تجارب مدمنين على الكوكايين هي قصص واقعية تكشف لنا حقيقة الإدمان الخبيثة، وكيف يمكن التعامل مع المدمن والأخذ بيده إلى طريق النجاة، قصصًا واقعية لمدمنين دفعهم الفضول وربما الاستهتار إلى تجربة المخدر ثم وقعوا في فخ الإدمان، فكيف يمكن التخلص من ذلك وكيف يمكنك معرفة المدمن وحماية ذويك من هذا الخطر، تابع معنا هذا المقال.
القصة الأولى: تعاطيت الكوكايين وندمت
أنا محمود مررت بأزمة نفسية كبيرة إثر تعرض أخي التوأم لحادث سير فقد بسببه حياته، كانت صدمة حقيقية عانيت فيها الاكتئاب وانعزلت عن الدنيا وما فيها وانقطعت عن أصدقائي، وفي يوم جاء أحدهم إلى المنزل، وأصرت والدتي على الخروج معه بسبب حالتي النفسية السيئة.
ذهبت معه إلى منزل أحد أصدقائنا حيث يجتمع هناك كل المجموعة يوم الجمعة، وعندما وجدوني أدخل برفقة محمود صديقي وحالة الحزن مسيطرة علي، قام أحدهم بإعطائي سيجارة كوكايين كوسيلة للخروج من حالة اليأس التي لازمتني.
في البداية رفضت الأمر لكن إلحاحه وإصراره أنني سأشعر بالسعادة والنشاط وسأنسى كل الهموم والأحزان، جعلني أوافق وقمت بتدخين السيجارة التي جعلتني أشعر بهذه السعادة التي لن أنساها على الإطلاق، فلأول مرة منذ حادث أخي أضحك دون توقف وأشعر بالطاقة والحيوية بهذا الشكل، ومن هنا بدأت قصتي مع الكوكايين.
أصبحت أبحث عن الكوكايين باستمرار وأقوم بتدخينه للشعور بنفس لذة المرة الأولى، وفي البداية لم تلاحظ والدتي أي شيء بل كانت سعيدة لأنني أخرج وتغيرت حالتي المزاجية والنفسية، وعندما كنت أطلب منها نقودًا كانت تعطيني الكثير ظنًا منها أن ذلك يخرجني من حالة الاكتئاب.
بدأت استنشق الكوكايين يوميًا بدلًا من تدخينه حتى تحولت مشاعر السعادة ولذة أول مرة إلى الانعزال مرة أخرى عن أسرتي وفقدان شهيتي للطعام، كما عانيت سيلان الأنف المستمر، لذا بدأت والدتي تشك في الأمر وامتنعت عن إعطائي النقود، لذا بدأت أسرق مصوغاتها أو الهواتف والأجهزة الإلكترونية الموجودة بالمنزل، وعندما وقفت في وجهي دفعتها بكل ما أملك من قوة فسقطت على الأرض.
أدركت الحقيقة
هنا فقط وأنا أشاهد والدتي على الأرض تبكي أدركت أنني أصبحت مدمنًا على الكوكايين، بدأت أبكي أنا الآخر وأسرعت إليها واعتذرت منها وطلبت منها أن تساعدني على التخلص من الإدمان.
في البداية قرأت عن إمكانية العلاج في المنزل دون الاستعانة بالأطباء لكن اعراض انسحاب الكوكايين كانت شديدة لذا قررنا البحث عن أفضل مركز لعلاج الإدمان، ونصحنا أحد الأطباء المقربين لوالدتي بالتوجه إلى مركز الهضبة وهناك بدأت رحلة التعافي.
بداية جديدة في دار الهضبة
توجهنا إلى المركز وهناك استقبلنا الأطباء واستمعوا لتاريخي الكامل والأعراض لتقييم حالتي الصحية والنفسية، ومن ثم شرع الأطباء في شرح مراحل العلاج التي تبدأ بسحب سموم الكوكايين من الجسم مع استخدام أدوية علاج الكوكايين التي تشمل مضادات الاكتئاب وأدوية علاج القلق وغيرها، والتي علمت أنها تقلل أعراض الانسحاب الجسدية والنفسية وتساعد على تخطي تلك الفترة بأقل آلام ممكنة.
بعد حوالي عشرة أيام بشرنا الطبيب بأنني تخطيت سحب السموم بنجاح والآن ينبغي أن أخضع للتأهيل النفسي لمعرفة أسباب الإدمان وتفادي الانتكاس، وها أنا الآن وبعد شهرين من بدء العلاج أشعر بحالة جيدة وبداية مرحلة جديدة في حياتي، لكنني مازلت مستمرًا في العلاج النفسي وجلسات التأهيل.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
القصة الثانية: تعاطيت الكوكايين وكدت أفقد كل شيء
يبدأ كريم قصته قائلًا: أنا مدمن كوكايين ولم أتخيل يومًا أن أصل إلى تلك المرحلة، أنا زوج وأب لطفلين، أعيش حياة مستقرة بفضل عملي كمدير مبيعات في شركة مرموقة لكن لحظة ضعف واحدة غيّرت حياتي بالكامل.
