدعم والاحتواء مع تنفيذ خطوات العلاج الطبية المتخصصة بما يضمن سلامته واستعادة قدرته. العقلية والعصبية بما يلائم احتياجاته الخاصة.
احذر من أساليب علاج المدمنين في المراكز الغير مرخصة
بينما تعمل المراكز المرخصة على منح المدمن كل حقوقه القانونية، وتتأكد من تطبيق تلك الحقوق الجهات المسؤولة، قد يقع بعض المدمنين وأسرهم في شرك مصحات علاج المدمنين الغير مرخصة والتي تعامل المدمن بغير المنصوص عليه نظرا لاتباعها طرق غير مهنية بالإضافة إلى عدم وجود كادر طبي متخصص حقيقي.
ولعل الأخبار. التي تتوالى بعد مداهمات الجهات الأمنية والمسؤولة عن التراخيص والاعتمادات تبرز ما يحدث تحديدا داخل مصحات علاج الإدمان غير المرخصة وغير الرسمية إذ يعامل المدمن معاملة غير آدمية بالربط والضرب اثناء فترة سحب السموم، كما يتم استخدام وسائل عنيفة مع المدمنين ووضعهم في غرف غير لائقة وبأعداد كبيرة، ناهيك عن انعدام الأمن والسلامة واستخدام أدوية غير صحيحة تضر بالمدمن، والأخطر من ذلك تسريب المخدرات إلى داخل تلك المصحات.
للاسف قد يقع بعض المدمنين في شرك تلك المراكز المشبوهة بسبب انخفاض أسعارها في علاج الإدمان بينما يديرها ويقوم بالعلاج أشخاص لا ينتمون إلى الطب وغير مؤهلين للتعامل مع المرضى المدمنين، لذلك نحذر من الانتساب لتلك المصحات.
كيف تضمن أفضل علاج ومعاملة للمدمن داخل المستشفى؟
هناك بعض الأسس والمعايير التي يحب التأكد من وجودها ليضمن المدمن الحصول على حقوقه والخضوع لأفضل طرق علاج ومعاملة على اساس طبي سليم، لذا بعد التعرف على كيف يتم علاج المدمن في المستشفى يجب ان تتأكد الأسرة من:
- امتلاك المستشفى كافة التراخيص والاعتمادات الرسمية لعلاج المدمنين.
- وجود فريق طبي شامل بداية من أطباء تقييم متخصصين، أطباء متخصصين في فروع الطب المختلفة، أطباء، استشاريين نفسيين وأخصائيين سلوكيين.
- وجود احتياطات الأمن والسلامة.
- وقوع المصحة أو المستشفى في موقع مميز يتسم بالهدوء والسكينة.
- توافر غرف لائقة ووجود خدمات مميزة فيها.
- امتلاك مساحات خضراء.
- سمعة طيبة للمرفق العلاجي وتحقيق نسب تعافي عالية.
- وجود خبير تغذية.
- وجود قاعات للترفيه.
- امتلاك المرفق العلاجي على الأقل 10 سنوات في علاج المدمنين.
- توافر جميع برامج علاج الإدمان سواء السكنية أو الخارجية.
- وجود مستويات الرعاية الطبية العليا وإدارة الطوارئ.
- امتلاك عدد من العيادات الخارجية لمتابعة المدمنين بعد العلاج.
- امتلاك المستشفى عدة خيارات للتعافي الممتد منها مجموعات الدعم، المنتجعات السياحية.
ما يحدث داخل مراكز علاج الإدمان المرخصة الموثوقة يبث الإطمئنان في نفوس اسرة المدمن لأنه بين ايدي آمينة حانية وتحت أعين الخبراء والمتخصصين القادرين على التواصل الإنساني والتطبيب وتقديم العلاج بعين الرحمة وما يتماشى مع متطلباته.
بينما ما يتم داخل المصحات الغير مرخصة عكس ذلك تماما إذ تبدي التقارير سوء معاملة المدمنين وتعرضهم للإهانة، لذا يجب التأكد من المكان الذي يتم إيداع المدمن فيه للعلاج حتى يحصل على حقوقه بشكل كامل وأعلى مستوى ممكن من الرعاية.
ا. الهام عيسي
أكتب تعليقا