خطوات برنامج التعافي من الإدمان الأكثر شهرة هو برنامج 12 خطوة والذي تفرع منه عدة برامج أخرى تشترك معه في نفس الخصائص ولكن تستهدف فئات مختلفة من المدمنين حسب طبيعة إدمانهم، كما يوجد الكثير من البرامج الأخرى التي تساعد المدمن على استعادة عافيته وفك سيطرة الأفكار الإدمانية عليه وتأهيله سلوكيا.

كل برنامج داعم لتعافي المدمنين له استراتيجيته وخطواته إلا أنها جميعا لها أهداف واحدة وتعمل على ثلاث مستويات وهي مساعدة الأشخاص على التخلص من اضطرابات من الإدمان سواء على المخدرات أو الإدمان السلوكي، وضع استراتيجيات لاحتواء أعراض ومشاكل الصحة العقلية، الحفاظ على التعافي الممتد طويل المدى. 

تعتمد تلك البرامج بشكل أساسي على تعزيز الاندماج الجماعي، وتطوير مهارات المدمن من أجل الانخراط الصحي مع المجتمع من جديد، وتدريبه على منع الانتكاسة. 

لكن علينا أن نعرف أن لكل مدمن تجربته ومستواه الصحي، لذلك كل مدمن له خواصه العقلية وأنماط تفكيرية مختلفة وعلى هذا الأساس تختلف البرامج المختارة في التعافي ما بين حالة وأخرى، لذا دعنا نفهم أكثر خطوات برامج التعافي من الإدمان فيما يلي على اختلاف أنواعها. 

محتويات المقال

نبذة عن مفهوم  12 خطوة لعلاج الإدمان

الركيزة الأساسية لبرنامج 12 خطوة للتعافي من الإدمان هو الدعم الجماعي، حيث يساعد مجموعة من المدمنين بعضهم البعض من أجل التخلص من الاستخدام القهري للمخدرات، وإدارة اضطرابات التعاطي، عبر تبني مبادئ روحية واستمداد قوة الجماعة في التحرك ككتلة واحدة لترسيخ 12 مبدأ في جميع أنماط حياة المدمن، بدءا من إدراك وإدارة الألم الذاتي وما سببه إدمانهم للمحيطين بهم، ثم بناء العلاقات الإيجابية، وأخيرا اكتساب صفة العطاء ومساعدة الآخرين للتخلص من الإدمان.

 مر برنامج 12 خطوة بعدة مراحل لتطويره بعدما اثبت نجاحه مع شريحة كبيرة من المدمنين، حتى أصبح أنموذجا يتم العمل به في اكثر من 80 في المائة من مراكز علاج الإدمان.

بداية ظهور وتطور برنامج 12 خطوة 

بدأ برنامج 12 خطوة في عام 1935 بواسطة فردين استهدفوا تكوين مجموعة دعم لمساعدة المدمنين على الكحول في التعافي وبالمثل افراد المجموعة تتجه لمساعدة اشخاص آخرين عندما يحققون التعافي، وتشجيعا للانضمام لها اختاروا ألا يفصح المدمن عن هويته ليصبح التجرد والالتفاف حول الإرادة الربانية واستمدام القوة الروحية منها ومن روح الجماعة هي الداعمة الأساسية لجميع الأفراد وتم وضع مبادئ التعافي على هذا الأساس، ومن ذلك المنطلق تم تسمية المجموعة مدمنو الكحول المجهولين (Alcoholics Anonymous) واختصاره برنامج (AA)، بعدها صاحب الفكرة “بيل ويلسون” عندما توسعت المجموعة وحققت نجاحا كتب عام 1938 كتابا يضم رؤاه حول تطوير برنامج مدمنو الكحول المجهولين وملاحظته وكيف نجحت عن طريق تبادل المشاعر والتجارب بين افراد المجموعة وسمي الكتاب ب”الكتاب الكبير”. 