البداية: تجربة مع الأصدقاء
كنت أمر بضائقة مالية ومتاعب في العمل جعلتني أفكر في الهروب من الدنيا وما فيها لذا قررت تجربة السيجارة السحرية كما قال عنها زميلي في العمل، إذ سمعتهم مرة يتحدثون عنها وعن تأثيرها السحري في رفع الحالة المعنوية وتجديد النشاط وأنهم حين يدخنوها يصبحون في سعادة وينسون ضغوط العمل.
لذا قررت التجربة وذهبت إلى زميلي طالبًا منه سيجارة واحدة أجربها ولم أكن أدرك أن هذه الجرعة الصغيرة ستضعني على طريق الإدمان، في البداية كنت أتعاطى عندما أشعر بالضغط، ثم أصبحت أعتمد عليه يوميًا للتخلص من ضغوط العمل بعد الأيام الصعبة وكنت أعتقد أنني أتحكم في الأمر، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك.
السقوط: كيف دمر الإدمان حياتي؟
مع مرور الوقت، بدأ تأثير الكوكايين يظهر على حياتي الشخصية والمهنية، فبدأت أفقد السيطرة تدريجيًا على كل شيء، فأصبحت سريع الغضب وغير قادر على التركيز تأخرت كثيرًا عن العمل، وتدهورت إنتاجيتي وبدأت زوجتي تلاحظ التغيرات وسألتني أكثر من مرة عما يحدث، لكنني كنت أهرب من المواجهة.
في أحد الأيام، تلقيت إنذارًا من مديري في العمل بسبب تكرار الأخطاء وشعرت بالخوف من أن أفقد وظيفتي، وهذا دفعني للتفكير في وضع أسرتي خاصة عندما اقتربت من ابنتي الصغيرة فهربت مني إلى أمها، وسألت نفسي حينها هل سأفقد كل شيء دفعة واحدة؟
القرار: طلب المساعدة
قررت أن أكون صادقًا مع زوجتي واعترفت لها بكل شيء، والمفاجأة أنها منحتني دعمًا لم أكن أتوقعه وبحثنا سويًا عن حلول وأفضل المراكز العلاجية، حيث وجدنا أن أفضل طريق للتخلص من الإدمان هو اللجوء إلى مركز متخصص وقررنا أن أتوجه إلى مركز الهضبة لعلاج الإدمان.
رحلتي في العلاج
يكمل كريم قائلًا علاج ادمان الكوكايين ليس سهلًا، لكنه كان ضروريًا لأكمل حياتي بشكل طبيعي، بدأت العلاج بمرحلة سحب السموم وكانت الأيام الأولى صعبة للغاية بسبب أعراض الانسحاب التي شملت القلق الشديد، الرغبة المستمرة في التعاطي، وصعوبة النوم.
لكن بفضل الأطباء ذوي الخبرة تم استخدام مجموعة من الأدوية التي ساعدتني على تخطي هذه المرحلة بأمان، وبعد أسبوعين فقط شعرت أنني أصبحت أقوى جسديًا، لكن العلاج لم ينتهِ بعد.
أثناء مرحلة سحب السموم كنت أتساءل عن المدة التي يستغرقها المخدر ليختفي تمامًا من جسمي، وأخبرني الأطباء أن مدة بقاء الكوكايين في البول تتراوح بين 3 إلى 4 أيام، ولكن التعافي النفسي والبدني يحتاج إلى وقت أطول لضمان عدم الانتكاس.
خضعت لجلسات تأهيل نفسي للتعرف على الأسباب التي دفعتني إلى الإدمان، وكيف أواجه الضغوط دون اللجوء إلى المخدرات كما تعلمت مهارات جديدة لمواجهة المشكلات وتحسين علاقتي بأسرتي وعملي.
اليوم، بعد ثلاثة أشهر من العلاج، عدت إلى عملي بحماس جديد بعد أن أخذت اجازة منه لقضاء فترة العلاج، وتحسنت علاقتي بزوجتي وأطفالي وأصبحت أشاركهم كل لحظة، أدركت أن الإدمان ليس نهاية الحياة بل يمكن أن يكون بداية لرحلة جديدة إذا قررنا التغيير.
للكاتبة/ د. غادة
قصص مدمنين على الكوكايين نستخلص منها العبرة والعظة ونتعرف على دوافع الإدمان وبعض الملامح التي تمكنك من ملاحظة وجود مدمن في منزلك، والحل الوحيد لمواجهة كل ذلك هو التوجه إلى أحد المراكز المتخصصة وطلب المساعدة في العلاج، ونرشح لكم مركز الهضبة الخبير في حل كل مشاكل الإدمان حتى المستعصي منها، حيث يمتلك فريق طبي كامل يتمتع بخبرة وكفاءة عالية، فقط تواصل معنا على الرقم التالي 01154333341 على مدار 24 ساعة.
أكتب تعليقا