الكريستال ميث والاضطراب الوجداني ثنائي القطب، لا نعلم أيهما يسبب الآخر حقاً. فقد أثبتت الدراسات أن المصابين بالأمراض العقلية بما فيها الاضطراب ثنائي القطب أكثر عُرضة للادمان على المخدرات بما فيها مخدر الكريستال ميث ثمانية مرات أكثر من الشخص العادي، ومن ناحية أخرى وُجد أن تعاطي الكريستال ميث يؤدي إلى أعراض مشابهة للاضطراب الوجداني ثنائي القطب. فكيف يحدث ذلك؟!، ما الذي يفعله الكريستال ميث بالمخ ليُحدِث مثل هذا التأثير؟، كل هذا وأكثر سنتناوله في هذا المقال لتوضيح العلاقة بالضبط بين الكريستال ميث والاضطراب الوجداني ثنائي القطب، والعلاج الأمثل في هذه الحالة، فتابع معنا.

ماهي العلاقة بين الكريستال ميث والاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟

إن تعاطي الكريستال ميث يُمكن أن يُزيد إمكانية حدوث اضطراب عقلي حاد مثل الاضطراب الوجداني ثنائي القطب حيث يتسبب تعاطي الكريستال ميث في ظهور أعراض تشبه إلى حد كبير أعراض هذا الاضطراب، أو يُزيد من حدة أعراض الاضطراب العقلي الموجود بالفعل. هذا لا يقتصر على الكريستال ميث مخدرات فقط، ولكنه أحد الآثار الجانبية للإدمان على المخدرات عموماً. 

ومن جهة أخري فإن الاضطراب النفسي هو أحد مسببات الإدمان، فالمريض النفسي قد يلجأ لتعاطي المخدرات لتخدير الألم العاطفي، والاضطراب النفسي، ولكن للأسف فإن اضطراب تعاطي المخدرات ُيزيد من حدة وأعراض الاضطراب النفسي. ومن تلك الاضطرابات النفسية الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.

أي أن الادمان عموماً يغذي الاضطراب النفسي وُيزيد أعراضه، والعكس صحيح أن الاضطراب النفسي قد يجعل المريض يهرب بإدمان المخدرات، وعلى هذا النهج فالاضطراب الوجداني ثنائي القطب قد يؤدي بالشخص إلى تعاطي الكريستال ميث، وتعاطي الكريستال ميث يُزيد إمكانية حدوث الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، خاصة إذا كان التعاطي في فترة المُراهقة. أي  إن تعاطي المخدرات في السن الصغير يؤدي إلى:

  1. عند تعاطي الأشخاص الذين لديهم استعداد جيني للاصابة بالاضطراب العقلي ثنائي القطب، فإن ذلك يؤدي إلى ظهور أعراض المرض العقلي في وقت مُبكر عما كان سيحدث لولا التعاطي.
  2. تُزيد إمكانية دخول هؤلاء الأشخاص إلى المستشفى.
  3. كما أن تعاطي الكريستال ميث بكثرة يؤخر اكتشف المرض العقلي، لأن أعراض تعاطيه تشبه إلى حد كبير أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب. وهذا يؤدي إلى تدهور الحالة.

ولمزيد من التوضيح سنذكر في الفقرة الآتية تأثير تعاطي الكريستال ميث على أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، فتابع معنا.

ما هو تأثير تعاطي الكريستال ميث على أعراض الاضطراب الوجداني؟

شخص يُعاني من تأثير تعاطي الكريستال ميث على أعراض الوجداني ثنائي القطب

يزيد تعاطي الكريستال ميث أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب حدة بل إن حالة المريض تسوء بشدة مع التعاطي كما يلي:

  1. يؤدي تعاطي الشبو إلى تحفيز حدوث اضطراب المزاج ودخول المريض في نوبة مزاجية.
  2. زيادة سرعة التقلب بين النوبات مما يُقلل الفترة التي يعيشها المريض دون أعراض.
  3. يضيف إلى أعراض المرض العقلي سرعة الانفعال وشدته.
  4. إثارة الأعراض الأخرى مثل الذهان وجنون العظمة.
  5. زيادة فرصة حدوث نوبة اكتئاب.
  6. تزداد الأفكار الانتحارية وإيذاء النفس خلال فترات الاكتئاب لمتعاطي الميث.
  7. زيادة مدة نوبة الاكتئاب إلى عدة أشهر بدلاً من أسابيع.
  8. يُمكن أن يؤدي استخدام الميثامفيتامين إلى زيادة اضطراب الأعراض بطرق تجعل إدارتها أو علاجها أكثر صعوبة.

