تعد أعراض تعاطي المخدرات لأول مرة بمثابة دق ناقوس الخطر وخاصة لدى المراهقين للكشف عن اتجاه ذلك الشخص إلى تناول المخدرات، سواء كانت أعراض جسدية أو نفسية والحرص على توجيه المتعاطي إلى خطورة ما يقوم به، وضرورة تلقي العلاج المناسب في المراحل الأولية لتعاطي المخدرات، وعدم الوصول إلى مرحلة الإدمان وخسارة حياته ومستقبله.

ما هي أعراض تعاطي المخدرات لأول مرة؟

تجيب تلك الأعراض عن تساؤل ماذا يحدث عند تناول المخدرات لأول مرة، وتعمل بمثابة علامة تحذيرية للكشف عن اتجاه ذلك الشخص لتعاطي المخدرات، وضرورة مساعدته سريعاً. وتتمثل تلك الأعراض في:

أعراض تعاطي المخدرات لأول مرة

أعراض تعاطي المخدرات الجسدية

تظهر تلك الأعراض خلال ساعات قليلة من تناول المخدر، بينما تنتهي بانتهاء فاعلية المخدر وزوال تأثيره من الجسم، وتشمل:

احتقان العين

تعد من أبرز أعراض تعاطي المخدرات لأول مرة حيث يحدث احمرار شديد في العبن، وكأنها محتقنة بالدماء.

تغير الشهية

يحدث ذلك نتيجة اضطراب المعدة والشعور بالغثيان والقيء عند تعاطي المخدر، مما يؤدي إلى فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام. ويؤدي ذلك بدوره إلى الضعف والهزال، والإحساس بالتعب الشديد.

اضطرابات النوم

بجانب اضطراب الشهية، قد يعاني المتعاطي من تغير في نمط النوم تبعاً لنوع المخدر حيث قد يتسبب البعض في الأرق وعدم قدرة المتعاطي على النوم، بينما يتسبب البعض الآخر في دخول المتعاطي في نومٍ عميق. 

تغير رائحة النفس والجسم

تعد رائحة النَفس الكريهة، وتغير رائحة الجسم أحد أبرز الأعراض، و خاصة تناول الكحوليات وتعد بمثابة تأكيد لجميع من حولك عن تناولك أحد أنواع المخدرات.

الهلاوس

 المخدرات تؤثر على دماغ المتعاطي والجهاز العصبي، وانفصاله عن الواقع مؤدياً إلى الهلاوس السمعية والبصرية ورؤية الضلالات وعدم التمييز بين الواقع والخيال. هذا إلى جانب فقدان التوازن والضعف التنسيق وفقدان الوعي والإدراك الكافي بما يدور حوله.

أعراض تعاطي المخدرات النفسية

يؤثر تعاطي المخدرات لأول مرة تأثيراً كبيراً على نفسية المتعاطي، مسبباً ظهور بعض الأعراض المؤكدة لتناول المخدرات، وتشمل:

  1. التقلبات المزاجية الحادة والمفاجئة.
  2. التهيج ونوبات الغضب، والعصبية الزائدة.
  3. تغير غير مبرر في شخصية المتعاطي.
  4. زيادة القلق والخوف والارتباك.
  5. الإصابة بجنون العظمة بدون سبب محدد.

أعراض تعاطي المخدرات السلوكية

تظهر بعض العلامات السلوكية على المتعاطي والتي تؤكد اتجاهه إلى تناول المخدرات، بالإضافة إلى عدم قدرة المتعاطي على مداراة الأمر والتحكم في سلوكه، وتتمثل في:

  1. إهمال العمل والغياب كثيراً.
  2. العدوانية، وتغير سلوك الفرد للأسوء.
  3. العزلة، وعدم الاهتمام بالتجمعات أو إبداء الرأي.
  4. عدم الحرص على ممارسة الهوايات المفضلة.

