محتويات المقال
تجربتي مع مصحات لعلاج الإدمان في الهرم
كأي أم اكتشفت أن ابنها يتعاطى المخدرات وأرادت مساعدته، لم يكن لدي حل بعد كل محاولات الإقناع إلا أن أتواصل مع مصحة نفسية في منطقة الهرم لتساعدني في نقله إليها والعلاج فيها، حيث أن وضعه الصحي والنفسي كان يسوء أكثر فأكثر بعد أن قطعت عنه كل وسائل الوصول للمخدرات، وقد توصلت إلى بعض المصحات التي ظننت بأنها مناسبة للعلاج وإليكم خلاصة التجارب:
التجربة الأولى
أول مصحة وجدتها كانت في الهرم كانت من خلال إعلان عبر فيسبوك لمصحة كانت تبدو جيدة من خلال الصور كما أن أغلب المعلومات حول العلاج كانت تؤكد العلاج السريع والتعافي التام خلال فترة قصيرة، وقد تواصلت بالفعل مع إدارة المصحة وطلبت نقل إبني لتلقي العلاج، ومنذ البداية لم أجد أي احترام في التعامل مع ابني الذي يعاني من الألم ويحتاج للمساعدة، كما أن الطبيب خلال التشخيص لم يقدم لنا المعلومات الكاملة التي تجعل تصور العلاج واضحاً من خلال مراحل مشروحة، وخلال أقل من أسبوع وجدت ابني يتواصل معي ويترجاني لإخراجه من المكان، وبالرغم من إصراري على بقاءه على الأقل خلال فترة سحب السموم، خرج ابني بحالة نفسية سيئة وخلال أيام انتكس وعاد للتعاطي مرة أخرى.
التجربة الثانية
نصحتني إحدى الصديقات بزيارة أحد مراكز علاج الإدمان في الهرم الذي تم افتتاحه منذ فترة قصيرة وأخبرتني بأنه قريب من منزلها في مكان هادئ ومريح يمكن لإبني الإقامة فيه، وقد افتتحه أحد المتعافين من الإدمان بالشراكة مع طبيب نفسي، وبالفعل أخذت ابني إلى المركز والذي كان رافضاً الذهاب في البداية، ولكنني كنت مصممة على علاجه في المركز خاصةً أنه سيقدم له بروتوكول علاجي يشمل العلاج النفسي ويساعده في الشفاء دون انتكاس، ولكن أثناء خروجي من المركز صادفت امرأة دخلت لتستعيد ابنتها بحجة أن المركز غير مرخص وأن العلاج الذي يقدمه الطبيب لابنتها كاد يدفعها للانتحار وأنها لم تتعاف رغم إقامتها في المركز لفترة طويلة بتكاليف باهظة، وقد كانت تلك إشارة كافية لأن أخرج ابني من المكان.
وبعد تلك التجارب لم أيأس في البحث عن مراكز أو مصحات علاجية مناسبة في الهرم، إلا أن هناك عوائق كانت تواجهني في كل مرة، إما بسبب عدم وجود تراخيص أو بسبب السمعة السيئة أو تكاليف العلاج الباهظة، ولم أفقد الأمل حتى عثرت بالفعل على المكان المناسب.
أفضل مراكز علاج الإدمان في الهرم
إن أفضل مركز وجدته لعلاج إبني كان خارج الهرم، حيث وجدت مركز دار الهضبة المتخصص في العلاج النفسي وعلاج الإدمان في أحد شوارع المعادي في القاهرة، والذي كان يمثل بيئة علاجية نموذجية لمرضى الإدمان ويساعدهم في تخطي مراحل ما بعد الإقلاع عن المخدرات بسهولة، فهو يقدم خدمات علاجية متكاملة بأسعار تتناسب مع كافة الفئات، تحت إشراف كادر طبي متميز مكون من عدة أطباء علاج إدمان وأخصائيين نفسيين حاصلين على أفضل الشهادات وذوي خبرة طويلة في التعامل مع مرضى الإدمان حتى الوصول بهم للشفاء، في مركز مرخص من قبل وزارة الصحة وحائز على جوائز الجودة والتميز، وقد علمت كل ذلك من خلال تقييم مصحات العلاج في الهرم وخارجها عبر الانترنت مما شجعني على التواصل معهم لحجز جلسة استشارية للتشخيص عبر الرقم 01154333341، وبالفعل ذهبت وابني في الموعد المحدد ولم أنتظر طويلاً كما فعلت في التجارب السابقة، بل وخلال أقل من عشرين دقيقة دخلت إلى الطبيب أمجد العجرودي الذي يعد من أفضل الأطباء في المركز والذي أخبرنا عن البروتوكول العلاجي وساعد ابني في الاقتناع بالعلاج والاطمئنان له، وقد تم تحديد موعد البدء في العلاج والذي كانت مراحله كالتالي:
التشخيص
حيث تم عمل التحليلات والفحوصات اللازمة والتحدث مع ابني بشأن ماضيه مع الإدمان وكيف بدأ ومعرفة المشاكل النفسية التي يعاني منها.
سحب السموم
وفي هذه المرحلة خضع ابني للمراقبة والرعاية خلال فترة انسحاب سموم المخدرات من جسمه وقد تمت إدارة أعراض الانسحاب بمساعدة العلاج الدوائي والممرضين.
العلاج النفسي والسلوكي
بعد الانتهاء من سموم المخدرات في الجسم بدأ الأطباء ببرامج العلاج النفسي والسلوكي والتي تم اختيارها بما يتناسب مع احتياجات ابني للتعافي، وعلى الرغم من أن هذه الفترة لم تكن قصيرة في المركز إلا أنها ساعدته في التعافي ليس فقط من الإدمان بل ومن الكثير من المشاكل النفسية والسلوكية التي كان يعاني منها.
ما بعد العلاج
بعد التعافي والخروج من المستشفى بقي ابني على تواصل مع الأطباء من خلال جلسات ما بعد العلاج للحماية من الانتكاس، وبالفعل لم يعد ابني يفكر بالتعاطي مرة أخرى بل وخرج معافى مستعداً للبدء في حياة جديدة.
الخلاصة: تحدثنا في هذا المقال عن تجربة إحدى أسر المتعافين من الإدمان في مستشفى دار الهضبة والتي كافحت من أجل مساعدة ابنها من خلال البحث عن أفضل مصحة علاج إدمان في الهرم، وفي النهاية استطاعت بالتعاون مع أطباء مستشفى دار الهضبة في تحقيق هدفها في مساعدة ابنها على التعافي من الإدمان.
الكاتب: أ/ روان الوقاف
أكتب تعليقا