أجريت العديد من الدراسات والأبحاث على مدة خروج الكحول من الجسم وظهوره في تحليل العينات المختلفة؛ إذ يُفرز الكحول في لبن الأم وفي الدم واللعاب والنَفَس والشعر، كما أن له أثر سلبي على العديد من الوظائف بالأخص تلك التي تستدعي انتباهًا ويقظة كقيادة السيارات أو العمل في الحسابات البنكية، في هذا المقال نجيب عن سؤال كم يبقى الكحول في الدم والعينات المختلفة؟، وما العوامل المؤثرة في تلك المدة؟، وطريقة عمل التحليل وفائدته..

كيف يتم خروج الكحول من الجسم؟

قبل الإجابة عن سؤال مدة خروج الكحول من الجسم، علينا أولًا أن نفهم دورة حياة الكحول داخل أجسامنا وكيف تتخلص منه؛ فعند شرب كمية من الكحول فإنها تذهب مباشرة إلى الجهاز الهضمي فتتحول 20% من الكمية المتعاطاة إلى الدم مباشرة وتذهب منه إلى المخ،  وتذهب ال80% الأخرى إلى الأمعاء ثم إلى الدم، ثم من جميع أنحاء الجسم إلى الكبد لذا؛ عند وجود أي مرض أو اضطراب بوظائف الكبد فإنه يؤثر على معدل امتصاص الكحول وتكسيره، تعرف على هذا المعدل في الفقرة التالية..

مدة خروج الكحول من الجسم والعوامل المؤثرة فيها

تتراوح مدة خروج الكحول من الجسم بين 6 إلي 12 ساعة لكنه يظل موجودًا في مخرجات الجسم المختلفة كالبول واللعاب والنفس مدة أطول، كما يمكن أن يظل عالقًا بالشعر مدة تصل إلى 90 يومًا كما سنفصل في الفقرات التالية.. 

يُكسَّر الكحول في الجسم بمعدل 20 ملليغرام لكل ديسيلتر لكل ساعة، لكن تتأثر هذه العملية بعدة عوامل؛ أهمها:

  1. الجنس: فتكسير الكحول في جسم الإناث أبطأ منه عند الرجال، ذلك لاحتواء جسم الأنثى على نسبة أقل من إنزيمَيّ alcohol dehydrogenase and acetaldehyde dehydrogenase  المسؤولَين عن تلك العملية في جسم الإنسان.
  2. الوزن: فكلما زاد الوزن ازدادت مساحة توزيع الكحول في الجسم ومن ثمَّ قل تركيزه.
  3. تناوله على معدة فارغة يهيج الجهاز الهضمي ويساعد في سرعة امتصاصه وارتفاع تركيزه بالدم.
  4. وجود أي أمراض كبدية يزيد من فرصة حدوث التسمم الكحولي إذ يؤثر في عملية التخلص من الكحول في الجسم.
  5. الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض والتي قد تتفاعل مع الكحول وتساعد في إضرار الكبد وقد يكون أثرها مميتًا.
  6. العمر: مع تقدم العمر تزداد مدة بقاء الكحول في الجسم نتيجة نقص تركيز الإنزيمات المسؤولة عن تكسيره، بالإضافة إلى أن قدرة الكبد تضعف مع مرور السنين، إلى جانب ذلك كثرة الأدوية التي يتناولها كبار السن والتي ربما تزيد من تأثير الكحول السلبي على الكبد وتبطئ من عملية تكسيره والتخلص منه.
  7. شرب كميات كبيرة في فترة قصيرة.
  8. تركيز الكحول المُتناول.

كما تؤثر هذه العوامل على معدل تكسير الكحول وامتصاصه؛ فإنها بالتبعية تؤثر في المدة والكمية المتوقعة لحدوث التسمم الكحولي.

لماذا يحتاج البعض إلى تسريع خروج الكحول من الجسم وهل هناك طُرقاً مُجدية؟

يحتاج البعض لطرق تسرع من مدة خروج الكحول من الجسم للحصول على وظيفة أو المرور من مأزق اجتماعي أمام الأسرة، فيلجأ بعضهم إلى تناول كميات كبيرة من الماء أو شرب الكافيين، أو النوم أو الاستحمام بماء بارد، وكل هذه الطرق قد تفيد في جعل المتعاطي أكثر يقظة وانتباهًا لكنها غير ناجحة في تسريع التخلص من الكحول في الجسم فور وصوله الدم، والذي يعتمد أساسًا على إنزيم alcohol dehydrogenase.

