دائماً ما يوجد ارتباط وثيق بين تفكير مدمن المخدرات والشك في كل ما يدور حوله وخاصة تصرفات الأهل والأصدقاء، والشعور بنظرية المؤامرة من الجميع وتأثير ذلك على تفكير المدمن، والتي قد تدفع به إلى بعض التصرفات الغير محسوبة و المحفوفة بالخطر، سواء كان ذلك على الشخص نفسه أو الطرف الآخر. لذلك من خلال المقال سوف نتعرف على طريقة تفكير مدمن المخدرات، وكيف يؤثر الشك على حياته.

العلاقة بين مدمن المخدرات والشك

يرتبط الشك ارتباطاً وثيقاً بالإدمان، ويعد أحد مظاهر اضطراب الشخصية الناتج عن تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها. يتسبب الإدمان في فقدان الثقة بالآخرين والشعور بالشك الغير مبرر أو المنطقي تجاه أي تصرف أو موقف يتعرض له المدمن. يحدث ذلك نتيجة تأثير المخدرات على الصحة العقلية بشكل كبير يصل إلى تدمير الجهاز العصبي للمتعاطي. بالإضافة إلى حالة الشك المستمرة، يتعرض المدمن إلى العديد من الاضطرابات وفقاً لإدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية (SAMHSA) ، والتي تتمثل في:

  1. الهذيان.
  2. الخرف.
  3. القلق واضطرابات النوم.
  4. اضطراب النسيان المستمر.
  5. الاضطراب الذهاني.
  6. اضطراب المزاج.
  7. الاضطراب الإدراكي.
  8. الهلاوس.

يرجع ذلك إلى تأثير المخدرات على كيمياء المخ، والتسبب في ارتفاع مستويات هرمون الدوبامين و السيروتونين المسؤولين عن التفكير العقلاني السوي، وزيادة التركيز، اتخاذ القرارات الصحيحة، ومشاعر النشوة والسعادة. وبالتالي، ينتج عن زيادة تلك الهرمونات العديد من الاضطرابات في تفكير وسلوك المدمن ومن بينها الشعور بالمؤامرة والاضطهاد والشك الدائم في جميع ما يدور حوله، وتفسير أبسط الأمور تفسيراً خاطئاً حول تفكير المحيطين به في الرغبة في النيل منه وإيذائه.

كيف يفكر مدمن المخدرات؟

عادة ما يكون سلوك المدمن وأنماط تفكيره عشوائية وغير متناسقة، مما يصيب جميع من حوله بالحيرة في كيفية التعامل معه وكيفية مساعدته.

لذلك، إذا كنت تبحث عن أفضل الطرق لتقديم الدعم والمساعدة، يجب عليك معرفة طريقة تفكير مدمن المخدرات ومدى تأثير الإدمان على سلوكه.

كيف يفكر مدمن المخدرات؟

ومن أهم الجوانب التي يجب مراعاتها أثناء التعامل مع المدمن وتحديد طريقة تفكيره، أنه ليس ذو شخصية غير أخلاقية، أو ضعيف العقل ، أو انه اختار عمداً الاتجاه إلى الإدمان وتخريب حياته.

يعاني المدمن دائماً من اضطراب في السلوك والمعرفة، ويفكر بشكل مضطرب وغير منطقي ولا يتناسب مع الواقع الملموس حوله، خاصة وأن الإدمان يتسبب في انفصاله عن الواقع والحياة بين الهلاوس والضلالات، والارتباط الدائم بين مدمن المخدرات والشك.

يؤدي التلاعب بالدوبامين مباشرةً في الدماغ بسبب تعاطي المخدرات في زيادة الرغبة الشديدة في تناولها بشكل أكبر متسبباً تذبذب طريقة تفكير مدمن المخدرات بين التوقف عن التعاطي، أو الاستمرار في توليد الدوبامين والحصول على مشاعر النشوة والانفصال الكامل عن الوعي والواقع من حوله.  

يفكر مدمن المخدرات دائماً بأن جميع من حوله يشعرون بالاستنكار من أفعاله، وتهميشه حتى أن مشاكل الشك المتغلبة عليه تجعله يفكر بأنهم يفكرون في أذيته أو التخلص منه، مما يجعله دائم العزلة والرفض للاختلاط بهم أو الاستماع إليهم.

لا يؤدي إدمان المخدرات فقط إلى إتلاف مركز المكافأة في الدماغ، بل يؤثر أيضاً على الفص الجبهي من الدماغ المتحكم في الأخلاق والحكم. وبالتالي عند تضرر ذلك الجزء عند المدمن، يجعله يفكر ويتصرف بشكل غير ناضج وغير عقلاني وإصابتهم بجنون العظمة والأوهام. نحن دائماً ما نجد أن المدمن متمركز حول ذاته فقط، ولا يهتم إلا بما يشعر به فقط. فهو غير مدرك أو مهتم بعواقب تفكيره وتصرفاته على حياته المستقبلية، وعلاقاته بمن حوله.

الخلاصة: نستخلص من ذلك، أن مدمن المخدرات والشك دائماً مرتبطان وأن الإدمان يستحوذ على عقل المتعاطي ويؤثر على حياته بشكل كامل، بما في ذلك العلاقات مع جميع من حوله، ويجعله غير قادر على الحفاظ على الثقة والاحترام والتواصل بأهله وأصدقائه على المستوى الشخصي او الدراسي، أو حتى العمل. وتتبقى فقط المخدرات التي أصبحت محور حياته وشغله الشاغل مع إهمال جميع مسؤولياته وتدمير علاقاته بالآخرين.

ا.ايمان عمر