بداية تجربتي مع ادمان الكيميكال كانت عندما كنت أُعاني من ضغوط نفسية وعصبية بشكل ملحوظ في فترة من حياتي فقام أحد أصدقائي بتقديم هذا السم القاتل لي، وللأسف استسلمت تمامًا للإدمان نظرًا لما كنت أعانيه من ضغوط نفسية عديدة؛ حيث قال لي صديقي أن هذا المخدر ساعده كثيرًا في تخطي وحل المشاكل التي كان يواجهها في حياته، وهذا ما دفعني لتعاطيه وانغمست قدمي في وحل إدمان المخدرات بسرعة واعتدت على تعاطي الكيميكال لكي أنسى ما أمر به من ضغوط، وسوف أحكي لكم بالتفصيل تجربتي مع إدمان الكيميكال.  سأحكي لكم عن كيفية تعاطي الكيميكال وكيف تُعد كُل طريقة من طُرق تعاطي الكيميكال خطراً في حد ذاتها، وأعراض إدمانه ومراحل علاجه والأدوية التي تُساعد في علاج إدمان الكيميكال وما حدث لي بعد التعافي من إدمان الكيميكال.

الطريقة التي كنت أتعاطي بها الكيميكال

عندما ذهبت إلى الطبيب المُتخصص سألني عن الطريقة التي كنت أتعاطى بها الكيميكال، وأخبرته أنني عادةً ما كنت أتعاطاه عن طريق التدخين وكنت أقوم بلف بودرة الكيميكال مع التبغ، ولكن هناك بعض الطرق الأخرى التي يتم تعاطي الكيميكال عن طريقها وهي تشمل:

  1. مزج بودرة الكيميكال مع الحشيش أو الماريجوانا وتدخينها.
  2. شربه كمشروب عشبي.
  3. وضعه على هيئة سائل في السيجارة الإلكترونية.

وبمرور الوقت أصبح تعاطي الكيميكال من الأشياء الأساسية في حياتي وللأسف بدأت حياتي في التدهور والانحدار؛ حيث كنت أفضل العُزلة وترك التجمعات العائلية، و أفلست بسبب شرائي الكيميكال، وفقدت وظيفتي وبدأت أعراض تناول الكيميكال في الظهور وقد شعرت زوجتي وجميع من حولي بذلك، وسأتناول معكم أهم أعراض تناول الكيميكال.

تعرف على المزيد حول مراحل ادمان الكيميكال وكيفية علاجه

الأعراض التي شعرت بها عند تناول الكيميكال

بدأت تجربتي مع ادمان الكيميكال تأخذ منحى آخر؛ حيث أنني لم أستطع التوقف عن إدمان هذا السم القاتل بل وازداد الأمر سوءً عندما بدأت أعراض تناول الكيميكال في الظهور، وقد اكتشفت بمرور الوقت خلال رحلة تجربتي مع ادمان الكيميكال أن الخسائر التي تكبدتها كانت أكثر بكثير من المكاسب بل أنه لا يوجد مكاسب أساسًا؛ حيث أنني فقدت وظيفتي وفقدت الكثير من المال وتغيرت حياتي تمامًا، وتشمل أعراض تناول الكيميكال التي شعرت بها ما يلي:

  1. استخدامي لكمية كبيرة من الكيميكال على فترات زمنية طويلة.
  2. رغبتي المُستمرة في التعاطي وعدم القدرة على التوقف أو تقليل الجرعة بالتدريج.
  3. التخلي عن جميع المسئوليات التي تقع على عاتقي من مسئوليات العمل أو المنزل أو غيرها.
  4. قلة اهتمامي بالهوايات والأنشطة التي كنت أمارسها سابقًا.
  5. فشل علاقاتي مع الأشخاص المُحيطين بي من أهل أو اصدقاء.
  6. العزلة التامة عن جميع من حولي، وتعتبر العزلة من أهم أعراض الإدمان بشكل عام؛ حيث يعزل المدمن نفسه جسديًا وروحيًا وهذا يجعل المدمن رافضًا للواقع بشكل مُبالغ فيه.
  7. ازدادت علامات الخمول لديّ والبطء في الكلام.
  8. الشعور المُستمر بالصداع والدوَّار.
  9. حدوث نوبات صرع على المدى البعيد نظرًا لطول مدة الإدمان.
  10. انخفاض أو ارتفاع ضغط الدم.
  11. هلاوس سمعية وبصرية.
  12. تشوّهت أفكارى وأصبحت غير قادر على التفكير المنطقي، حتى أن الميول الانتحارية سيطرت علي.
  13. يُمكن أن يصل الأمر أيضًا لاختلال نفسي وعقلي.