نسبة إلى النجاح الذي حققه الكتاب والمجموعة بدأ المختصون في علاج الإدملن يلتفتون إليها، محللين الإيجابيات والسلبيات، فبرغم أن برنامج 12 خطوة ساعد الكثيرين إلى أنه لم يحقق النتايج النرجوة مع آخرين. 

مع دراسة البرنامج تم تطويره على عدة مراحل  ليتلائم مع تجارب المدمنين الآخرين واستخدام استراتيجيات موسعة قائمة على المفاهيم العلمية والطب الحديث مع تقنيات العلاج الروحي والعاطفي، واشتق منه الكثير من مجموعات الدعم الأعم والأشمل والتي تركز على الفرد والاضطراب الإدماني بشكل أعمق منها مجموعة (HA) والتي تقدم الدعم لمدمني الهيروين، مجموعة (GA) التي تستهدف المدمنين على القمار قهريا، ومجموعة (AN) الأعم والأشمل والتي تفتح باب المساعدة لجميع المدمنين على المخدرات للدعم والمساعدة. 

المبادئ الأصلية لزمالة المدمنين المجهولين (AA) 

نسبة إلى بداية مجموعة مدمني الكحول المجهولين، فالنص الأصلي له يختلف عن النص المطور. وال 12 خطوة للتعافي في نسختها الاصلية تعتمد على التعاليم الدينية والروحية بالعمل الجماعي على تنفيذ المبادئ التالية مع مراعاة اختلاف الصياغة من مجموعة لأخرى: 

  1. قبول الاعتراف بالمعاناة من مشكلة الإدمان والعجز عن إدارتها والسيطرة عليها بشكل ذاتي.
  2. تعميق الاعتقاد بوجود قوة ربانية ومشيئة غيبية أعلى من المشيئة الذاتية ستلهم المدمن وتساعده في استرداد طبيعة عقله السليمة والإيمان العميق بذلك.
  3. اتخاذ القرار لتسليم الإرادة إلى معية الله ورعايته.
  4. العمل على مواجهة النفس بقوة وجرأة بالأخطاء والخلل الأخلاقي في الذات العميقة.
  5. القيام بالاعتراف الكامل بالأخطاء التي وقع فيها المدمن أمام الله والآخرين.
  6. القبول والانفتاح اللامتناهي على إجراء تغيير كامل للأخطاء والعيوب الشخصية من قبل المشيئة الإلهية.
  7. الدعاء المخلص لله للمساعدة في التخلص من كل العيوب المتعلقة في النفس.
  8. كتابة أسماء الأفراد المحيطين بالمدمن والذين تعرضوا للأذى بسبب إدمانه، والعزم الجاد على تخفيف آلامهم ومنحهم الأفضل ليتعافوا.
  9. بدء التحرك لصنع الأفضل للاشخاص المتضررين من إدمان المدمن إن قبلوا ذلك منه والتوقف فقط في حالة أن تواجد المدمن يسبب لهم الاذى.
  10. المضي قدما في الاعتراف الفوري بأي أخطاء يرتكبها المدمن خلال التعافي، والتحلي بالجرأة لفعل ذلك دون تردد.
  11. زيادة النمو واليقظة الروحية بالتقرب من الله بإتمام العبادات والصلاة والتأمل الإيماني.
  12. تنظيم الحياة بكل أوجهها وفقا لكل المبادئ المذكورة عندما يصل المدمن لمرحلة اليقظة بعد تنفيذ الخطوات السابقة، والعمل على مساعدة مدمنين آخرين لتنفيذها. 

تم عمل وثيقة فيما بعد لتنظيم جماعة مدمني الكحول المدمنين بعد تعدد المجموعات المشتركة فيها حتى لا تنحرف عن هدفها الأساسي وهو العمل التطوعي، وتضمن صلابة روح المجموعة التي تعتمد على التحرك ككتلة واحدة.

