أصبح من الضروري الآن توافر علاج الرهاب الاجتماعي نهائياً وذلك لما يحدثه مرض الرهاب الاجتماعي من اضطرابات وعوائق تنعكس بالسلب على المريض، علاقاته الاجتماعية والعائلية حتى أنه قد يصبح مثل السجين داخل نفسه لا يريد التأقلم مع الآخرين ولا يتحمّل التواجد في أي مواقف اجتماعية، والآن البرامج العلاجية الحديثة أصبحت تتعامل مع المرض النفسي بطريقة أكثر نضجاً من ذي قبل، وتجني ثمار تلك الرؤية المتطوّرة للعلاج النفسي لأنها تتجه رويداً رويداً بالفعل إلى علاج الرهاب الاجتماعي نهائياً.

محتويات المقال

كيف تعرف أنك بحاجة إلى علاج الرهاب الاجتماعي؟ 

يمكن أن تعرف إذا كنت بحاجة إلى علاج الرهاب الاجتماعي بشكل فردي أولاً عن طريق عمل اختبار الرهاب الاجتماعي والذي قد يرشدك وأنت في طريقك للعلاج الطبي.

كيفية عمل اختبار الرهاب الاجتماعي بشكل فردي

يمكن أن تجتاز “اختبار هل اعاني من الرهاب الاجتماعي؟” والذي يبين لك إن كنت بالفعل تُعاني من الرهاب أم أنها أعراض نفسية لمرض آخر،  ويتضمن الاختبار بعض الأسئلة الطبية مثل:

  1. هل لديك قلق أو خوف مُرتبط ببعض المواقف الاجتماعية؟.
  2. كم مرة تثير تلك المواقف فيك الخوف والقلق؟.
  3. هل ترى أن القلق الاجتماعي الذي تشعر به أمر معقول أم أنه يهدد حياتك؟.
  4. هل تشعر بأي أعراض جسدية غير مبررة مثل زيادة ضربات القلب عند تعرضك لتلك المواقف؟. 
  5. هل تقوم بتجنب كل المواقف التي تثير خوفك وقلقك؟. 
  6. هل يؤثر ذلك الخوف والقلق على روتينك اليومي مثل العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية؟.
  7. منذ متى وهذا الخوف موجود في حياتك؟.
  8. هل تقوم بتعاطي أي مادة أو عقار غير قانوني؟.

وبعدها يقوم الاختبار بإعطاء الشخص صورة عامة عمَّا يعاني منه.

هل يكتفي المريض بالاختبار الذاتي كطريقة تشخيص دقيقة؟

لا..هي في الحقيقة صورة مبدئية قد تُنذر بوجود خلل نفسي يتطلَّب التدخُّل الطبي فوراً لكن لا تعني أن المريض قد حصل بالفعل على تشخيص دقيق، والواجب حينها أن يتوجه إلى طبيب متخصص لعمل تشخيص واختبار أكثر دقة، حيث يقوم الطبيب المتخصص بوضع نظام متكامل لتشخيص الرهاب الاجتماعي بداية من الفحص الطبي، تاريخ العائلة ليتأكد هل هو بصدد علاج الرهاب الاجتماعي الوراثي أم لا؟، ويختم التشخيص بعمل اختبار درجة الرهاب الاجتماعي حتى يبدأ في تحديد كيفية علاج الرهاب الاجتماعي نهائياً.

اختبار درجة الرهاب الاجتماعي

المقصود باختبار درجة الرهاب الاجتماعي هنا هو سؤال الطبيب للمريض عن كل ما يشعُر به من أعراض جسدية ونفسية مع التعرف على بعض الأمور التي تٌساعد في تقييم الحالة بالكامل وتشمل الآتي:

  1. هل يتعرض المريض من خوف دائم من المواقف الاجتماعية؟.
  2. هل يتعرض لحالة من الإذلال أو الإحراج عند التعامل مع الآخرين؟.
  3. هل يُصاحب الخوف حالة من القلق قبل بدء التفاعل الاجتماعي؟.  
  4. هل المريض مُدرك أن مخاوفه غير معقولة أو غير طبيعية؟.
  5. هل تلك الحالة أصبحت سبباً في تعطيل الحياة اليومية أم لا؟.
  6. هل هناك أحد من أفراد العائلة يُعاني مما يُعاني منه المريض أم أنها الحالة الأولى في العائلة؟.