وبعد ظهور كل هذه الأعراض وأكثر لم أتوقف عن إدمان الكيميكال واستمر حالي في الانحدار حتى حدث ما سأرويه عليكم الآن.

تجربتي مع تحليل الكيميكال..بداية تفكيري في العلاج

في يوم من الأيام قد عُرض عليَّ وظيفة مرموقة في أحد الشركات وقد قمت بالذهاب لإجراء المُقابلة الشخصية وفوجئت بطلب تحليل المخدرات، ولكنني كنت مُطمئن نسبيًا نظرًا لمعرفتي المُسبقة أن الكيميكال يصعب ظهوره في تحليل المخدرات وهنا كانت المُفاجئة؛ حيث تم اكتشاف تحليل مُعين للبول في عام 2010 يقوم بالكشف عن الكيميكال وللأسف ظهرت نتيجته إيجابية، فكان من الطبيعي عدم قبولي في الوظيفة وفقدت هذه الفرصة لتطوير ورفع المُستوى الاجتماعي لي ولعائلتي، وفي هذه اللحظة وبعد إدراكي لكم الخسائر التي تعرضت لها بدأت في التفكير الجاد للبدء في رحلة الامل للعلاج من ادمان الكيميكال والشفاء التام من إدمان هذا السم القاتل.

بدأت أولًا في التفكير في علاج الإدمان من الكيميكال بنفسي وبدون مُساعدة الطبيب وقد قمت بالابتعاد عن الكيميكال لفترة ولكنني عانيت من أعراض انسحاب الكيميكال الشديدة ولم أستطع السيطرة عليها بدون التدخل الدوائي والمُساعدة الطبية، وللأسف عُدت مرة أخرى لتعاطي الكيميكال ولكن هذه المرة كانت بكميات كبيرة للغاية، وبعد فترة ليست بقليلة اتخذت قرار الدخول في مصحة لعلاج الإدمان واتجهت لـ مركز الهضبة وبدأت رحلتي في العلاج من الإدمان، وسوف أحكي لكم تجربتي في علاج إدمان الكيميكال في مرحلة العلاج بالتفصيل.

بداية التعافي من الإدمان في مركز الهضبة

شخص مريض على الكيميكال ويحكي قصته ويقول تجربتي مع الكيميكال كانت صعبة

تُعد لحظة اتخاذ قرار العلاج من إدمان الكيميكال هي نهاية تجربتي مع ادمان الكيميكال،وعندما اتخذت هذا القرار لم أجد أفضل من مركز الهضبة من أجل بدء العلاج؛ وذلك لما يمتلكه من طاقم طبي مُتكامل ومُتميز ومُدرب على أعلى مُستوى، كما أن الفريق الطبي مُلِم بجميع جوانب ومخاطر الإدمان وكيفية التعامل مع المدمن على الكيميكال بشكل احترافي نظراً لخبراتهم الطويلة والكفاءات الموجودة، وعندما ذهبت لـ مركز الهضبة قام الطبيب المُتخصص بتوضيح خطة العلاج الخاصة بي والتي تتكون من بعض المراحل التي يجب عليّ تجاوزها للتعافي التام من الإدمان، وسأقوم بشرح تجربتي في علاج الكيميكال وجميع هذه المراحل بالتفصيل فيما يلي:

