“من الآن لا تُفكر كثيرًا..  إليك طريقة تنظيف الجسم من الكحول في أسرع وقت لتُخطى تحليل المُخدرات بنتيجة سلبية بكل سهولة” كثيرًا ما نجد مثل هذه العبارات على برامج التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت ترويجًا لبعض أنواع الحبوب أو النباتات العشبية أو المشروبات الكيميائية للتخلص من سموم الكحول من الجسم بأسرع وقت، لكن هل حقًا ثُبت فعالية أي منها في تنظيف الجسم من الكحول، وهل هناك تجارب ناجحة بالفعل من استخدامها ؟؟، وإن كان الجواب لا، ما هي أفضل الطُرق لتنظيف الجسم من الكحول؟؟ من خلال جولتنا في هذا المقال سنُجيب على جميع التساؤلات التي تدور حول التخلص من الكحول في الجسم، لنصل إلى أسلم الطرق وأدقها والتي تختصر الوقت والمال وتحمي مُدمن الكحول من المخاطر.

ما هو مسار الكحول في الجسم؟

يبدأ مسار الكحول من الفم إلى المعدة والأمعاء الدقيقة، ولا يبقى كثيرًا فيهما لكن يُمتص القليل جارياً في الدم من المعدة والجزء الأكبر ينتقل للدم عن طريق الأمعاء الدقيقة، وبمجرد وصوله للدورة الدموية يصل إلى الدماغ ومن هنا يبدأ التأثير المُسكِر للكحول وأضراره على شارب الخمر النفسية والسلوكية والجسدية، مسار الكحول من بداية دخوله الفم إلى خروجه من الجسم يتأثر بالكمية  التي يتم تعاطيها من قِبل شارب الخمر وأيضاً تركيز الكحول في تلك الكمية، لذا فإن مدة تنظيف الجسم من الكحول تتأثر بطول مساره داخل الجسم.

هل يظهر الكحول في تحليل البول؟

بالنسبة لمن يتساءل هل يظهر الكحول في تحليل البول للتأكد من عملية التنظيف؟  خاصة عند إجراء تحليل المخدرات في المصالح الحكومية وأماكن العمل و الطُرق أثناء القيادة، فالإجابة هي نعم يظهر الكحول في تحليل البول، حيث تقوم الكُلى باستخلاص ما يقرب من 5% من الكحول الموجود في الجسم، عن طريق خروجه مع البول، لذلك تصل مُدة بقاء الكحول في تحليل البول من 12 ساعة إلى 72 ساعة.

ويُعد تحليل البول أسرع أنواع التحاليل المُستخدمة في الكشف عن تعاطي المخدرات والكحوليات، نظرًا لسهولة الحصول على العينة وسرعة ظهور الكحول في تحليل البول خلال الساعات الأولى من الشُرب، وعند استخدام عينة البول في تحليل الكحول للعسكريين وغيرهم، يكون هناك إجراءات رقابية مُشددة أثناء جمع العينة لمنع فرصة غش العينات بأي طريقة، كما أنه لا تتوقف عملية الكشف عند مرة واحدة فقط، بل يتم عمل التحليل أكثر من مرة طوال العام والتنوع بين طُرق التحاليل التأكيدية في حالة ظهور نتيجة إيجابية.

هل يظهر الكحول في تحليل الدم؟

نعم، يظهر الكحول بسهولة في تحليل الدم، لأن مُدة بقاء الكحول في الدم تصل إلى ٦ ساعات، وهو من أدق الطُرق لقدرته على تحديد النتيجة الصحيحة من أول مرة، وقدرته على تعيين التركيز المًتعاطي بالتحديد وقد يساهم أيضًا في تحديد درجة إدمان الشخص للكحول.

