عادة ما يرتبط ادمان المخدرات بالنوم، لذلك دائماً مايكثر تساؤل هل متعاطي المخدرات ينام كثيراً خاصة مع ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب، وملاحظة الأهل اضطراب نوم الابن وتغير طبيعته خاصة وأن كلاً من تعاطي المخدرات، و أعراض الإنسحاب تسبب صعوبة النوم أو النوم طوال الليل. من خلال المقال سوف نتعرف على طبيعة تلك العلاقة بين المخدرات و النوم، وعدد ساعات نوم المدمن بالإضافة إلى نوع المخدرات التي تسبب النوم.. تابعونا

هل متعاطي المخدرات ينام كثيراً؟.. كم ينام المتعاطي

بالفعل، تعد كثرة ساعات النوم أحد علامات تعاطي المخدرات ولكن يتوقف ذلك على نوع المخدر الذي يتناوله المتعاطي. وبالرغم من تعدد أنواع المخدرات التي تزيد من ساعات النوم، نجد أنواع أخرى تسبب اضطراب تنظيم النوم في الدماغ ، مما يؤثر على مدى الاستغراق في النوم، ومدته. كما يعاني متعاطي المخدرات أيضًا من الأرق أثناء مرحلة الانسحاب من المخدر ، مما يزيد من شدة  الرغبة في تعاطي المخدرات مرة أخرى والانتكاسة. 

وبالتالي نجد أن العلاقة بين مدمن المخدرات والنوم تسير في اتجاهين، مثلما يؤدي تعاطي المخدرات إلى اضطرابات النوم حادة أو مزمنة ، قد تؤدي مشاكل النوم أيضًا إلى تعاطي بعض أنواع المخدرات التي تجعل المتعاطي ينام كثيراً.

لذلك لايمكن حساب كم ساعة ينام المتعاطي بشكل دقيق، فقد يلاحَظ على المدمن أنه ينام ساعات طويلة ومتواصلة قد يصل بيها الليل بالنهار دون استيقاظ او قلق، أويعاني من عدم انتظام نومه فنجده يسهر طوال الليل لتعاطي المخدرات، وينام طول النهار من أثر الإرهاق والسهر. وفي حالة تناول المنشطات يظل المتعاطي مستيقظا لفترات طويلة ويعاني من اضطرابات شديدة في النوم والأرق، يدخل بعدها ذلك الشخص من نوبة من النوم العميق بعد زوال تأثير المخدر وقضاء فترة طويلة بدون نوم.

ما نوع المخدرات التي تسبب النوم؟

تتسبب المخدرات في بعض التغيرات الكيميائية في الدماغ، مما يجعل لها تأثير مباشر على الساعة البيولوجية المسؤولة عن دورة النوم والاستيقاظ. فنجد بعض الفئات من المخدرات ما يتسبب في زيادة النوم عند التعاطي، مثل:

نوع المخدرات التي تسبب النوم

الحشيش

يؤدي تعاطي الحشيش أو الماريجوانا على زيادة النوم بشكل كبير على المدى القصير، ولكن يؤدي تعاطي الحشيش على المدى الطويل إلى التأثير السلبي على جودة النوم.

فنجد أن مدمنو الحشيش دائماً مايميلون إلى قضاء وقت أطول في النوم، ولكن بجودة أقل من الأشخاص الذين لا يستخدمون الحشيش أو يتعاطون بشكل أقل.

الكحول

يساعد تناول الكحول على الاستغراق في النوم لعدد ساعات أكثر ، ولكن تتأثر نوعية النوم بعد الشرب بشكل كبير فتصبح أقل كثيراً مما هي عليه عند التوقف عن شرب الكحوليات. كما يزيد تناول الكحول من خطر انقطاع التنفس أثناء النوم، والشخير، ورؤية الكوابيس.

المواد الأفيونية

يتسبب تعاطي المواد الأفيونية مثل الهيروين ومسكنات الألم الموصوفة طبياً (المورفين، والكودايين) بكثرة إلى الوصول إلى مرحلة الإدمان والنوم كثيراً عند التعاطي، نوم حركة العين السريعة (REM). ولكن بالرغم من ذلك، يؤدي إدمان المواد الأفيونية إلى ضعف جودة النوم، وأن انسحاب تلك المواد من الجسم يسبب اضطرابات شديدة في النوم، ويجعل النوم مطلباً صعبًا للغاية.

الكيتامين

يستخدم الكيتامين في الأساس كمخدر للاستخدام الطبي والبيطري، لذلك يؤدي تعاطي الكيتامين إلى النوم كثيراً ولكن مع ضعف جودة النوم. لذلك تؤدي نوعية النوم الرديئة إلى زيادة الرغبة في التعاطي والوصول إلى مرحلة الإدمان.

مضادات الاكتئاب

تعمل مضادات الاكتئاب على تحسين النوم على المدى القصير في وقت مبكر من العلاج مثل فلوكستبن وسيتالوبرام وباروكستين، لذلك يستخدمها البعض في علاج اضطرابات النوم مثل الذعر الليلي، حيث تزيد مضادات الاكتئاب من عدد ساعات النوم، ومدى الاستغراق في النوم ولكن يؤدي تناول جرعات متزايدة من تلك الأدوية وإساءة استخدامها على المدى الطويل في الاعتماد الجسدي عليها و الوصول إلى مرحلة الإدمان.

هذا بالإضافة إلى بعض الأدوية الأخرى التي تتسبب في زيادة عدد ساعات النوم عند إساءة استخدامها على المدى الطويل، وتشمل:

  1. أدوية السعال.
  2. أدوية الربو والحساسية.
  3. بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.

الخلاصة : بذلك تكون الإجابة عن تساؤل هل متعاطي المخدرات ينام كثيراً قد اتضحت لجميع المتسائلين عن العلاقة بين مدمن المخدرات والنوم، وأنواع المخدرات التي تسبب النوم الأكثر شيوعاً للمساعدة في اكتشاف المدمن ومحاولة مساعدته في التخلص من الإدمان والعلاج خاصة وأن اضطرابات النوم تعد من أكثر العلامات الدالة على الإدمان وتعاطي المخدرات.

ا. ايمان عمر