وبعد طرح تلك الأسئلة والوقوف على كل الأعراض التي تظهر على مريض الرهاب الاجتماعي يبدأ الطبيب في وضع خطة علاجية ناجحة للتغلب على تلك الأعراض. 

كيفية علاج الرهاب الاجتماعي بنجاح؟

يمكن علاج الرهاب الاجتماعي بنجاح عن طريق طلب العلاج الطبي وليس العلاج المنزلي غير المعتمد، عندما يبدأ المريض في اللجوء للمراكز العلاجية المتخصصة يخضع لعدة مراحل علاجية والتي تتكون:

  1. التشخيص الطبي الدقيق والذي تم ذكره سابقاً بالتفصيل مع عمل كل الفحوصات والتحاليل التي تبين خلو المريض من أي أمراض جسدية، وذلك الأمر يفيد بشكل أساسي في تحديد العلاج الدوائي الموصوف لعلاج الرهاب الاجتماعي، فهي مرحلة تحضيرية للعلاج الدوائي.
  2. العلاج بالأدوية: يبدأ الطبيب باختيار الأدوية والجرعات المناسبة، وليس من الضروري الاعتماد على الأدوية وحدها بل على العكس أفضل طريقة للحصول على علاج الرهاب الاجتماعي بنجاح هو دمج العلاج  الدوائي مع العلاج النفسي للوصول لأفضل نسبة تعافي.
  3. العلاج النفسي: والذي يتكون من جلسات نفسية فردية وجماعية تركز بشكل أساسي على أفكار وسلوك المريض وتحاول التعامل معها بحكمة لتغييرها للأفضل.

يتم دمج العلاج الدوائي والعلاج النفسي معاً بطريقة آمنة وفعالة، ولكن للتعرف أكثر على طريقة عمل تلك البرامج وأهميتها سوف نتطرق بالتفصيل لكل منهم على حدة.

أهمية الأدوية في برنامج علاج الرهاب الاجتماعي

هناك العديد من أنواع الأدوية العلاجية التي أثبتت فعاليتها في علاج الرهاب الاجتماعي ومن أهمها:

الأدوية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRIs

وتعد خط الدفاع الأول في علاج أعراض الرهاب الاجتماعي الشديد، وتعمل عن طريق زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ وهو ناقل عصبي مهم يؤدي نقصانه إلى حالة من الاكتئاب والقلق، ومن أهم أسماء أدوية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية دواء باكسيل (باروكستين) ودواء زولفت (سيرترالين).

الأدوية مثبطات امتصاص السيروتونين-نورإبينفرين SNRIs

تساعد في تحسين الحالة المزاجية لمريض الرهاب وتعالج القلق والاكتئاب في حالة عدم استجابة المريض لأدوية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومن أهم أسمائها دواء سيمبالتا، دواء إيفكسور إكس آر،ودواء فتزيما.

تعمل بعض مضادات الاكتئاب بشكل أفضل من غيرها ويعتمد الاختيار الصحيح لها على تقدير الطبيب المعالج وتحديد ما هو مناسب للحالة العامة لكل مريض، وقد يصف الطبيب أكثر من دواء للمريض حتى تستقر الحالة على أحد تلك الأدوية ويتم الاعتماد عليها بشكل دائم.    

الأدوية مثبطات مونوامين أوكسيديز MAOIs

تقوم بعلاج نوبات القلق والاكتئاب الشديد عن طريق العمل على توازن بعض النواقل العصبية في الدماغ والتي ترفع من الحالة المزاجية للمريض وتشمل دواء نارديل (فينيلزين)، ودواء ترانيلسيبرومين ( بيرنات).