من جهة أخرى وجد العلماء أن  تفاصيل ال 12 خطوة قد لا تناسب افردا مدمنين من ثقافات ومجتمعات أخرى، لذلك تم التركيز على روح الفكرة وتصويغها لبرامج أكثر فعالية لانماط تفكير المدمنين بصفة عامة، لتصبح عماد اساسي لتعافي المدمن يتشعب منها عديد الطرق.

الخطوات الأثني عشر لبرنامج التعافي من الإدمان (NA) داخل المراكز المتخصصة

عندما نمعن النظر في 12 مبدأ الأصلي سنجدها معتمدة كليا على الاعتراف بوجود مشكلة، التسليم بطلب المساعدة، التحلي بالقوة للاعتراف على الملء بالعجز، الانفتاح على قبول كل المساعدات، تحسين العلاقات، الاستمرار في التعافي، وأخير العطاء وهذه هي روح الفكرة التي وجدوها العلماء تحل العديد من المشكلات الخاصة بأنماط تفكير المدمنين وتجعلهم أكثر استجابة للعلاج.

والآن اعتمادا على مضمون المبادئ الأصلية يعتبر برنامج (NA) أو 12 خطوة ركيزة أساسية يعتمد عليها الكثير من مراكز علاج الإدمان لتعافي المدمنين على جميع انواع المخدرات وليس الكحول وحسب، إذا  ينخرط فيها المدمن مع مجموعة مدمنين لمساعدة بعضهم البعض للتعافي، وتشمل الخطوات الاثنى عشر لبرنامج التعافي من الإدمان وعلاجه بصورته الحديثه:

الاعتراف بوجود مشكلة والعجز عن إدارتها 

إذ وجد المتخصصون أن المدمن يأخذ طابع إنكاري بسبب تلاعب الإدمان بعقله، ليصبح الاعتراف بوجود مشكلة متعلقة بتعاطي المخدرات، وتمكن الاستخدام القهري من العقل، والعجز عن مقاومته بصورة ذاتية بمثابة الخطوة الأولى والكبرى لبداية التعافي.

الاقتناع بالحاجة إلى الدعم وقدرته على التغيير

تاتي الخطوة الثانية بأن يقتنع المدمن تماما بأنه يحتاج إلى دعم المهني وقدرة ذلك الدعم على مساعدته في إجراء التغيير المطلوب، لأن الكثير من المدمنين حتى لو اقروا بالعجز، قد يتملكهم اليأس، أو يتلاعب بهم الشك حول قدرة العلاج.

اتخاذ القرار بأن العلاج هو الحل الوحيد الفعال 

يتحول المدمن من نقطة الاقتناع إلى تعميق القرار داخل نفسه بأنه لا سبيل أمامه للتعافي من الإدمان إلى من خلال مجموعة الدعم. 

تقبل حقيقة أن الإدمان مرض 

في تلك الخطوة تبدأ مجموعة الدعم في تشجيع المدمن على تقبل بأنه يعاني من مرض الإدمان دون خجل من ذلك أو صراع داخلي، وتعميق إدراك الاضطراب الذي يعاني منه ويقر به كليا، ليتخلص المدمن من الإحساس بالذنب وجلد الذات ويبدأ في التفطن بأن إجراء التغيير ممكنا.

مشاركة المجموعة التجربة والمشاعر 

بعد القبول الذاتي والتخلص من النفور الشخصي، تبدأ مجموعة 12 خطوة في دعم الشخص بمشاركتهم تجربته الخاصة والحديث عنها وعن مشاعره العميقة، لتبدأ في إنشاء رابط عاطفي بين أفرادها لانهم جميعا يمرون بتلك المشاعر ولا يعانون الوحدة كما يتصورون، مما يزيد من الإقبال على التعافي والعلاج.

تحديد مكامن الاضطراب والعمل على تغييرها 

رويدا تبدأ مجموعة الدعم بتشجيع الأعضاء على رفع الحافز لديهم بعد استيعاب مكامن الاضطراب لتغييرها تبعا لروج المجموعة والعمل الجماعي الجاد.

