الترامادول هو أحد أشهر العقاقير الأفيونية التي ذاع صيتها في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من أن هذا العقار أقل في القوة من أقرانه من المواد الأفيونية الأخرى، إلا أن إساءة هذا العقار لفترات طويلة تَتَسبب في حدوث مشكلة ادمان الترامادول مما يُعرض الأشخاص لمخاطر نفسية وجسدية جسيمة، وفيما يلي نتعرف على ما هو ادمان الترامادول وأسباب انتشاره وكيف تم إساءة استخدامه وكيفية علاجه.
الترامادول هو عبارة عن عقار أفيوني يعمل على تسكين الآلام ولكن إساءة استخدامه جعلته ينتشر بين أوساط المُدمنين، لهذا سوف نتعرف أولاً على ادمان الترامادول.
ادمان الترامادول هو عبارة عن اضطراب مُزمن يَحدث نتيجة إساءة استخدام عقار الترامادول، ويُعاني فيه الشخص من حاجة مُلحة وقهرية لتعاطي هذا المُخدر، ما يَدفعه للسعي الدائم للحصول عليه بطرق غير شرعية، وفي حالة فشل الشخص في الحصول على المُخدر، وتعاطي الجرعة المَطلوبة فإن ذلك قد يَتَسبب في ظهور أعراض انسحابية، ويَرجع السبب في حدوث مُشكلة ادمان الترامادول إلى أن اساءة استخدام هذا المُخدر تَتَسبب في حدوث تغيير في كيمياء الدماغ، وفي الفقرة التالية سنعرض عليكم كيف يتم إساءة استخدام الترامادول.
قد يَقوم بعض الأشخاص بإساءة استخدام الترامادول وذلك من خلال:
يُؤدي هذه الاستخدامات إلى تَطور الاعتماد الجسدي والنفسي على هذا المُخدر، وأيضاً تطور مشكلة ادمان الترامادول، لذلك سوف نتعرف على اعراض ادمانه.
تشمل أعراض تعاطي الترامادول ما يلي:-
ولكن ماذا يحدث في الجسم بعد تناول الترامادول حتى يتسبب في وجود ادمانه، هذا ما سوف نتعرف عليه في الفقرة القادمة.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
المادة الفعالة في الترامادول هي مادة ترامادول هيدروكلوريد، وتَعمل هذه المادة من خلال الاتحاد بمستقبلات المورفين الموجودة بالدماغ والحبل الشوكي، مما يُؤدي إلى تخفيف الإحساس بالألم كما أنها تَعمل من خلال منع امتصاص الناقل العصبي السيروتونين والنور إيبينفرين، وهي نفس طريقة عمل مُضادات الإكتئاب من النوع( SNRIS)ّ، مما يُؤدي إلى زيادة مُستوى هذه النواقل بالدماغ وهذا بدوره يَلعب دوراً كبيراً في تَعزيز الشعور بالنشوة والسعادة، مما يَدفع مُستخدمي الترامادول نحو تعاطي جُرعات أعلى بالتدريج حتى الوصول إلى مَرحلة ادمان الترامادول، إذ أن تعاطي الترامادول لفترة طويلة يُؤدي إلى الوصول إلى مرحلة التأقلم أو ما يُعرف( drug tolerance)، وهي مرحلة يَشعر فيها المُتعاطي بأن الجرعة المُعتادة لا تُحدث له أي تأثير ما يَدفعه إلى زيادة الجرعة تدريجياً حتى يَصل إلى مرحلة الاعتماد أو ما يُعرف بـ( drug dependence)، إذ يَتعود الجسم على وجود المُخدر ويُصبح تعاطيه سلوكاً قهرياً لا يَستطيع المتعاطي التخلص منه وهنا يكون الشخص قد تخطي كل مراحل ادمان الترامادول، وفي حالة عدم تعاطي المُخدر تبدأ الأعراض الانسحابية للترامادول في الظهور.
وبعد أن تعرفنا على طريقة عمل الترامادول في الجسم والمادة الفعالة له، فما هو التركيب الكيميائية الموجودة داخل الترامادول الذي يُساعد المادة الفعالة في تسكين الآلام الشديدة.