فكم يبقى الكحول في الدم إذن؟ وفيم يستخدم تحليله والكشف عنه؟، تابع الفقرات التالية..

تحليل الدم وخروج الكحول من الجسم

يُعد تحليل الكحول في الدم من أهم وأدق الطرق المعتمدة للكشف عنه، إذ يُستخدم للكشف عن تعاطيه في الحالات الآتية:

  1. لسائقي السيارات خاصة سيارات النقل الثقيل في بعض الدول، بالأخص في حالات حوادث الطرق.
  2. المتقدمين للوظائف في بعض الشركات.
  3. الخاضعين لبرامج علاج الإدمان في بعض المصحات.
  4. لتشخيص حالات التسمم الكحولي.

تفاصيل حول من هم المهتمين بمعرفة مد خروج الكحول من الجسم

طريقة عمل تحليل الكحول في الدم

في أقل من خمس دقائق، تُسحب عينة الدم من أحد الأوردة الظاهرة في أحد الذراعين وتجمع في أنبوبة سحب العينات مثل أي تحليل دم يُجرى في المعامل، ولا يحتاج لأي تحضير مسبق.

مدة بقاء الكحول في تحليل الدم

يبقى الكحول في تحليل الدم مدة تصل إلى ست ساعات، لكن قد تختلف هذه المدة طبقًا لعدة عوامل كما ذكرنا سلفًا، ولا تقتصر طرق الكشف عن تعاطي الكحول على تحليل الدم فقط، فهناك عينات مختلفة، يبقى فيها الكحول إيجابيًا لمدة تفوق مدة بقائه في الدم، نذكرها فيما يلي..

  راسلنا على 01154333341

خروج الكحول من الجسم والعينات المختلفة لإجراء التحليل

قد يظن البعض أن مدة خروج الكحول من الجسم هي مدة بقائه في الدم فقط، لكن هناك أجزاء أخرى من الجسم يُفرز فيها الكحول ويُكشف عنه فيها كالبول واللعاب والشعر، وتختلف مدة بقاء الكحول في تحليل البول واللعاب عن تحليل الشعر وتفوق مدة بقائه في الدم كالتالي:

  1. مدة بقاء الكحول في البول: من 12 إلى 24 ساعة وقد تصل إلى 72 ساعة بالطرق والمعدات الأحدث.
  2. مدة بقائه في عينة الشعر: تصل إلى ثلاثة أشهر.
  3. مدة بقائه في عينة اللعاب والنَفَس: من 12 إلى 24 ساعة.

ولا تختلف مدة بقاء الكحول في البول لغير المدمنين عن مدة بقائه في بول المدمنين إنما تعتمد على العوامل المؤثرة في تكسيره وامتصاصه التي ذكرناها فيما سبق، و تبقى عينة الدم هي الأكثر دقة وتطبيقًا في الكشف القانوني عن الكحول، لكن يفيد تحليل البول في إمكانية عمله في المنزل كالتالي..

طريقة عمل تحليل الكحول في البول 

لا تختلف طريقة عمل تحليل الكحول في البول منزليًا عن تحليل أي مخدر باستخدام عينة الفحص، للحصول على عينة سليمة اتبع الإجراءات التالية:

  1. قم بغسل ومسح الأعضاء التناسلية الخارجية جيدًا.
  2. قم بتجميع 45 ملليلتر من البول على الأقل في العلبة المخصصة لذلك.
  3. باستخدام القطارة اسحب 2 ملليلتر من العينة ثم فرِّغ ما فيها من الهواء.
  4. قم بتقطير نقاط البول في الفتحة أو الثقب المخصص لذلك في عينة الفحص.
  5. ظهور خط واحد يعني أن العينة إيجابية، أما ظهور خطين يعني سلبية العينة.

إذا كنت تعاني أو يعاني أحد أصدقائك أو أهلك من إدمان الكحول، فلا عليك سوى الاتصال بنا في مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، تحت إشراف نخبة متميزة من الأطباء تضمن جودة البرنامج العلاجي والتأهيلي، تواصل معنا على 01154333341

الخلاصة:- تتعدد العوامل المؤثرة في تكسير الكحول وامتصاصه في الجسم، أهمها الوزن والعمر والحالة الصحية والتركيز والكمية المتعاطاة والأدوية المتناولة، وتتنوع العينات التي يمكن استخدامها للكشف عن تعاطي الكحول، إذ يمكن الكشف عنه في الدم كما يُفرز في البول والشعر واللعاب والنَّفس، وبناءً عليه فإن مدة خروج الكحول من الجسم قد تختلف من فرد لآخر ومن حالة لأخرى.

د. فاطمة الجندي