الافيون

اخر تحديث للمقال: February 23, 2023

الهيروين، الكودايين، المورفين، الهيدروكودون، الفنتانيل، أوكسيكودون، كلها مُشتقات لمُخدر الافيون، حيث يُعد مُخدر الأفيون المُخدر الأخطر والأوسع انتشاراً حول العالم.

ولعل ذلك يُفسر انتشار إدمان الموادالأفيونية بشكل مُخيف بين الفئات العمرية المُختلفة، إما بسبب تعاطيه بغرض ترفيهي أو إساءة استخدامه وتناوله بدون وصفة طبية.

فدعونا نتعرف في هذا المقال على مُخدر الافيون بشكل مُفصَّل، تاريخه، أشكاله واضراره.

ما هو شكل الافيون؟

يتم استخراج مُخدر الأفيون الخام من بذور نبات الخشخاش، يخرج من البذور على هيئة سائل يُشبه الحليب، ولكن عند تعرضه للهواء يتغير لونه ويبدأ في التخثر ويتحول إلى كتلة لونها بني.

يتم مُعالجة الأفيون الخام كيميائياً لتصنيع مُشتقاته بأشكالها المُختلفة، فمنها ما يكون على شكل بودرة بيضاء تُصنع خصيصاً لأغراض ترفيهية أو أدوية لها استخدامات طبية.

وبعد أن تعرفنا على شكل الأفيون، دعونا نتعرف على تاريخ الأفيون.

تاريخ الافيون

مُنذ قرون كان مُخدر الأفيون كلمة السر لعلاج جميع الامراض، حيث استُخدم كمُسكن قوي للعديد من الحالات وفي العديد من العمليات الجراحية،

وجد العلماء نقوش قديمة ترجع إلى عام 1500 قبل الميلاد تم الإشارة فيها إلى مُخدر الأفيون.

وخلال القرن الثامن الميلادي استخدمه الأطباء العرب والعالم ابن سينا خصوصاً في علاج أمراض العين و الإسهال والالتهاب في الغشاء الرئوي. 

وفي بدايات القرن التاسع عشر تم عزل المورفين من الافيون للحصول على تأثير أكثر أماناً، وتم صناعة الأدوية الشبيهة بالأفيون.

ومع حلول القرن العشرين تم إدراج العديد من الأدوية في قائمة الأدوية المحظور تداولها والخاضعة للرقابة الدولية، بسبب اكتشاف أضرارها الصحية الخطيرة عند إساءة استخدامها وتناولها بدون إشراف طبي، وكان  مُخدر الأفيون على رأس هذه القائمة.

وفي خلال الآونة الأخيرة أثبتت الأبحاث الارتباط الوثيق بين إدمان الأفيون والكورونا، حيث ارتفعت الوفيات الناتجة عن تعاطي جرعات زائدة من العقاقير الأفيونية وعلى رأسها الفنتانيل، وفسر العلماء أن هذه الوفيات نتيجة الضغط النفسي الشديد الذي عانى منه العالم خلال وباء كورونا، بالإضافة إلى الانعزال الاجتماعي الذي فُرض على سكان العالم دفع الكثيرون إلى تعاطي المواد الافيونية.

والآن بعد أن تعرفنا بإيجاز على تاريخ مُخدر الأفيون، دعونا نتعرف على تاريخ الأفيون في مصر.

تاريخ الأفيون في مصر

كان الأفيون في مصر يُعرف بأبو النوم، وكان له العديد من الاستخدامات الطبية، ومع حلول القرن التاسع عشر وتزامناً مع اكتشاف الأضرار الصحية الخطيرة للأفيون، طالبت الحكومة المصرية إدراج مُخدر الأفيون على قائمة الأدوية المحظور تداولها وبيعها في الصيدليات.

وفي عام 1926 تم العمل بالقانون رقم 18 الصادر عام 1918 والذي ينص على حظر زراعة أبو النوم أو الافيون في جميع أنحاء مصر.

وفي عام 1928 تم حظر تداوله إلا من خلال ترخيص يتم الحصول عليه من مصلحة الصحة.

