عند اكتشاف إدمان حبيبك أو زوجك للمخدرات، يدور في ذهنك دائمََا أسئلة كثيرة حول العلاقة بين مدمن المخدرات والحب، هل يستطيع المدمن أن يحب زوجته أو حبيبته؟ هل سيختار حبيبته أم المخدرات؟ في الحقيقة فإن الشخص المدمن على مادة ما سيختار دائمًا هذه المادة على الشخص الذي يحبه، لا يهمه كم من الوقت قضاه معه أو كم يحبه، على الرغم من أنها حقيقة محزنة قاسية إلا أنه يكون لديه أسباب صحية وكيميائية وعقلية لاختيار المخدرات. بدون علاج المخدرات، فهم ببساطة غير قادرين على فعل أي شيء آخر، وتكون العلاقات مع المدمن محكوم عليها بالفشل. 
سوف نتعرف في هذا المقال على إجابة الأسئلة حول العلاقة بين مدمن المخدرات والحب، والمشاكل الزوجية التي تحدث بسبب الإدمان، وكيفية التعامل مع الحبيب المدمن. 

كيف يؤثر إدمان المخدرات على العلاقات؟

العلاقات روابط معقدة ومتغيرة باستمرار تحتاج إلى رعاية وتوازن مستمرين للبقاء بصحة جيدة ومجزية، إدمان المخدرات يؤثر سلبََا على هذه العلاقات، ويجعل الحفاظ على علاقة صحية قد يبدو مستحيلًا.

كل علاقة تكون في مواجهة مع تعاطي المخدرات والإدمان لا بد أن يكون فيها معاناة كبيرة، لأن الإدمان لا يؤذي فقط المدمن، بل يؤثر على جميع جوانب حياته ويؤذي من حوله، بما في ذلك العائلة والأصدقاء والأحباء، جميعهم يتمنون أن يعرفوا كيف يجعلوا الأمر أفضل.

العلاقة بين مدمن المخدرات والحب معقدة أكثر من أي علاقة أخرى، لأن في العلاقات الرومانسية يواجه َالشريك صراعًا أكبر بكثير من معظم الناس، حيث يكون هناك كثير من مشكلات الثقة والمشاعر المؤذية والقلق التي قد تؤدي في النهاية إلى فشل العلاقة، ومع ذلك يمكن حل هذه المشكلات بالعلاج المناسب للإدمان. 

مدمن المخدرات والحب

يشترك الحب وإدمان المخدرات في العديد من أوجه التشابه، حيث يُسبب كلاهما حوافز قوية تؤثر على التفكير والسلوك.  يعمل كل من الحب وتعاطي المخدرات على إفراز كمية كبيرة من الدوبامين في الدماغ، وهو المسؤول عن مشاعر المتعة والتقارب والتفاهم والتعاطف التي يشعر بها الناس مع كل من الحب والمخدرات.

يدور سؤال في ذهن كثير من الأشخاص وهو، هل يستطيع المدمن أن يحب؟

إجابة هذا السؤال نعم، يستطيع مدمن المخدرات أن يحب، ولكن يمكن أن يكون هذا الحب شعورََا مؤقتََا، حيث أن الدماغ يطلق الدوبامين، ويعمل على تنظيم حركة المشاعر والتحفيز والمتعة، يعمل الحب على زيادة التعزيز الكيميائي مع إطلاق ناقل عصبي آخر يسمى الأوكسيتوسين، يشعر المدمن بالترابط مع الحبيب ودفئ عاطفي شديد، ولكن إفراز الدوبامين والأوكسيتوسين يكون في المراحل الأولى من الحب ومع مرور الوقت تتلاشى هذه المشاعر تدريجيََا، بينما إدمان المخدرات مع مرور الوقت إذا اعتاد جسم المدمن على الجرعة التي يتعاطاها وتلاشى تأثير المخدرات، ولم يعد يشعر بالمتعة التي يريدها فيمكنه زيادة جرعة المادة المخدرة مما يتسبب في زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ ويحصل على المتعة أوالنشوة  التي يحتاجها.  وعندما يكون هناك خيار بين إدمان المخدرات والحب، فغالبََا ما ترجح كافة المخدرات، ويختار المدمن المخدرات على الحب. 