حبوب الترامادول هي عبارة عن أقراص تحتوي أيضا على مادة الترامادول هيدروكلوريد وتَتَوفر في صورة أقراص فورية المفعول، وأقراص مُمتدة المفعول وتُستخدم أيضاً في المجال الطبي بحذر شديد لعلاج حالات الآلام المتوسطة والشديدة وتَتَواجد أقراص الترامادول بالأسواق بأسماء تُجارية مُختلفة ومنها:
وتَشمل مكونات حبوب الترامادول على المادة الفعالة ترامادول هيدروكلوريد والتي تَلعب دور كبيراً في فاعلية هذا الدواء إلى جانب بعض المواد الكيميائية الأخرى التي تَم ذكرها من قبل كما يَتكون الترامادول كيميائياً من
(±)cis-2-[(dimethylamino)methyl]-1-(3-methoxyphenyl) cyclohexanol hydrochloride
يَتواجد أنواع كثيرة من مُخدر الترامادول، وتَختلف هذه الأنواع على حسب الشكل الدوائي، وكذلك على حسب تركيز المادة الفعّالة وفي السياق التالي سنتعرف على أشهر أنواع الترامادول.
يَتواجد الترامادول على هيئة أشكال وتركيزات مُختلفة وتَتَمثل أنواع الترامادول فيما يلي:
.وتُعد الأقراص والكبسولات من أشهر أنواع الترامادول استخداماً، كما أنها تُعدُ من أشهر الأنواع تداولاً بين جموع المُدمنين، وذلك لسهولة الوصول عليها.
بعد ما تعرفنا على التركيب الكيميائي لـ حبوب الترامادول وأنواعه فما هو السبب في إدراج الترامادول في جدول المخدرات، هذا ما سوف نتعرف عليه في الفقرة التالية أكمل القراءة…
لقد قامت وزارة الصحة المصرية بإصدار قرار رقم 125 لسنة 2012 بإضافة الترامادول إلى أدوية الجدول الأول للمواد المُخدرة المُلحق بقانون مكافحة المُخدرات رقم 182 لسنة 1960م الجدول الرابع، وذلك نَظراً لانتشار تعاطي وادمان الترامادول بين الفئات العمرية المُختلفة، مما أدى لخسائر صحية واقتصادية ضخمة، لذا تُعدٌ مصر من أولى الدول التي قامت بوضع الترامادول جدول إذ تَم حظر استخدامه دون وصفة طبية، كما قامت الحكومة المصرية بفرض عقوبات ضخمة قد تَصل إلى حد الإعدام على الأشخاص الذين يَقومون بتهريب هذه المادة أو الاتجار بها، وذلك نَظراً لما يُمثله ادمان الترامادول من خطورة كبيرة على الموارد البشرية والإقتصادية للدولة.
كانت مصر هي أول دولة تضع الترامادول ضمن الأدوية المحظورة، لذا سنتعرف معاً على تاريخ ظهوره وأسباب انتشاره.
يُصنف الترامادول على أنه مادة أفيونية اصطناعية تَعمل على تَسكين الآلام لما تحتويه على المادة الفعالة التي لها دوراً كبيراً في تسكين الآلام، وكانت بداية الترامادول وظهوره كما يلي:
بَدأ ظهور الترامادول وانتشاره عام 1962 إذ تَم إنشاء هذا العقار من قبل شركة أدوية ألمانية مُتخصصة في علاج الألم، وقد تَم اختبار الدواء لمدة 15 عاماً في ألمانيا قبل الموافقة عليه وتقديمه إلى الأسواق الخارجية، وبالفعل قد تَم طرح هذا العقار في الأسواق الخارجية عام 1977 تحت اسم ترامال، وقد حقق هذا الدواء نجاحاً ساحقاً للشركة، إذ تَم وَصف هذا العقار على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم لتخفيف الآلام، وإلى الآن يَتم استخدام الترامادول في المجال الطبي.
يُستخدم الترامادول بحذر شديد في المجال الطبي وذلك لعلاج حالات الألم المُتوسطة والشديدة مثل الآلام الشديدة بعد إجراء العمليات الجراحية وآلام الأعصاب وآلام الأسنان والآلام المُصاحبة للسرطان، ومن استخدامات عقار الترامادول الأخرى علاج حالات الألم التي لا تَستجيب إلى المُسكنات الأخرى.