أسباب إنتشار الأفيون في مصر

أسباب انتشار الأفيون في مصر فهي مُتعددة ولها عدة جوانب أهمها:

 إساءة استخدامه طبياً

حيث يتم استخدام الأفيون كمُسكن قوي في علاج حالات الألم الشديد والمُتوسط، إلا أن الكثيرين اتجهوا إلى تناوله بدون وصفة طبية، والبعض لجأ إلى استخدام وصفات طبية لأشخاص آخرين؛ لاعتقادهم أن لديهم نفس الشكوى.

بينما البعض الآخر استخدم الأفيون وفقاً لوصفة طبية بدون الالتزام بإرشادات الطبيب المُعالج سواء من حيث الجرعة أو المُدة المُحددة لتناوله. 

تناوله لأغراض ادمانية

يتجه الكثير من الشباب والمُراهقين إلى تعاطي الافيون لأغراض ادمانية بسبب تأثيره بشكل مُباشر على المُخ وعلى الجهاز العصبي المركزي، فيُعطي الشعور بالنشوة والراحة والبهجة الذي يجذب الكثير من الشباب والمُراهقين.

تعرف أكثر على أعراض تعاطي الأفيون

الافيون والعلاقة الزوجية

حيث ينتشر الاعتقاد السائد بأن الأفيون يزيد من القدرة الجنسية ويُساعد على تأخير القذف، مما دفع الكثيرون إلى استخدام الافيون في العلاقة الزوجية عن طريق دهان الأفيون للعضو الذكري، دون إدراك أضرار الأفيون الوخيمة مع مرور الوقت حيث يُؤدي إلى نتيجة عكسية مع الوقت، حيث يُسبب انخفاض في الرغبة والقدرة الجنسية ويُسبب مشاكل في الانتصاب.

ومع ظهور أضرار الأفيون الجنسية، اتجه الكثيرون إلى السؤال عن بديل الأفيون لزيادة القدرة الجنسية، وهنا انتشر استخدام الفياجرا كبديل الأفيون الأكثر أماناً لزيادة القدرة الجنسية، إلا أنه لا يجب استخدامه إلا بعد استشارة الطبيب.

 الافيون بديل الترامادول

يلجأ الكثير من الشباب والمُراهقين إلى إستخدام المُسكنات الأفيونية لأغراض ادمانية كبديل الترامادول، حيث تم فرض العديد من العقوبات وحظر تداول الترامادول وبيعه في الصيدليات، مما أدى إلى انتشار إدمان الأفيون بشكل كبير.

 خلط الأفيون

من أكثر أسباب انتشار الأفيون في مصر هي اتجاه الشباب والمُراهقين إلى خلط الأفيون مع الكحول وأنواع أخرى من المُخدرات أشهرها الحشيش؛ للحصول على مزيد من إحساس النشوة والبهجة.

 ارتفاع نسبة البطالة

أدى ارتفاع نسبة البطالة إلى انتشار إدمان المُخدرات خاصةً المواد الأفيونية؛ هروباً وانفصالاً عن الواقع.

كذلك انتشر تعاطي المواد الأفيونية مع زيادة ضغوطات الحياة والتعرض إلى التوتر النفسي والمشاكل العاطفية والاجتماعية.

ولعل أكبر شاهد على ذلك هو زيادة مُعدلات البحث عن طُرق إبطال مفعول الأفيون في البول، أو كيفية التحايل على تحليل المُخدرات، خاصةً بعد صدور قرار بفصل أي مُوظف من الجهات الحكومية والمُؤسسات الرسمية إذا تم إثبات تعاطيه للمُخدرات.

ماهي أشهر طرق تعاطي الأفيون؟

قد يُسيء البعض استخدام الأفيون لأسباب ترفيهية، ما يَدفعهم لتعاطي تلك المادة المُخدرة بطرق غير آمنة، ومن أشهر طرق تعاطي الأفيون مايلي:

تناوله عن طريق الفم

وذلك من خلال وضع قطعة صغيرة من الأفيون بالفم، وتَركها حتى الذوبان.

تدخين الأفيون

إذ أنه قد يَقوم البعض بمزج الأفيون بتبغ السجائر، ومن ثم تَدخينه وقد يَقوم البعض الآخر بمزجه بمُخدر الحشيش، وذلك للحصول على تأثير أكثر قوة.