مبدئيًا وقبل البدء في أي مرحلة من مراحل العلاج يقوم الطبيب النفسي المُتخصص بتأهيل المريض نفسيًا لكي يتقبل فكرة البدء في العلاج من الإدمان، وقد تستغرق مرحلة التأهيل النفسي لإقناع المدمن بالبدء في العلاج فترة زمنية ليست بقليلة وذلك حسب كل مدمن ومرحلة الإدمان التي وصل إليها، وبعد التهيئة النفسية للمدمن تبدأ بشكل تدريجي ومنتظم مراحل العلاج المُختلفة والتي تتكون من:

أولًا:- مرحلة سحب السموم من جسمي وإدارة أعراض الانسحاب

مرحلة سحب السموم تعتبر من أهم مراحل التعافي من الإدمان بشكل عام، وخلال تجربتي مع ادمان الكيميكال والتعافي من إدمانه لم أجد أفضل من مركز الهضبة في علاجي وخصوصًا في مرحلة التأهيل النفسي وسحب السموم؛ حيث يتم الخضوع لعناية طبية شاملة لإزالة جميع السموم من الجسم والسيطرة على أعراض الانسحاب المُختلفة، ويعتبر التخلص من السموم نهائيًا والإستقرار النفسي والجسدي من أهم أهداف هذه المرحلة وذلك لبدء الخضوع لباقي مراحل التعافي من الإدمان وبرامج إعادة التأهيل.

وقد كانت مُعاناتي الأكثر صعوبة التي واجهتني خلال مرحلة سحب السموم هي التعرض لأعراض الانسحاب، وهنا راودني سؤال مهم وهو “متى تنتهي أعراض انسحاب الكيميكال؟”، فأخبرني الطبيب بأهم هذه الأعراض ومتى تنتهي هذه المرحلة؛ حيث تشمل أعراض انسحاب الكيميكال ما يلي:

  1. ظهور اضطرابات في الجهاز الهضمي والشعور بالغثيان والقيء.
  2. آلام في العضلات والعظام.
  3. الرعشة وارتفاع درجة حرارة الجسم.
  4. الإرهاق والتعب الشديد.
  5. الكوابيس وأحلام اليقظة.
  6. ظهور الهلاوس السمعية والبصرية.
  7. الصداع المُستمر.
  8. اضطرابات القلق والتوتر.
  9. الاكتئاب المُزمن.

وقد وصلت لذروة هذه الأعراض خلال 4 ل 7 ايام من توقفي عن تعاطي الكيميكال، وقد أخبرني الطبيب أن هذه الأعراض ستتوقف وتختفي خلال شهر من التوقف عن الإدمان، وعندما بلغت ذروة أعراض الإنسحاب وأصبحت لا أستطيع تحملها قام الطبيب بإعطائي أدوية تساعد على ترك الكيميكال وهذه الأدوية تختلف من حالة لأخرى على حسب شدة أعراض الانسحاب التي يصل لها المدمن، أما ما يخص حالتي فقد وصف الطبيب لي بعض الأدوية المضادة للاكتئاب وبعض مُسكنات الألم وأدوية تساعد على تقليل الرغبة في العودة مرة أخرى للإدمان مثل البنزوديازيبين (benzodiazepine) مع توفير أقصى درجات الراحة المُمكنة وقال لي الطبيب أن هذه الأدوية تختلف من شخص لآخر ولا يجب استخدامها بدون إشراف طبي، وبعد نجاحي في تخطي هذه المرحلة انتقلت للمرحلة الثانية خلال تجربتي في علاج إدمان الكيميكال وهي مرحلة العلاج النفسي والسلوكي للمدمن

يُمكنك التعرف على المزيد حول الأعراض الانسحابية لمخدر الكيميكال

ثانيًا:- علاجي نفسيًا

هناك العديد من التقنيات المُستخدمة في العلاج النفسي والسلوكي للتخلص من الإدمان بشكل عام ومعالجة إدمان الكيميكال بشكل خاص؛ حيث قام طبيبي بتحديد مواعيد مُعينة لجلسات العلاج النفسي الفردي أو الجماعي وذلك لمعرفة الأسباب التي دفعتني للإدمان، أما ما يخص العلاج السلوكي فهو علاج يعتمد أولا وأخيرًا على تغيير سلوكيات المدمن الخاطئة التي كان يقوم بها والتي دفعته للإدمان، كما أن العلاج السلوكي سيقوم بتعليمك مجموعة من السلوكيات الصحيحة التي ستبقى معك دائمًا.