أعراض تعاطي المخدرات عند المراهقين

تعد فترة المراهقة من أكثر الفترات التي تؤثر على شخصية الفرد وتدفعه لتجربة أشياء كثيرة مختلفة نظراً لاختلاف مقاييس فهم ورؤية الأشياء لدى الفرد في تلك السن، ومن أبرز الأعراض للأشخاص في سن المراهقة:

  1. إهمال الدراسة، وعدم الاهتمام بالذهاب إلى المدرسة.
  2. فقدان الاهتمام بالأنشطة.
  3. تغير نمط اختيار الأصدقاء، وتبديل الأصدقاء القدامى بآخرين جدد يتشاركون معهم في تعاطي المخدرات.
  4. كثرة النوم.
  5. العدوانية والتصرفات الغير محسوبة.
  6. سيلان الأنف، ونزيف الأنف المتكرر.
  7. فقدان الوزن.
  8. العيون الدموية أو الدامعة.
  9. الاهتزازات والرعشة.
  10. كثيرة طلب المال، حتى لو عن طريق السرقة.
  11. العزلة، والكذب واختلاق الأعذار.
  12. التصرف بشكل غير مسؤول
  13. عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.

ماعدد مرات التعاطي حتى يصبح الفرد مدمنا؟

لايوجد عدد محدد لمرات التعاطي حتى يصبح الشخص مدمناً للمخدر، ولكن يختلف ذلك باختلاف نوع المخدر ومدى فاعليته و تأثيره على مدى سرعة إصابة الشخص بالإدمان. فمثلاً عند المقارنة بين الأدوية المسكنة التي تسبب الاعتماد الجسدي والكوكايين، نجد أن تطوير إدمان الكوكايين أسهل بكثير بسبب آثاره المسببة للنشوة والبهجة.

فنجد أنه من الممكن أن يحدث إدمان المخدر بعد استخدام واحد فقط مثل تعاطي الهيروين الذي يتسبب في الشعور بدرجة كبيرة من النشوة تجعل المتعاطي يتوق إلى تناوله مرة أخرى بعد استخدام واحد.

أما عن بعض الأدوية الأخرى التي قد تصل بالمتعاطي إلى حد الإدمان، يتطلب الأمر تناول العقار فترة طويلة مع زيادة الجرعات المستخدمة حتى يبني الجسم حالة من الاعتماد الكلي على الدواء وإدمانه.

علاج تعاطي المخدرات

يتمثل علاج تعاطي المخدرات بشكل صحيح في اللجوء إلى مركز علاج الإدمان لعلاج تعاطي جميع أنواع المخدرات مثل مستشفى الهضبة، حيث يوفر المركز سبل العلاج بطريقة طبية آمنة ومحترفة تصل بالمتعاطي إلى بر الأمان من خلال عدة مراحل، تشمل:

مرحلة إزالة السموم

تعد من أخطر مراحل العلاج، حيث يتوقف المتعاطي تماماً عن تناول المخدرات ويتعرض إلى مرحلة الأعراض الانسحابية بما فيها من قسوة وألم ، لذلك يتم التعامل مع المرحلة الانسحابية للمخدر بحذر وبأقل ألم ممكن بمساعدة بعض الأدوية المتخصصة في ذلك.

التأهيل النفسي والسلوكي

تأتي تلك المرحلة بعد التخلص تماماً من تأثير المخدر على الجسم، وهنا يأتي دور الطب النفسي في إعادة تأهيل المتعاطي سلوكياً ونفسياً وعودته إلى حياته الطبيعية قبل التعاطي وخروجه من العزلة إلى المشاركة المجتمعية وعودته إلى العمل أو الدراسة مرة أخرى والاهتمام بالنشاطات الاجتماعية.

قد يهمك : خطوات التعافي من الإدمان

المتابعة المستمرة

حتى بعد انتهاء علاج تعاطي المخدرات وخروج المتعاطي من المركز، تتم متابعته باستمرار والتأكد من عودته لحياته تدريجياً واستمرار التحدث مع الأخصائي النفسي إما بشكل منفرد أو من خلال تجمعات بين أفراد يمىون بنفس الظروف، وتبادل الحوار لضمان تمام التعافي ، وعدم الانتكاسة مرة أخرى.

الخلاصة: تظهر أعراض تعاطي المخدرات لأول مرة سريعاً على المتعاطي وتكشف لمن حوله لجوئه إلى تناول المخدرات، لذلك يجب ملاحظة أي تغيرات تطرأ على سلوك الشخص وخاصة المراهقين والتعامل معها بشكل حازم وسريع لضمان عدم التمادي وعلاجه سريعاً وعدم ضياع حياته.

ا. ايمان عمر