الأدوية حاصرات البيتا

تستخدم تلك الأدوية بشكل شائع لتقليل ارتفاع ضغط الدم الذي ينتج عن حالة الهلع التي تنتاب المريض، كما أنها تساعد أحياناً لعلاج بعض الأعراض الجسدية مثل سرعة ضربات القلب والرعشة، ومن أسماء تلك الأدوية عقار إندرال ( بروبرانولول) وعقار تينورمين (أتينولول).

الأدوية مضادات القلق أو البنزوديازيبينات

وتميل تلك الأدوية إلى تقليل اعراض الرهاب الاجتماعي الخفيف ويظهر مفعولها على الدماغ بسرعة كبيرة، وتشمل دواء فاليوم، دواء زاناكس، دواء أتيفان، ودواء كلونوبين، ولكن يجب الحذر من تناول تلك الأدوية لفترات طويلة لأنها قد تؤدي إلى الوقوع في الإدمان.

 

تنويه هام:- يُرجى العلم أن الأدوية السابق ذكرها هي الأدوية المُستخدمة في العديد من المصحات النفسية حول العالم، وليست بالضرورة هي الأدوية التي يستخدمها مركز الهضبة، حيث يتبع المركز بروتوكولًا علاجيًا فرديًا لكل مريض يناسب احتياجاته وحالته الصحية، وكل الأدوية مصرحة من وزارة الصحة المصرية، ولا يجب أن يتناول المريض هذه الأدوية دون استشارة الطبيب المعالج؛ لتحديد الدواء المناسب لحالته وتحديد الجرعة الآمنة حسب تقييم حالة الشخص.

دور العلاج النفسي في برنامج علاج الرهاب الاجتماعي نهائياً

يعد العلاج النفسي الآن هو أفضل علاج للرهاب الاجتماعي 2020 فهو علاج آمن وفعَّال في آن واحد، فكما نعلم أن للعلاج الدوائي العديد من الآثار الجانبية التي تعد من أكبر مساوئه، ولذلك يُمكن أن يُساهم دور العلاج النفسي في برنامج علاج الرهاب الاجتماعي نهائياً فيما بعد والذي يشمل:

العلاج المعرفي السلوكي لعلاج الرهاب الاجتماعي CBT

يعد العلاج بالكلام دائماً أفضل خيار لعلاج الرهاب الاجتماعي، فهو الأكثر فعالية بين العلاجات الأخرى، والسبب يرجع إلى أنه ملئ بالتقنيات التي يُمكن أن تُساعد المريض في إدراك أفكاره، وعواطفه، واستجابته الجسدية للمواقف الاجتماعية المختلفة من حوله مما يجعله مع مرور الوقت يستطيع التعامل بتفاعل أكثر مع الآخرين وعدم الشعور بالإحراج والتوتر.

فنيات العلاج المعرفي السلوكي للرهاب الاجتماعي

يستخدم العلاج المعرفي السلوكي بعض الأساليب التي تختلف بناءاً على الاضطراب الذي يتم علاجه ونحن نستعرض فنيات العلاج السلوكي المعرفي للرهاب الاجتماعي والتي تشمل الآتي:

تحديد الأفكار السلبية:

ويتم في تلك الخطوة تحديد كل الأفكار غير المفيدة التي تطرأ على المريض ويشعر بها و يتصرف على أساسها، ثم يبدأ الطبيب المعالج في تعليم المريض كيف يتعامل مع بعض المشاعر التي تأتيه باستمرار عند محاولته الاندماج مع من حوله والتي تشمل المعتقدات السلبية التي تحول بين المريض وبين قدراته وقيمته الذاتية، الشعور الدائم بالذنب أو الإحراج من مواقف سابقة مرت ولم يستطع نسيانها، التعامل مع المثالية والواقعية، عدم قدرة المريض على أن يكون حازماً مع أفكاره وعواطفه، واعتقاده الخاطئ بأن الآخرين يحكمون عليه.