وبعد ما اتضح لنا  أن شُرب الكحول يظهر تأثيره ويبقي في مُختلف أجزاء الجسم، يبقى لنا معرفة طريقة تنظيف الجسم من الكحول بطريقة صحيحة ، لذا سوف نبدأ بالتحدث عن الطُرق الشائعة وحقيقة فعاليتها، ثم ننتقل إلى أفضل طريقة لتنظيف الجسم من الكحول بما يضمن خلو جسمك من السموم مع المحافظة على أمنك وسلامتك

تعرف أكثر على مدة خروج الكحول من الجسم

الحيل الشائعة لتنظيف الجسم من الكحول

معلومات عن الحيل الشائعة لتنظيف الجسم من الكحول

هناك من يعتقد أن تنظيف الجسم من الكحول يتم من خلال تنفيذ طرقاً سهلة بهدف تنظيف البول من الكحول في أسرع وقت قبل إجراء تحليل المخدرات، فهل تفلح تلك الحيل أمام تحليل الكحول؟ إليك الإجابة فيما يلي.

طريقة تنظيف الجسم من الكحول  الشائعة تعتمد على اتباع حيل لخداع تحليل المخدرات منها استبدال العينات أو إضافة الماء والصابون والمواد الكيميائية أثناء جمع العينة، وهناك من يستخدم مواد طبيعية بكثرة ظنًا أنها أسرع طريقة لتنظيف البول من الكحول مثل:

  1. الإفراط في تناول مُدرات البول مثل الشاي والقهوة.
  2.  استخدام النباتات العشبية، مثل القرفة، الزنجبيل بطحنها أو استخدام الأعواد.
  3. الأفراد في شُرب الماء للتبول عدة مرات بهدف تخفيف تركيز الكحول في البول.
  4. شُرب اللبن.

 

حول فعالية تلك الحيل لإزالة الكحول من الجسم

حقًا البول يُخرج الفضلات التي تضر بالجسم، لكن جميع الطُرق السابق ذكرها والتي تعمل على إدرار البول  لم يُجزم بها كطريقة لتنظيف الجسم من الكحول بشكل فعال لأنها تتميز بالبطئ الشديد، وبالتالي لا تؤثر في نتيجة التحليل، فضلًا عن أن الحيل السابقة التي لا تصلح في الوقت الحالي، نظرًا لاستخدام أجهزة دقيقة تكشف عن العينات المغشوشة بكل سهولة.

ضف إلى ذلك أن استخدام المواد الطبيعية يحتاج إلى تشخيص أولاً واستشارة طبيب لتفادي أي أعراض جانبية مؤذية مثل الاعتماد على طُرق الطب البديل وما تتضمنه من أعشاب، ناهيك عن أعراض انسحاب الكحول الشديدة التي تنتاب المدمن أثناء انخفاض نسبة الكحول في الدم، حتى ولو استخدم مغذي تنظيف الدم من الكحول، وتلك الأعراض غالباً ما تفوق قدرة المتعاطي، وسرعان ما تظهر الانتكاسة وتذهب مجهوداته سُدى، أو يصل الأمر إلى شرب جرعة زائدة من الكحول والوصول للتسمم الكحولي، إذاً تلك الحيل تنطوي على خطورة كبيرة ولا تأتي بأي نتيجة.

لذا لا يوجد هناك ما يُسمى حيل خادعة لتحليل الكحول في البول، أو تنظيف الدم من الكحول دون التعرض لأضرار جسيمة، فما هي إلا خرافات زائفة لغش التحاليل لا يُجنى منها إلا مضيعة الوقت.

لا تخاطر بمستقبلك وحياتك، واتبع الطُرق العلمية لتنظيف الجسم من الكحول التي لا تستغرق سوى بضعة أيام، إليك الآن أفضل طريقة لتنظيف البول من الكحول.