الانخراط في الأنشطة الجماعية لبدء التعافي 

تتحرك مجموعة التعافي للانخراط في مجموعة من الأنشطة واستراتيجات التعافي المختارة حسب مشاكل الافراد لديها من أجل بدء التعافي، كما يتم الاتفاق على مجموعة واجبات منزلية لكل حالة. 

التثقيف حول الطب المجتمعي وبناء العلاقات من جديد 

بعدما يدب الشغف وينمو الحافز داخل نفس المدمن لتقبل ذاته وتنفيذ آليات التغيير والتأكد أنه أصبح أكثر تركيزا على ذاته، تنتقل المجموعة ألى التثقيف حول أضرار الأدمان على المحيطين بالمدمن وقبول تلك الاضرار والاعتراف بها على اساس أنها ضربا من الماضي يمكن إصلاحه، والتعريف بالطب المجتمعي الذي يؤيد اندماج المدمن مع المجتمع دون الإحساس بالذنب أو وصمة العار أو جلد الذات، لأنه سيعمل فعليا قدر استطاعته على إشعار من حوله بالتغيير الذي طرأ عليه وصياغة الأفضل لهم وله والتعريف بأهمية بناء العلاقات من جديد وكيفية النجاح في ذلك. 

بدء تصحيح المسار الخارجي 

تتحرك مجموعة الدعم في تلك الخطوة حتى يطبق كل مدمن ما تعلمه لتحسين علاقاته وبناء الثقة في نفوس الآخرين بتطوير مهاراته ومشاركة التجربة وتحديد مهام يقوم بها تجاه أسرته أو أصدقائه في القائمة الخاصة بها الذي اعدها مسبقا. 

التثقيف حول الانتكاسة والاعتراف بها حال وقوعها 

كون اضطراب تعاطي المخدرات مرضا عقلي قد تثار رغبة التعاطي عند الارتباط العصبي بأي مثير، لذلك يتضمن برنامج 12 خطوة لعلاج الإدمان مبدأ تثقيف العضو بمسببات الانتكاسة وتحديد أسباب الضعف، والتدريب على مقاومتها، مع قبوله الكامل بالاعتراف بها بشكل فوري لأعضاء المجموعة إذا انتكس وعلى المجموعة أن تعمل على تحديد عوامل الخطر الجديدة لوضع استراتيجة أقوي لتصحيح الخطأ ومنع تطور الانتكاسة والوقاية منها مستقبلا، وكيفية تقديم الدعم وااتواصل في حالة وقوع المدمن في الضعف امام رغبات التعاطي مرة اخرى.

الاستمرار في تعزيز سبل التعافي

عند الوصول لتلك التقطة يكون على عضو برنامج 12 خطوة الاستمرار في التركيز على ذاته مع ممارسة انماط اليقظة والاسترخاء مع مجموعته مثل اليوجا والتامل وتمارين الإطالة والتنفس وغيرها حتى يستمر في التحسن ويطور مهاراته الخاصة التي تعينه لانظيم مشاعره وأفكاره بشكل صحي. 

تعميم السلوك الصحي في حياة المتعافي والعطاء المجتمعي

الخطوة الأخيرة هي انطلاق المتعافي لترسيخ أساليب السلوك الصحي في حياة بصفة عامة، وتعليمه كيفية رعاية ذاته في المجتمع الخارجي، مع تعزيز خصال العطاء المجتمعي بتوسيع نشاطه والاسدشتراك في الجمعيات الخيرية أو المدنية للعمل التطوعي، أو الاشتراك كمدمن متعافي لمعاونة مدمنين جدد لتطبيق ال 12 خطوة لعلاج الإدمان.