إعادة الهيكلة المعرفية:

وهي تقوم على إيجاد بدائل وتوجُّهات أكثر صحة في حياة المريض اليومية مما يُساعده على تقليل الشعور بالخوف والتوتر تجاه الآخرين.

اليقظة:

وهي ممارسات ذهنية أو عبارة عن تمارين سلوكية لعلاج الرهاب الاجتماعي تساعد المريض على التركيز بشكل أكثر هدوءاً وبطريقة الاسترخاء، فهي تمارين ذهنية وسلوكية تخفف بشكل كبير من مصادر الخوف والقلق من الآخرين وتساعد في تقليل العزلة وتعزيز الاندماج والتأقلم.

التعرض:

يُعد التَعرض للمواقف أو الأشخاص المُقلقة للمريض في البداية فكرة مروعة بالنسبة له، ولكن سرعان ما يقدم الفرصة له للتأقلم مع المواقف التي تُسبب له المخاوف وتعيد بناء ثقته بنفسه وثقته فيمن حوله أيضاً. 

ولذلك تبدأ جلسات العلاج المعرفي السلوكي للرهاب الاجتماعي تأخذ منحنى جديد فتبدأ العلاقة بين الطبيب والمريض تتغير إلى علاقة بين معلم وطالب، بحيث يأخذ الطبيب دور المعلم ويحدد للمريض المفاهيم السليمة التي تساعده على اكتشاف نفسه من جديد وتغييرها للأفضل، ومن المتوقع أن تصبح جلسات العلاج السلوكي المعرفي فيما بعد هي وسيلة علاج الرهاب الاجتماعي نهائياً.

العلاج المعرفي الانفعالي للرهاب الاجتماعي

هو أيضاً برنامج علاجي من بين برامج جلسات العلاج النفسي، وينطوي على تعليم المريض فن مواجهة مخاوفه ومشاعره السلبية تجاه نفسه وتجاه الآخرين، مما يساعده على المدى البعيد في تحديد كل الأفكار غير المنطقية التي أدَّت إلى إحداث مشاكل عاطفية وسلوكية مختلفة، وأدَّت إلى حالة العزلة والتوتر من التعامل مع الآخرين، وبالطبع يتم مناقشة تلك المخاوف والأفكار وفقاً للأعراض الظاهرة على المريض وبما يوافق فئته العمرية، فمثلاً نلاحظ أن اعراض الرهاب الاجتماعي عند المراهقين تختلف عن الفئات العمرية الأخرى، ولذلك هي تحتاج أيضاً إلى تعامل بشكل مختلف بما يوافق ذلك السن حتى يتم التخلص من الرهاب الاجتماعي نهائياً.

كيف يتم علاج الرهاب الاجتماعي عند النساء؟

يتم علاج الرهاب الاجتماعي عند النساء بشكل أعمق وأدق فيما يخص العلاج النفسي والعلاج بالأدوية.

أولاً: العلاج بالأدوية

يجب عند اختيار العلاج الدوائي لعلاج الرهاب الاجتماعي عند النساء أن يتم التأكد من عدم تسببه في آثار جانبية تضر بهرمونات الجسم لدى النساء وخاصة في حالة الحمل والرضاعة، مع التأكد أيضاً من عدم تأثُّر الجنين بأي من تلك الأدوية العلاجية المُقترحة، كما يجب مناقشة الطبيب المعالج في مدى فوائد وضرر تلك الأدوية وتحديد الأنسب للأم.

وأما في حالة علاج الرهاب الاجتماعي عند البنات فيجب التأكد من أن الأدوية العلاجية لا تحدث خللاً في نظام فترة الحيض وأنها لا تؤثر فيما بعد على القدرة على الإنجاب لدى البنات.

ثانياً: العلاج النفسي

النساء في الغالب يستجبن للعلاج النفسي والجلسات الاسترشادية أكثر من الرجال، وهن يتعرضن لكثير من الضغوط الحياتية التي تحتاج لعلاج نفسي فعَّال بما يضمن لهن السرية والخصوصية التامة أثناء فترة العلاج، ويمكن للعلاج النفسي أن يصبح أساسياً في حالة عدم إمكانية تعرض المريضة للعلاج الدوائي لأي سبب. 