8 خطوات للعلاج الأمثل عند اجتماع تعاطي الكريستال ميث والاضطراب الوجداني ثنائي القطب

تظل الخطوة الأهم  في العلاج هي اختيار مستشفى متخصص لمثل هذه الحالات. وتوفيراً لبحثك فـ مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو أفضل مركز لعلاج الكريستال ميث والاضطراب الوجداني ثنائي القطب. فليس فقط لأنه مركز مُتخصص، ومُرخص من قِبل وزارة الصحة، ولكن أيضاً لأنه يضم نخبة من أفضل الأطباء الخبرة والمُتخصصين في علاج الإدمان. يُمكنك التواصل معنا عن طريق الرقم 01154333341.

ويتم العلاج كما يلي:

  1. الخطوة الأولى هي التشخيص المزدوج، بحيث يتم التعامل مع المريض كأن لديه مرضيين لا يُمكن علاج أي منهم دون الآخر، لأن ذلك قد يؤدي إلى انتكاسه.
  2. ثم بعد ذلك يتم علاج كلاً من تعاطي الكريستال ميث، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب جنباً إلى جنب وذلك أثناء تواجد المريض في المستشفى وتحت المُراقبة الطبية المُستمرة. فيخضع المريض لبرنامج علاج الادمان على المخدرات المُتكامل، وفي نفس الوقت يتناول أدوية علاج الاضطراب الوجداني ويخضع لبرامج العلاج النفسي الذي تحتاج إليها حالته.
  3. وقد وُجد أن هذه الطريقة أفضل من علاج الادمان على المخدرات أولاً، ثم علاج الاضطراب النفسي.  حيث تُساعد هذه الطريقة في سرعة التخلص من آثار الإدمان النفسية، بل وتقي من  العودة إليه مرة الأخرى خصوصاً إذا كان المرض النفسي سبباً في الإدمان.
  4. يحتاج المريض إلى تناول بعض الأدوية التي تُساعد في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، يتم تحديد هذه الأدوية عن طريق الطبيب المُختص طبقاً لما تحتاج إليه الحالة. ولكن تُعد مثبتات الحالة المزاجية هي السلاح الأول لعلاجه، للمُساعدة في منع حدوث التقلبات المزاجية الشديدة. 
  5. أيضاً قد يحتاج المريض إلى الأدوية المضادة للتشنجات مثل لاموتريجين واسمه التجاري لامكيتال، أوكسكاربازيبين واسمه التجاي تراي لبيتال، أو حمض الفالبرويك.
  6. إلى جانب الأدوية المضادة للذهان مثل ريسبيريدون واسمه التجاري ريسبردال، كويتيابين واسمه التجاري سيروكويل، أو أريبيبرازول واسمه التجاري أبيليفاي.
  7. حيث تعمل هذه الأدوية على تحسين الحالة المزاجية، وتقليل أعراض الاكتئاب دون إثارة أعراض الاضطراب، كما أنه طبقاً لبعض الأبحاث فإن هذه الأدوية أيضاً تعمل على تقليل الرغبة الشديدة في تعاطي الكريستال ميث، والتي تظهر لدى المريض أثناء فترة الإنسحاب.
  8. وأخيراً لابد من مرحلة المتابعة والتي قد تستمر لفترة أطول للتأكد من عدم عودة المريض إلى الإدمان.
تنويه هام:- هذه الأدوية لا يُمكن للمريض أن يستخدمها من تلقاء نفسه لأنها تختلف حسب احتياج الحالة، ولابد وأن تكون تحت إشراف الطبيب، ونُحذر من استخدامها إلا بعد الفحص الطبي الشامل

هذه الدائرة تتسع فالحديث في ذلك المقام لا يتوقف عن حد مناقشة العلاقة بين الميث والاضطراب الوجداني ثنائي القطب فقط، بل توجد علاقة بينه وبين عدد من الاضطرابات العقلية.

تعرف أكثر على طرق علاج إدمان الكريستال ميث 

الخلاصة:- أثبتت الدراسات أن الكريستال ميث والاضطراب الوجداني ثنائي القطب بينهما علاقة وثيقة، فكل منهما يؤدي إلى الآخر ويغذيه، لذلك علاج هذه الحالات لا يتم إلا من خلال مستشفيات الطب النفسي وعلاج الإدمان المُرخصة والمُتخصصة، وأثناء العلاج لا يُمكن البدء بالمرض العقلي قبل الادمان، أو العكس، بل يجب ان يسير العلاج لكل منهما جنباً إلى جنب عن طريق التشخيص المزدوج لضمان أفضل النتائج.

للكاتبة: أ. سمر غنيم.