لماذا يفضل المدمن المخدرات على الحب؟

  بالطبع، الحب شعور جيد لأنه مريح ومشجع، لكن الدماغ يقنع الشخص بأن المخدرات تجعله يشعر بمتعة مذهلة بسبب قدرتها غير الطبيعية على إطلاق الدوبامين. في لحظات الاختيار، قد يغفل الشخص ما يجب أن يخسره من خلال تعاطي المخدرات، ويمكنه التركيز فقط على الإشباع الفوري الذي تسببه المخدرات. 

مدمن المخدرات والزواج

الحقيقة هي أن الزواج من شخص مدمن يمكن أن يُشعرك وكأنكِ في الزواج بمفردك. يتفاقم الموقف أكثر عندما يكون هناك أطفال متورطين، لأنه قد يتعين عليكِ تحمل مسؤولية رعاية وتربية الأطفال بمفردك، ورعاية زوجك المدمن أيضًا.  هناك العديد من المشاكل الزوجية التي تنتج من إدمان الزوج للمخدرات مثل:

  1.  يتغير شعور الزوج تجاه زوجته بالحب، حيث تكون المخدرات أول اهتماماته ويصبح كل الأشخاص وعلى رأسهم زوجته شئ ثانوي في حياته. 
  2. يصبح الجنس من المتغيرات المفقودة من الزواج بسبب تركيز الزوج على تحقيق المتعة من المخدرات. 
  3. يجعل الإدمان الزوج أكثر غضبًا وعنفََا ويمكن أن يقوم بالإساءة اللفظية والجسدية لزوجته، مما قد يكون له تأثير سلبي عليها.
  4. الصراع المستمر في المنزل يمكن أن يسبب مشاكل خطيرة للأطفال.

 في النهاية، يمكن أن تصبح المشاعر بالوحدة مستمرة وتنهار الحياة الزوجية تمامََا، ويمكن أن ينتهي الأمر بالطلاق. ويصبح السؤال، متى يمكن للزوجة البقاء مع زوجها المدمن ولا تُنهي العلاقة؟ 

متى يمكن للزوجة البقاء مع زوجها المدمن ولا تُنهي العلاقة؟ 

الإجابة على هذا السؤال ليست مطلقة، لأنها تعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل مثل:

  1. إذا كان لديكِ القوة لمساعدة زوجك في هذه الفترة. 
  2. إذا لم يبدأ زوجك في الإساءة إليكي لفظيًا وجسديًا. 
  3. إذا كان زوجك على استعداد لطلب المساعدة الطبية والعمل من خلالها.

وفوق ذلك، إذا كان البقاء لن يعرضك أنتِ أو أطفالك للخطر.

ما يجب فعله لمساعدة شريكك المدمن

إذا كنتِ على علاقة بمدمن ورأيتِ التأثير السلبي لحياتك بسبب إدمانه، أفضل شيء يمكنكِ القيام به هو مساعدته في الحصول على علاج احترافي، فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك خلال هذه العملية الصعبة:

  1.  الاتصال بالعائلة والأصدقاء وأخصائي التدخل أو المعالج المحترف.
  2. التحدث مع حبيبك حول مخاوفك عندما تكوني هادئة تمامََا.
  3.  ضعي حدود، دعي شريكك يعرف أنه إذا رفض طلب العلاج، لن تتمكني من تزويده بالمال أو أي شيء آخر يحتاجه من علاقتك.
  4. التزمي بحدودك مهما حدث.
  5. قبل كل شيء، ابقي هادئة، وتحلي بالصبر. 

إذا وافق الشريك على العلاج فعليكِ التواصل مع  مستشفى الهضبة لعلاج الإدمان على هذا الرقم 01154333341 والتحدث مع الطبيب وإجراء بحث حول البرامج المتاحة للعلاج والبدء في العلاج فورََا. 

الخلاصة : إدمان المخدرات يؤثر سلبََا على جميع العلاقات وخاصة العلاقات الرومانسية سواء بدأ الشخص في تعاطي المخدرات قبل العلاقة أو أثناءها، تؤثر المخدرات على الارتباط مع مرور الوقت، فالعلاقة بين مدمن المخدرات والحب علاقة معقدة، لأنه يكون المدمن في خيار بين الإدمان والحب، حينها يختار المدمن المخدرات على الحب وأي شئ آخر، لأن عند تعاطيه المخدرات، يطلق دماغه كميات هائلة من المواد الكيميائية في الدماغ لإنتاج مشاعر ممتعة للغاية. لأن هذه الأحاسيس قوية جدًا، يريد الدماغ تجربتها قدر الإمكان، مما يطغى على أي مشاعر أخرى.

ا. ندي شيحة