ويُستخدم بحذر شديد لعلاج هذه الحالات للأشخاص البالغين، وذلك لأنه يَعمل على مُستقبلات المورفين في الجهاز العصبي المركزي، مما يُقلل الإحساس بالألم، كما أنه يُزيد من مُستوى الناقل العصبي السيروتونين والدوبامين، مما يَعمل على تَحسين المزاج ويُزيد من الشعور بالسعادة، وعلى الرغم من الدور الفعال لهذا العقار في المجال الطبي إلا أنا إساءة استخدامه قد تُؤدي إلى الوقوع في براثن ادمان الترامادول، والذي يُعدُ من أخطر أنواع الإدمان المُنتشرة في مصر، فما هي أسباب أنتشاره ابقي معنا حتي تعرف السبب.
الأسباب المؤدية لأنتشار الترامادول في مصر
يُوجدَ العديد من الأسباب وراء انتشار ادمان الترامادول، ومن أشهر هذه الأسباب ما يلي:
وبسبب انتشار تعاطي الترامادول سوف نعرض عليكم أهم الإحصائيات التي جرت حول هذا الانتشار على مُستوى العالم في الفقرة التالية أكمل القراءة..
وفقاً لمسح 2017 الوطني حول تعاطي المُخدرات والصحة أساء ما يُعادل 6. بالمائة من سكان العالم استخدام مُخدر الترامادول، كما أفاد المسح أن حوالي 63 في المائة من الأشخاص الذين أساءوا استخدام مُسكنات الألم مثل الترامادول فعلوا ذلك لتخفيف الألم، وأن 13 بالمائة من هؤلاء الأشخاص أساءوا استخدام مُخدر الترامادول للحصول على أغراض ترفيهية ، كما تُشيرالإحصائيات العالمية إلى أن هناك أدلة مُتزايدة على تعاطي الترامادول في بعض البلدان الأفريقية وغرب آسيا، كما أنه قد تَم ضبط كميات كبيرة من هذا المُخدر في دول غرب أفريقيا، وقد تَم الإبلاغ أيضاً عن إساءة استخدام الترامادول في مصر، وغزة، والأردن، وفلسطين، ولبنان وليبيا وموريشيوس والمملكة العربية السعودية وتوغو، كما تُشير الإحصائيات أيضاً إلى أن ما يبلغ 1.6 إلى 1.8 مليون أمريكي يَقومون بإساءة استخدام وتعاطي هذا المُخدر وكل هذه الإحصائيات تُشير إلى أن تعاطي الترامادول أصبح يَغزو جميع بلدان العالم، مما أدى إلى خسائر صحية ومالية باهظة، لذا قامت معظم الدول بمنع تعاطي هذا العقار دون إشراف طبي، وقد تَم إدراجه ضمن الأدوية المُجدولة وعلى رأس هذه الدول مَصر، كما قامت المملكة العربية السعودية أيضاً بوضع الترامادول جدول، لذا دعونا نتحدث عن قصة ادمان الترامادول في السعودية.
تمت الموافقة على ترامادول للتسويق في المملكة العربية السعودية في عام 1994 م، وقد تمت تَرقيته بشكل كبير من قبل الأطباء على أنه مُكافيء للأسيتامينوفين والكودايين، ولكن مع ارتفاع نسبة ادمان الترامادول في السعودية، تم إدراج هذا العقار ضمن أدوية الجدول، والتي لا يَتم صرفها إلا بوصفة طبية.لما سببهُ الترامادول من مخاطر عديدة، وفيما يلي نتعرف على المخاطر التي يُسببها ادمان الترامادول أكمل القراءة…
يُسبب تعاطي الترامادول العديد من المشاكل الجسدية، والنفسية الجسيمة، ومن أشهر مخاطر ادمان الترامادول ما يلي:
كما قد يُسبب تعاطى الترامادول مخاطر صحية مُزمنة مثل
ولمعرفة المزيد : 10 علامات قد تؤكد اضرار الترامادول على جسمك
إلى جانب كل هذه المَخاطر فإن تعاطي وادمان الترامادول يَتَسبب في حدوث مَخاطر بالغة تُؤثر على الصحة الجنسية للرجل والمرأة ومن خلال السياق التالي سنتعرف على العلاقة بين الترامادول والجنس.
لقد أثبتت الأبحاث وجود علاقة وثيقة بين الترامادول والجنس، إذ أن تعاطي الترامادول يَتَسبب في حدوث مَخاطر بالغة الخطورة لكلا الجنسين إذ أثبتت الدراسات أن تعاطي وادمان الترامادول قد يُؤدي إلى ضعف الانتصاب، وضعف القدرة الجنسية لدى الرجال كما أنه قد يُؤدي أيضاً إلى انخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء، إلى جانب أنه قد يُؤدي إلى حدوث اضطرابات بالدورة الشهرية واضطرابات بالهرمونات الجنسية، مما يُؤثر على القدرة الجنسية والإنجابية للمرأة.