أفضل طريقة لتنظيف الجسم من الكحول

أفضل طريقة لتنظيف الجسم من السموم بشكل مضمون هي إدارة أعراض انسحاب الكحول داخل المُستشفيات والمراكز المُتخصصة لعلاج حالات الإدمان والمعروفة بمرحلة الديتوكس، الديتوكس هي طريقة التخلص من الكحول في البول والدم وجميع أجزاء الجسم بمنتهى الدقة مع منح المدمن أقصى درجة من الراحة والاسترخاء من خلال البروتوكول العلاجي، لذا يجب الحرص على اختيار أفضل مُستشفى لتنظيف الجسم من السموم، مثل مركز الهضبة لعلاج حالات الإدمان والطب النفسي، نظرًا لتحقيقها كافة المميزات التي تمنحها طريقة تنظيف الجسم من الكحول طبيًا، والتي منها التالي:

  1. توفير بيئة آمنة ومنظمة أثناء مرحلة الديتوكس.
  2. التشخيص الدقيق.
  3. التدخل العلاجي.. الدوائي والغذائي.
  4. السرية التامة.
  5. الوقاية من الانتكاسة من خلال الدعم النفسي
  6. المراقبة الطبية على مدار 24 ساعة.

وإليك كيفية تنظيف الجسم من الكحول من خلال الديتوكس تفصيلياً.

  راسلنا على 01154333341

خطوات الديتوكس لتنظيف الجسم من الكحول

 التشخيص

عملية التشخيص هي أساس العلاج من أي داء، والتي تتطلب أخذ التاريخ المرضى للمُدمن ومعرفة ما إذا كان يعاني من أي أمراض أو يتناول مُخدرات أخرى أم لا، ثم يتم عمل تقيماً شاملًا لحالة المُدمن من جوانب مُختلفة منها تقيم الحالة النفسية من قِبل الاستشاري النفسي، وتقييم الحالة الصحية من خلال الفحص السريري للمُدمن وعمل كافة الفحوصات من تحاليل وأشعة لتحديد الحالة الصحية العامة للمُدمن بجانب تركيز الفحص على  الكبد لما له من الدور الأساسي في استقلاب الكحول وطرد السموم من الجسم وهذا بهدف التأكد من مدى جاهزية المُدمن للبدء في البروتوكول العلاجي ووضع خطة العلاج التي تشمل على الثلاثة نقاط الهامة التالية:

  1. أدوية لإدارة اعراض انسحاب الكحول من الجسم.
  2. برنامج غذائي صحي لرفع كفاءة الجسم لطرد السموم.
  3. خطة لدعم المدمن نفسياً.

ومن ثم يتم البدء في تطبيق البروتوكول العلاجي على ثلاث خطوات طبقاً للجدول الزمني للأعراض الانسحابية للكحول كالتالي:

الخطوة الأولى

تبدأ تلك الخطوة بالتوقف عن تناول الكحول تمامًا، ومع بداية ظهور الأعراض الإنسحابية الأولية للكحول الخفيفة خلال تلك المرحلة بعد مرور (٦_٨) ساعات، يصف الطبيب الأدوية والعقاقير التي تُخفف حدة أعراض الانسحاب، لمساعدة المدمن على تخطي تلك المرحلة دون معاناة كبيرة، فمن الأعراض التي قد يواجهها المُدمن خلال تلك المرحلة القلق، رغبة في تناول الكحول، ارتفاع في ضغط الدم، التشنج وتعرق الجسم، كما يُحدد الطبيب المتخصص مغذي تنظيف الدم من الكحول والذي يشتمل على العديد من الفيتامينات التي تُساعد في رفع كفاءة الجسم لطرد السموم وزيادة إدرار البول

الخطوة الثانية

تبدأ بعد اختفاء ظهور الأعراض الإنسحابية الخفيفة، حيث يُطلق عليها خطوة الأعراض المُعتدلة حيث يعاني المُدمن من ضيق في التنفس، ارتفاع شديد في درجة الحرارة، زيادة في نبضات القلب وعدم انتظامها وتكون خلال الفترة من ١٢ إلى ٢٤ ساعة بعد آخر شُرب المُدمن للكحول، لذا يبدأ الطبيب في وصف العقاقير المُناسبة للتحكم في الأعراض المُعتدلة حتى يُلاحظ الاستقرار على المُدمن.