من المهم ان نعرف ان في المراكز المتخصصة يكون هناك طبيب مختص أو معالج سلوكي يرأس المجموعة ويوجهها ويختار استراتيجيات التعافي لكل مدمن على حدة حسب تجربته الفريدة، كما يكون هناك مدمنون متعافون قدامي متطوعون لمساعدة المدمنين الآخرين، وقد تختلف ترتيب خطوات برنامج التعافي من الإدمان على حسب رؤية الطبيب إلا أن الجوهر واحد، بالإضافة إلى وجود خاصية اختيار راعي شخصي يختاره المدمن الجديد ليكون الدعم الخاص له، كما اشتقت بعض مراكز علاج الإدمان الاكثر تخصصا خيارات أكثر عمقا من فكرة تلك المجموعة مثل مدرب التعافي أو الالتحاق بمنتجعات سياحية خاصة بالتعافي ومن اشهر المراكز في مصر مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان

 وكما أسلفنا الذكر هناك اكثر من برنامج تظرا لأن 12 خطوة لا يصلح للجميع لذلك هناك برنامج التأهيل بالعلاج النفسي السلوكي.

أستراتيجيات برنامج  CBT  و DBT السلوكي لعلاج المدمن

هناك مدمنون يحتاجون إلى علاجات أكثر عمقا من مجموعة 12 خطوة للتعافي، من أجل أن يتم شفاؤهم، لأنهم ورغم إقرارهم بضرورة العلاج لا يستطيعون استيعاب حالتهم النفسية بسبب الاضطرابات التي أصيبوا بها على المستوى العقلي أو احتياجهم لتأهيل سلوكي أكثر تأثيرا لمعالجة مسببات الإدمان الرئيسية، وعلى هذا الأساس أصبحت استراتيجيات برنامج العلاج السلوكي المعرفي CBT  أو العلاج السلوكي الجدلي DBT هي النهج الأفضل للتعافي من الإدمان.

أولا برنامج CBT 

برنامج العلاج السلوكي المعرفي CBT يمثل حاليا مرحلة أساسية من مراحل الشفاء من الإدمان ويطبق هذا البرنامج مع من هم في مرحلة التعافي من الإدمان أو المصابون بالاضطرابات العقلي، ويستهدف رفع الوعي وزيادة اليقظة بأفعالهم وعواطفهم وربطها بأفكارهم ليكونوا أكثر إدركا بمسببات الإدمان والانتكاس ويتعلمون كيفية الإدارة الذاتية لأنفسهم.

يتم العلاج السلوكي المعرفي للمدمن من خلال التحالف مع الطبيب عبر الجلسات الاستشارية السلوكية والتي قد تمتد ل 16 جلسة لمعرفة الأفكار السلبية المؤثرة على التعافي وإدراكها والتدريب على الأفكار الإيجابية الأكثر صحة بعدة طرق واستراتيجيات تناسب حالة المدمن.  من أهم الاستراتيجيات المستخدمة في العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الادمان: 

  1. فهم التشوهات المعرفية.
  2. إعادة الهيكلة المعرفية
  3. الاكتشاف الموجه.
  4. التعرض.
  5. اليوميات وسجل التفكير.
  6. منع التعرض والاستجابة.
  7. الاسترخاء العضلي.
  8. الاسترخاء بالتنفس.

ثانيا برنامج DBT 

يعتبر برنامج العلاج السلوكي الجدلي DBT هو الآخر من البرامج الهامة لمعالجة اضطراب تعاطي المخدرات خاصة إذا تم تشخيص الحالة بالاضطراب المتعدد والذي يعني المعاناة من الإدمان مع اضطرابات عقلية أخرى. 