اعراض الرهاب الاجتماعي عند النساء

تشير الدراسات والأبحاث العلمية أن النساء أصبحن أكثر عرضة للإصابة بالرهاب الاجتماعي بالمقارنة بالرجال، كما أن اعراض الرهاب الاجتماعي عند النساء تأتي غالباً نتيجة التعرض لاضطرابات نفسية دائمة بسبب المراحل المختلفة التي تمر بها النساء من ضغط  أسري ثم الزواج وتحمل المسؤولية، يليها الحمل والرضاعة والتعرض لنوبات موسمية من الاكتئاب مما يُؤثر بشكل سلبي على الحالة النفسية العامة للنساء، والتي يمكن أن تتطور مع الوقت إلى اعراض الرهاب الاجتماعي عند النساء، وللأسف النساء لا يطلبن العلاج النفسي أو يعترفن بوجود المرض النفسي مثل الرجال فهن في حاجة إلى إقنَاعهن بضرورة الخضوع للعلاج السليم حتى يتم التوصل إلى علاج الرهاب الاجتماعي نهائياً.

وبعد أن عرضنا أهم ما يجب مراعاته أثناء علاج الرهاب الاجتماعي عند النساء نأتي للتعرف على مدة علاج الرهاب الاجتماعي وهل تتغير من حالة إلى أخرى أم هي مدة ثابتة؟

ما هي مدة علاج الرهاب الاجتماعي؟

مدة علاج الرهاب الاجتماعي في حالة العلاج النفسي غالباً ما تستمر من شهر إلى ثلاثة أشهر من الجلسات النفسية وقد تطول في حالة تدهُّور الحالة واحتياجها لفترة أطول للتخلص من اعراض المرض قدر المستطاع.

أما في حالة العلاج الدوائي فقد يستمر لسنوات حتى ولو بجرعات قليلة للحفاظ على الحالة النفسية العامة لمريض الرهاب، وتختلف بالطبع فترة علاج الرهاب الاجتماعي معتمدة على عدة عوامل منها:

  1. سن المريض أو الفئة العمرية التي بدأت اعراض الرهَاب في الظهور عندها.
  2. الحالة الصحية العامة للمريض سواء العقلية أو الجسدية.
  3. مدى تقبل المريض واستجابته للعلاج.
  4. هل الإصابة بالمرض بسبب تعاطي أي أنواع من المخدرات؟.
  5. درجة الرهاب هل هي خفيفة، متوسطة، أم شديدة؟.

وبعد تقييم الحالة العامة للمريض والتعرف على أسباب واعراض الرهاب يمكن تحديد فترة علاج الرهاب الاجتماعي بصورة تقريبية، ويمكن من خلالها التخلص من بعض الأعراض المقلقة، ولكن يبقى السؤال هل يمكن فعلا التوصل إلى علاج الرهاب الاجتماعي نهائياً.

هل يُمكن الوصول لعلاج الرهاب الاجتماعي نهائياً؟

لا.. لم يَتم التَوَصُل إلى علاج الرهاب الاجتماعي نهائياً إلى الآن ولكن مع دمج  العلاج السلوكي والعلاج الدوائي معاً مع الالتزام بكل تعليمات الطبيب المُعالج دون التوقف عن استكمال العلاج أو التهاون فيه، يمكن حينها التخلص من اعراض الرهاب الاجتماعي بنسبة كبيرة مما يجعل المرض أقل حدة ولا يتسبب في حُدُوث حَرَج أو مُضايقات نفسية للمريض، كما يجعله مع الوقت يتعايش بشكل طبيعي مع مَخاوفه الماضية ويُصبح شخصاً طبيعياً، ولعلنا نَجد قريباً برامج علاجية أُخرى أكثر تَطوراً وأماناً للتخلص نهائياً من الرهاب الاجتماعي، وهناك بالفعل مراكز علاجية تهتم بشكل أساسي على توفير كل ما هو ناجح وفعال من البرامج العلاجية النفسية والسلوكية المختلفة وعلى رأسها مركز الهضبة للعلاج النفسي والذي يهتم بكل التفاصيل الدقيقة للعلاج حتى يعطي ثمرة وأثر ملموس للمرضى الذين هم في حاجة ماسة للتخلص من معاناتهم. 