الحقن عن طريق الوريد

وتُعدُ هذه الطريقة من أخطر طرق تعاطي الأفيون، وذلك لأنها تَزيد من خطر الوصول  إلى الجرعة الزائدة، وذلك لأن المادة المُخدرة يَتم حقنها في الدم مُباشرة، مما قد يُؤدي إلى حدوث مَخاطر جسيمة تُهدد حياة الشخص المُتعاطي. 

المزج بين الأفيون ومواد آخرى لها تأثيرات مُخدرة

مثل الماريجوانا  والميثامفيتامين و البنزوديازيبينات والكحوليات، مما يُزيد أيضاً من خطر الوصول إلى الجرعة الزائدة. 

الأفيون وتحليل المخدرات

يتم تكسير الافيون في الجسم و يخرج في البول في صورة أحادي أسيتيل المورفين، لذلك يتم الكشف عن الأفيون في البول باستخدام كارت الكشف عن المُخدرات، ويتأكد تعاطي الشخص للأفيون عند ظهور خط واحد بدلاً من خطين أمام الخانة المكتوب فيها MOP وهو اختصار mono acetyl morphine، ويتم الكشف عن الأفيون في البول حتى أربعة أيام من آخر جرعة أفيون تعاطاها الشخص.

وقد يلجأ الكثير من مُتعاطي مُخدر الافيون في البحث عن كيفية التحايل على تحليل المُخدرات، وقد يدفعهم الخوف من افتضاح أمر تعاطيهم إلى مُحاولة ابطال مفعول الأفيون في البول بأي شكل، حتى ولو أضطر الشخص إلى شرب الخل، أو تناول أدوية يُعتقد أنها مُجدية في ابطال مفعول المُخدرات في البول مثل أدوية الضغط والحبوب المُستخدمة لمنع الحمل.

إلا أن جميع هذه الطُرق غير فعالة وما هي إلا إضاعة للوقت، لذلك الطريق الأمثل والآمن لإبطال مفعول الأفيون هو التوقف عن التعاطي، والتوجه إلى مركز مُتخصص في معالجة إدمان المخدرات؛ لترميم أضرار الأفيون الوخيمة نتيجة تأثيره السلبي والمُباشر على المُخ والجهاز العصبي المركزي، فدعونا نتعرف عليه.

أضرار الأفيون

أكبر ضرر يُسببه تعاطي الأفيون هو الاعتماد النفسي والجسدي عليه، حيث يرتبط الافيون بالمُستقبلات الافيونية الموجودة في المُخ والحبل الشوكي ويُحفز إفراز الدوبامين، لذلك يُسبب تعاطي الأفيون إلى تسكين الألم والشعور بالراحة والبهجة والاسترخاء.

يدفع هذا الشعور الكثير من الأشخاص إلى تعاطي الأفيون مرة أخرى للحصول على نفس الشعور.

يُؤدي التعاطي المُنتظم للأفيون إلى تحمل الجسم لتأثيره، فبالتالي لا تُجدي الجرعة العادية نفعاً ولا تُعطي الشخص التأثير المطلوب.

لذلك يلجأ الشخص إلى تعاطي جرعات أكبر من الأفيون، حتى يصل مع مرور الوقت إلى فُقدان التحكم في تعاطي الأفيون تماماً بسبب الاعتماد الكلي على الأفيون نفسياً وجسدياً.

كذلك يُثبط الأفيون عمل الجهاز العصبي المركزي فيترتب عليه بُطء الرسائل بين المُخ والجسم، لذلك ينتج عن تعاطي الأفيون:

  1. بُطء مُعدل ضربات القلب.
  2. انخفاض في مُستوى ضغط الدم.
  3. بُطء التنفس.
  4. بُطء الإستجابة و ردود الأفعال.
  5. التحدث ببُطء.

اقرأ المزيد عن اضرار الافيون

لذلك إن كنت انزلقت رغماً عنك إلى هاوية إدمان الأفيون ولا تعرف ماذا تفعل حيال ذلك، أو ترى أعراض تعاطي الأفيون تظهر على شخص عزيز عليك، أطلب المُساعدة فوراً من مُستشفى مُتخصصة في علاج ادمان المُخدرت، ولا يجب أن تحاول علاج ادمان الأفيون في المنزل، حيث يُسبب توقف تعاطي الافيون ظهور أعراض انسحاب نفسية وجسدية شديدة تلزم الخضوع إلى عناية طبية خاصة.