العلاج السلوكي الجدلي أسلوب مشتق من العلاج السلوكي المعرفي يتم تطبيقه عبر الاستشارات السلوكية ويهدف إلى فهم وتقبل المشاعر السلبية واكتساب مهارات خاصة للتنظيم الشعوري ومواجهة عوامل الخطر من خلال إجراء تغيير في النمط التفكيري للمدمن عند مواجهة مسببات الانتكاسة، ويعتمد على ثلاث ثوابت رئيسية هي تعزيز الإدراك، تقديم الدعم، إنشاء تعاون بين المريض والطبيب، وعادة يتم تطبيقه بعد إتمام إعادة التأهيل للمدمن من اجل تعزيز مهارات التعافي لديه، ومن أبرز استراتيجيات العلاج السلوكي الجدلي: 

  1. تمارين اليقظة.
  2. قبول الذات.
  3. تنظيم وإدارة العواطف.
  4. التفاعل الإيجابي. 

تلك البرامج السلوكية تتم من خلال الجلسات السلوكية الفردية والجماعية وتكون أكثر فعالية داخل مراكز علاج الإدمان بتوافر طرق الدعم المتعدد والبيئة الآمنة.

برنامج سحب السموم لمعالجة المدمنين 

حالات الإدمان يتحدد علاجها وطرق التعافي تبعا للتشخيص وتقييم الحالة وما هو متوقع في فترة انسحاب المخدرات، وغالبا يحتاج المدمن قبل البدء في مرحلة التعافي الخضوع لمرحلة سحب السموم والتي تعد خطوة مفصلية للشفاء من الإدمان لأنها تعمل على إدارة اضطراب متلازمة انسحاب المخدرات وتخفيف حدتها والعمل على سلامة المريض من اي مضاعفات خطيرة ،ويستخدم فيها الأدوية التي تمنحه الراحة اللازمة أثناء إزالة السموم، التغذية السليمة، المراقبة الطبية.

مراحل البرنامج الشامل للشفاء النهائي من اضطراب تعاطي المخدرات 

من خلال فهم الإدمان وتأثيره على عقول المدمنين، وجد أنه اضطراب عقلي يؤثر بشكل خاص على كل حالة، لذا يتم تحديد متطلبات المدمن من خلال وضع استراتيجيات خاصة في برنامجه لضمان أفضل استجابة. 

وحاليا أصبحت مراحل الشفاء والتعافي من الإدمان تدمج في برامج مهنية شاملة وتعد هي الافضل والانجح، وتتمثل في: 

  1. مرحلة التقييم والتشخيص.
  2. مرحلة سحب السموم.
  3. مرحلة التأهيل السلوكي والتي تتضمن الاستشارات السلوكية عبر الجلسات الفردية والجماعية، مجموعات الدعم ومنها برنامج 12 خطوة.
  4. مرحلة الرعاية الخارجية والتي تسمل خطة التعافي الممتد.

يمكن تطبيق تلك المراحل من خلال برنامج المرضى الداخليين أو الخارجيين، وتتنوع مدة برامج علاج الإدمان منها 28، 60، 90، 180 يوما. 

توفر مستشفى الهضبة جميع برامج علاج الإدمان والتعافي، فإذا كنت بحاجة للمساعدة تواصل مع افضل فريق علاجي متكامل متخصص في. علاج الادمان داخل مصر، للاستفسار:0201154333341.

الخلاصة : التعافي من الإدمان قد يتم من خلال مجموعات الدعم والتي منها برنامج 12 خطوة والذي يعد من أشهر برامج التعافي المعتمد على انخراط المدمن في مجموعة داعمة يلتزم فيها المدمن بتنفيذ مبادئ المجموعة، ولأن الحالات الإدمانية متباينة قد لا يعمل ذلك البرنامج مع حالات كثيرة، لذا هناك برامج اخرى أكثر فعالية مثل برنامج العلاج السلوكي المعرفي، العلاج السلوكي الجدلي. وتعتبر أفضل برامج التعافي هي برامج العلاج الشامل للشفاء من الإدمان والتي يتم تطبيقها تحت إشراف المراكز المتخصصة والتي تتضمن الاستشارات السلوكية، مجموعات الدعم، خطط التعافي الممتد، ويأتي كل ذلك بعد ضمان تخطي اعراض الانسحاب في مرحلة سحب السموم.

ا. الهام عيسي