ما الذي يمكن أن تحققه داخل مركز الهضبة أثناء علاج الرهاب الاجتماعي؟

هناك العديد من الأمور الإيجابية التي يمكن للمريض أن يحققها داخل مركز الهضبة أثناء علاج الرهاب الاجتماعي ومن أهمها:

  1. التعرف على برامج علاجية نفسية وسلوكية جديدة وفعالة تساهم بشكل كبير في علاج الرهاب الاجتماعي وأعراضه المزعجة.
  2. سيرى المريض لأول مرة في أفعاله أثر برنامج معرفي سلوكي في علاج الرهاب الاجتماعي، وذلك من خلال رؤية بعض الأفكار والسلوكيات الإيجابية التي تبدأ في الظهور من أول جلسة علاجية داخل المركز، ويمكن الحصول منها على فوائد عديدة مثل وضع خطة للمساعدة في التغلب على القلق والخوف، وجود مساحة آمنة للتعبير عن أي مخاوف، تطوير المهارات للاعتراف بالمحفزات الخاصة بالمريض، وبناء عادات صحية للتعامل مع المخاوف الاجتماعية.
  3. التعرف على بعض العلاجات الطبيعية التي تُساهم في تقليل التوتر والضغط النفسي لدى مريض الرهاب مثل العلاج باليوجا وتمارين الاسترخاء الصحية والتي تُعد تمارين سلوكية لعلاج الرهاب الاجتماعي فيقوم الطبيب المعالج بتعليم تلك التمارين للمريض لمُساعدته في مواجهة أي موقف أو أفكار تسبب له مخاوف عند بدء التعامل مع الآخرين.

كيفية عمل تمارين سلوكية لعلاج الرهاب الاجتماعي

سيقوم الطبيب المعالج داخل مركز الهضبة بتعليم المريض بعض تمارين الاسترخاء التي تُساعد في علاج التوتر والخوف أثناء التعرض للتعامل مع الآخرين أو التعرض لأي مواقف اجتماعية ويتم عمل تلك التمارين كالتالي:

  1. التنفس الصحي والذي يبدأ بأخذ الزهيق ببطء من الأنف لمدة 4 ثواني ، ثم حبس النفس لمدة 7 ثواني، وأخيراً يزفر المريض ببطء لمدة 8 ثواني.
  2. شد مجموعة من عضلات الجسم ببطء بدءاً من أصابع القدمين لمدة 5 ثواني.
  3. يزفر المريض ببطء بينما يتحرر من التوتر ثم يركز على ارتخاء العضلات لمدة 10 ثوان.
  4. الانتقال إلى مجموعة أخرى من العضلات وتكرار التمرين حتى يساعد المريض في تحسين حالته المزاجية بشكل كبير عن طريق تخفيف التوتر وتعزيز الاسترخاء. 

الخلاصة: علاج الرهاب الاجتماعي نهائياً حتى وإن كان غير مُتواجد إلى الآن إلا أنه أصبح أمراً قريب المنال، خاصةً بعد تَطور العلاج النفسي والتَوسع فيه داخل المراكز العلاجية، فهناك بالفعل حالات استطاعت أن تَتغلب على نسبة كبيرة من اعراض المرض و انخرطت في المجتمع وتَعايشت بشكل طبيعي مع الآخرين، إذاًَ فهُناك دائماً حل مع الصبر والإرادة القوية لاستكمال العلاج الطبي الفعال، ونذكركم بأننا نُرحب دائماً بتواصلكم معنا على رقم مركز الهضبة 01154333341 للاستعلام عن أي برامج علاجية ويُمكن حينها تقديم كل الدعم الطبي اللازم للمريض

الكاتبة/ د.مروة عبد المنعم.