لذلك أنصحك أن تطلب المُساعدة من مركز الهضبة أفضل مركز لعلاج الادمان في مصر، حيث يستخدم برنامج مُتكامل ومُطور في علاج ادمان الأفيون. فقط تواصل معنا على الرقم التالي: 01154333341

كيفية علاج ادمان الافيون

الخلاصة:- يعد مُخدر الافيون المُخدر الأخطر والأوسع انتشاراً، ومع ارتفاع حالات إدمان الأفيون، وتزايد أعداد الوفيات نتيجة تعاطي جرعات زائدة منه، ناهيك عن الأضرار النفسية والجسدية والاجتماعية الوخيمة التي تظهر بوضوح نتيجة إنتشار الأفيون، توجب علينا أن نلقي الضوء في هذا المقال على مُخدر الأفيون بشكل مُفصل حول شكله، تاريخه وأضراره.

د. رضوي نبيل

إن المحتوى الذي يُقدمه مركز الهضبة يحمل رسالة إنسانية في المقام الأول هدفها رفع المعاناة عن مرضى الإدمان والاضطرابات النفسية، الذين هم في أمس الحاجة إلى مد يد العون ومساعدتهم في رفع معاناتهم بكل السبل الممكنة، وهذا المحتوى هو نتاج بحث وتوثيق دائم للمعلومات مع الوضع في الاعتبار تحديثه دوريًا وإضافة أي معلومات طبية مستجدة بعد إطلاع الأطباء المختصين عليها وتوثيقها.
ولكن وجب التنويه أن هذا المحتوى الذي بين أيدينا بكل ما يحويه من معلومات طبية مُوثقة لا يُغني أبداً عن زيارة الأطباء المُتخصصين داخل المركز، واستشارتهم في كل تفاصيل العلاج مع عمل التشخيص اللازم، لوضع خطة علاجية سليمة مبنية على أساس طبي سليم.

الأسئلة الشائعة

ما هي أعراض انسحاب الأفيون من الجسم؟

يُسبب توقف تعاطي الافيون ظهور أعراض انسحاب شديدة، حيث تظهر أعراض انسحاب الأفيون الجسدية في صورة:  عدم الإحساس بالراحة، تقيؤ، إسهال، رعشة وإرهاق عام. أما أعراض انسحاب الأفيون النفسية فتظهر في صورة:  تهيج، نوبات، اكتئاب، رغبة مُلحة في تعاطي الأفيون، أفكار انتحارية لذلك يُمكن أن يُحاول الشخص إيذاء نفسه. لذلك يجب أن تتم عملية سحب الأفيون من الجسم في مركز طبي مُتخصص في علاج الإدمان على المخدرات.

ما هي أعراض الجرعة الزائدة من الافيون؟

عند تناول الشخص جرعات زائدة من الأفيون تظهر عليه أعراض خطيرة مثل:

تقيؤ مُتواصل.
ضيق حدقة العين.
مشاكل تنفسية.
انخفاض درجة حرارة الجسم.
شحوب الوجه.
ارتباك شديد.
ازرقاق الأطراف و الشفاه.
تحتاج أعراض الجرعة الزائدة من الأفيون إلى تدخل طبي فوري.



كم تستغرق مدة بقاء الأفيون في الجسم؟

تختلف مُدة بقاء الأفيون في جسم الشخص، فهي تختلف من شخص لآخر حيث تختلف باختلاف:

مُدة تعاطي الأفيون.
جرعات الأفيون المُتعاطاه.
الحالة الصحية للشخص.
درجة اعتماد الشخص على الأفيون سواء نفسياً أو جسدياً.
إلا أن مُدة بقاء الأفيون تبلغ في المُتوسط:

في الدم: من ١٢ إلى ٢٤ ساعة

في البول: من ٢٤ إلى ٤٨ ساعة وفي حالة الإدمان قد تصل إلى أربعة أيام.

في الشعر: ثلاثة أشهر