وعلى جانب موازي طوال فترة الديتوكس ينُبه الطبيب على فريق التمريض وخدمة المريض بتقديم بعض من الوجبات والمواد الغذائية والمشروبات التي تُساعد في ازالة سموم الكحول وترطيب الجسم وتعويضه من عناصر وفيتامينات طبيعية، على الرغم من فقدان شهية المُدمن طوال عملية التنظيف، فمن أهمها التالي:

  1. السوائل الطازجة والهامة مثل، الماء، العصائر، الثلج، المرق، الجيلاتين.
  2. الشاي الأخضر، حيث ثُبتت قدرته في تحفيز الجسم لطرد السموم.
  3.  مصادر البروتينات النباتية والحيوانية، و الابتعاد عن الدهون.
  4. مصادر فيتامين ب الطبيعية سواء كان نبات مثل الخس، البروكلي، أو حيوان مثل السلمون.

الخطوة الثالثة

هنا يُكثف الطبيب المتابعة والتوصيات لأن المُدمن بعد انتهاء فترة أعراض انسحاب الكحول المُعتدلة، مُعرض لظهور أعراض حادة بشكل مُفاجئ مثل الهلوسة، النوبات القلبية والسكتات الدماغية المُفاجئة، الحمى و الاثارة، والتي يتم التحكم فيها من خلال العقاقير والمُهدئات، إلى أن تزول تدريجياً ومع انخفاض حدتها يتم خفض جرعة الدواء، وزيادة الاهتمام بالبرنامج الغذائي والعلاج النفسي.

كم تستغرق طريقة تنظيف الجسم من الكحول مهنياً؟

تستغرق طريقة تنظيف الجسم من الكحول فترة تتراوح ما بين أسبوع إلى عشر أيام، وهي المدة التي يستغرقها الجسم لطرد الكحول ولكن يجب العلم أن المدة المُستغرقة قد تزيد وتصل إلى أربعة أسابيع حسب حالة المُدمن، وذلك لأن كل حالة تختلف عن الأخرى تبعًا للتركيز المُتعاطى من الكحول ومدة الإدمان والكمية التي يشربها المُدمن في اليوم الواحد، استجابة المُدمن للطريقة المُتبعة في التنظيف، لذا نجد أن مُدة بقاء الكحول في البول لغير المُدمنين تقل كثيرًا عن شارب الخمر مُنذ وقت طويل وبطريقة همجية.

فإذا كنت من مُدمني الكحول أو لديك من يهمك أمره وتريد خضوعه لعلاج إدمان الكحول لا تتردد في التواصل مع مركز الهضبة لعلاج حالات الإدمان والطب النفسي على 01154333341 عبر الواتس اب، وسوف تأخذ بيدك إلى طريق الأمن والسلامة النفسية والجسدية.

أما إذا كُنت تتساءل عن هل الخمر يبقي في الجسم 40 يوم؟ فالإجابة هي نعم وأكثر من ذلك.. يبقى الخمر في بعض أجزاء الجسم مثل الشعر لأطول فترة حيث تصل مُدة بقاء الكحول في الشعر ٩٠ يومًا، ولكن يختفي من الدم والبول في مدة أقصاها 30 يوماً كما أشرنا في الحالات الإدمانية الشديدة.

تعرف أكثر على التخلص من إدمان الكحول نهائيًا

الخلاصة:- طريقة تنظيف الجسم من الكحول حتى تُعطي نتيجة فعالة وآمنة يجب أن تكون عبر العلاج المهني المتخصص الذي لم يستغرق سوى أيام، والذي يُعرف بالعلاج الجزئي، حينها سوف تتأكد من خلو جسمك من سموم الكحول وسلبية التحليل.. واعلم أنك في تلك الحالة لم تشفَ من الإدمان إذا لا زال الإدمان مُسيطر عليك قلبًا وقالباً، لذا ننصح بإستكمال العلاج النفسي والسلوكي لمنع حدوث الانتكاسة.

د. سحر يوسف