وتختلف أضرار تعاطي الترامادول من شخص لشخص وهذا يتوقف على طرق تعاطي الترامادول والتي سوف نتحدث عنها في الفقرة التالية.
قد يَقوم بعض الأشخاص بإساءة استخدام الترامادول وتعاطيه بطرق مُختلفة ومن أشهر طرق تعاطي الترامادول ما يلي:
الشفاء من الترامادول ليس أمراً صعباً كما يَعتقد البعض ، فعلى الرغم من أن ادمان الترامادول يُعدُ من أخطر أنواع الإدمان إلا أن نسب الشفاء من إدمان هذا المُخدر مُرتفعة، ولكن للوصول إلى نسب شفاء عالية لابد من وضع خطة علاجية دقيقة للغاية و ملائمة لحالة المريض، وظروفه الصحية والنفسية، وهذا بالفعل ما يقوم به مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، إذ يُوفر المركز أطباء مُتخصصين في مجال الإدمان، وذلك لتحقيق أعلى نسب شفاء من إدمان المُخدرات، ويتم علاج ادمان الترامادول في مركز الهضبة من خلال الخطوات التالية:
تَتَم هذه المرحلة تحت إشراف طبي مُتكامل، حيث يَتم التعامل مع الأعراض الانسحابية التي تَظهر على المريض بشكل طبي دقيق. ومنها التالي.
يُسبب التوقف عن تعاطي لمُخدر الترامادول العديد من الأعراض الانسحابية النفسية والجسدية ومن أشهر هذه الأعراض مايلي:
لمعرفة المزيد حول: اخطر 10 علامات جسدية لـ أعراض انسحاب الترامادول… احذرهم
حيث يَتم التعامل مع المريض من خلال استخدام بعض العلاجات النفسية المُلائمة لحالته، ومن أشهر العلاجات النفسية التي يَتم استخدامها لعلاج ادمان الترامادول في مركز الهضبة ما يلي:
ولقد أظهرت هذه الوسائل العلاجية نجاحاً ساحقاً في مُساعدة المرضى في الإقلاع عن ادمان الترامادول، والوصول إلى مرحلة الشفاء التام.
أقراء أيضاً: يمكنك الآن علاج ادمان الترامادول بطريقة مضمونة100%
إن المحتوى الذي يُقدمه مركز الهضبة يحمل رسالة إنسانية في المقام الأول هدفها رفع المعاناة عن مرضى الإدمان والاضطرابات النفسية، الذين هم في أمس الحاجة إلى مد يد العون ومساعدتهم في رفع معاناتهم بكل السبل الممكنة، وهذا المحتوى هو نتاج بحث وتوثيق دائم للمعلومات مع الوضع في الاعتبار تحديثه دوريًا وإضافة أي معلومات طبية مستجدة بعد إطلاع الأطباء المختصين عليها وتوثيقها.
ولكن وجب التنويه أن هذا المحتوى الذي بين أيدينا بكل ما يحويه من معلومات طبية مُوثقة لا يُغني أبداً عن زيارة الأطباء المُتخصصين داخل المركز، واستشارتهم في كل تفاصيل العلاج مع عمل التشخيص اللازم، لوضع خطة علاجية سليمة مبنية على أساس طبي سليم.
نعم إذ أنه قد يَكون للترامادول تأثير مباشر على الخصيتين والمبيضين، مما يُؤدي إلى انخفاض إفراز هرمون التستوستيرون، والاستروجين، كما أن الإستخدام طويل المدى قد يُؤدي إلى اعتلال الغدد الصماء المُستحثة بالأفيون، والذي يُمكن أن يُهييء المُدمنين لحالات العقم لكل من الذكور والإناث.
لقد أثبتت بعض الأبحاث أن تعاطي عقار الترامادول، قد يَتَسبب في تَحفيز الإصابة بنوبات الهوس، وهو ما يُعرف بإضطراب المزاج الناجم عن الأدوية بدلاً من الإضطراب ثنائي القطب الأساسي.
قد يُؤدي ادمان الترامادول إلى الوفاة، وذلك في حالة تناول جُرعة زائدة من هذا المُخدر خاصة لدى الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل بالقلب والجهاز التنفسي.