قد يضطر ذوي المدمنين لعلاج المدمن بالقوة أملا في التخلص من كابوس الإدمان تحت أي ظرف. ينتاب الجميع القلق والحيرة، يظن البعض أن العلاج القسري هو الحل.!  لكن ما هي فعالية إجبار المدمن على العلاج؟، وماذا لو رفض الامتثال واستكمال التعافي؟!. سنتناول معًا ماذا نفعل مع المدمن الذي يرفض العلاج ومتى نلجأ إلى علاجه قسرا، وهل يفيد إجبار المدمن على العلاج أم لا؟ 

ماذا نفعل مع المدمن الذي يرفض العلاج؟

قد يلجأ كثير من الناس إلى تعاطي المواد المخدرة المختلفة كوسيلة للهروب من المشاكل المادية أو الاجتماعية ، أو الضغوط الحياتية المستمرة، قد تساعد المشاركة في حل تلك المشاكل في إقناع المدمن بالعلاج وإعطائه الأمل في الحياة من جديد. 

عادةً ما ننصح بالتحدث مع المدمن حول تأثير الإدمان المدمر من أمراض وتبعات قد تودي بحياة الإنسان وأسرته والمقربين منه به كمحاولة أولى لإبعاده عن تعاطي المخدرات.

افضل الطرق لعلاج الادمان

كذلك يجب الاستماع  الجيد للمدمن وتوفير الدعم المادي والمعنوي وتجنب اللوم وإصدار الأحكام لبناء جسر من الثقة مع المدمن. 

قد يساعد الدعم والقبول المجتمعي عبر الانشطة الجماعية في اقناع المدمن في العدول عن حياة الإدمان واستقبال حياة جديدة. 

يمكن أن يساعد التحدث مع الطبيب المختص حول خيارات العلاج المختلفة ومدي فاعلية الأدوية المسكنة في تخفيف ألم فترة الانسحاب في تخفيف قلق المدمن وترغيبه في العلاج. 

في بعض الحالات قد يكون الكلام حول مخاطر الإدمان والمشاركة المجتمعية والانشطة والدعم غير كافيين للإقلاع عن تعاطي المخدرات، لذا يلجأ بعض ذوي مدمني المواد المخدرة إلى إجبار المدمن على العلاج بعد استنفاذ كل المحاولات لإقناع المدمن بالعلاج .

 

هل يمكن إجبار المدمن على العلاج؟

نعم، أحيانًا ما تلجأ الحكومات إلى إجبار المدمن على العلاج بدلاً من السجن، إذ تستهدف الإصلاح لا العقاب خاصةً في حالة المدمن دون ال 18 عامًا. 

كذلك يمكن لذوي المريض أن يجبرونه على العلاج كمحاولة أخيرة لدرء المدمن عن طريق المخدرات الذي يؤدي إلى هلاكه دائمًا، ولكن تحت شروط قانونية معينة.

إذ يمكن اللجوء إلى الجهات المختصة سواء الحكومية عبر وزارة التضامن الاجتماعي أو الخاصة مثل مراكز العلاج النفسي والإدمان لاستقبال مدمني المواد المخدرة.

متى نلجأ إلى علاج المدمن بالقوة؟ 

 يمكن اللجوء إلى علاج المدمن بالقوة في عدة حالات منها:

متى نلجأ إلى علاج المدمن بالقوة؟

  1. عدم بلوغ المدمن سن الرشد (دون ال 18 عام) 
  2. تعريض المدمن حياته للخطر أو حياة المحيطين به. 
  3. تسبب الإدمان في إعاقة جسدية للمتعاطي. 
  4. الاضطرابات النفسية وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات. 
  5. فقدان قدرة المدمن على الاعتماد على نفسه في المأكل والملبس والنظافة الشخصية. 
  6. فقدان قدرة المدمن على السيطرة على تصرفاته. 

هل ينجح علاج المدمن بالقوة؟ 

لا يمكن الجزم بأن العلاج الإجباري فعال أو غير فعال في كل الحالات، إذ تختلف كل حالة عن الأخرى. يمكن أن يكون العلاج الإجباري فرصة تدفع المدمن للحصول على فرصة جديدة للحياة تارة، ويمكن أن تكون محاولات دون جدوى في حالات أخرى، حيث يصر فيها المدمن على الرجوع للمخدرات حتى بعد التعافي. 

للأسف تصاحب العلاج الإجباري نسب عالية من حالات الانتكاس خاصةً على المدى الطويل. كما إذ تتضاعف نسبة الوفاة بجرعات زائدة عند علاج المدمن بالقوة مقارنة بالمرضى الذين اختاروا العلاج بملئ ارادتهم. 

لذا فإن ارادة المتعاطي هي الأكثر ضمانا للعزوف عن تلك السموم على المدى الطويل، إذ يشكل العلاج الإجباري دفعة أولي فقط لحياة جديدة يصعب الاستمرار فيها دون وعي وإرادة وصحبة صالحة تنصح وتوجه المدمن للطريق الصحيح. 

الخلاصة : عند إصرار المدمن على رفض العلاج وتشكيله خطر يهدد أمنه وأمن الأسرة سيكون العلاج القسري بالقوة هو الفرصة الوحيدة المتبقية أمام أهل المريض، أملًا في الشفاء.

ا. ايمان سلام