وخلال مرحلة العلاج النفسي والسلوكي خضعت لأحد البرامج العلاجية المُمتازة في مركز الهضبة وهو برنامج ال12 خطوة، وهذا البرنامج يعتمد على تغيير الدافع الذي يؤدي للإدمان وتحسين العلاقات الإجتماعية بين المدمن وأسرته وأصدقاؤه ومُحاولة إعادته لحياته الطبيعية مرة أخرى بصورة أفضل مما كانت عليه سابقًا، وبعد الإنتهاء من مرحلة العلاج النفسي والسلوكي خضعت لآخر مرحلة وهي إعادة التأهيل لمنع حدوث الانتكاس.

ثالثًا:- إعادة تأهيلي لمنع حدوث الإنتكاس

تستغرق هذه المرحلة وقتًا أطول من المراحل السابقة؛ حيث يتم تحديد مواعيد لزيارة الطبيب على فترات زمنية يُحددها الطبيب حسب الحالة، ويتم مُراقبة المُتعافي بدقة خارج المصحة وإبعاد أي شئ أو شخص قد ساعده سابقًا في اللجوء للإدمان، وتستمر هذه المرحلة من شهر إلى 12 شهر وذلك حسب حالة المدمن ومرحلة الإدمان التي وصل إليها، وقد استغرقت حوالي 7 اشهر في هذه المرحلة وتعافيت تمامًا من إدمان الكيميكال.

وبعد شرح تجربتي في علاج إدمان الكيميكال، سأحكي عن تجربتي بعد ترك الكيميكال وكيف تعاملت مع هذه المرحلة.

تجربتي بعد ترك الكيميكال..بداية جديدة تستحق الكفاح

تعد تجربتي مع ادمان الكيميكال من أصعب التجارب وذلك لكم الخسائر التي تكبدتها خلال فترة إدماني لهذا السم القاتل؛ حيث أنني فقدت وظيفتي وفقدت الكثير من المال وكدت أفقد زوجتي وأولادي ولولا مُساعدتهم لي لما وصلت لما أنا عليه الآن؛ لذلك أنصح أي شخص حينما يعرف بإدمان شخص عزيز عليه ألا يتركه وحيدًا بل يُساعده ويُحاول إقناعه للذهاب والبدء في رحلة العلاج سريعًا لتقليل الخسائر قدر الإمكان.

كما أنصح بعد تجربتي مع ادمان الكيميكال بضرورة اللجوء للطبيب أثناء العلاج والذهاب لمصحة نفسية لعلاج الإدمان، ولن تجدوا أفضل من مركز  الهضبة؛ حيث يقوم طاقم العمل بتوفير كافة سُبل الراحة للمريض لمُساعدته على الشفاء من الإدمان تمامًا، كما أنصح أيضًا بعد تجربتي مع ادمان الكيميكال بضرورة المتابعة مع الطبيب بعد التعافي من الإدمان والابتعاد تمامًا عن الأماكن والأشخاص الذين قاموا بالمُساعدة على الدخول في دائرة الإدمان منذ البداية.

الخلاصة:- تجربتي مع إدمان الكيميكال ليست التجربة الوحيدة، فهناك العديد من التجارب التي تدعو للتفاؤل والأمل لبدء العلاج والتخلص من الإدمان نهائيًا، وقد قمت بطرح جميع جوانب تجربتي مع إدمان الكيميكال من كيفية تعاطيه وأعراض إدمانه وكيفية التعافي والشفاء من إدمانه، أتمنى أن تكون تجربتي دافعًا لبدء رحلة الأمل لكثير من الناس.

الكاتبة: أ. منار