لقد كانت تجربتي مع الترامادول تجربة قاسية، ومريرة للغاية ولكن على الرغم من قسوتها إلا أنها قد لقنتني درساً مليئاً بالعبر والمواعظ التي كانت سبباً في تغيير أفكاري ومعتقداتي الخاطئة فأحياناً ما تَقسو علينا الحياة، كي تَُخبرنا أن الطريق الذي نَسلكه هو الطريق الخاطيء، وأنه يَجب علينا أن نُغير المسار كي نَنجو بِحياتنا، ونستطيع العيش بسعادة.
محتويات المقال
كيف بدأت تجربتي مع الترامادول
لقد بدأت تجربتي مع ادمان الترامادول حين أخبرت صديقتي بالظروف الصحية والنفسية العصيبة التي كنت أَمرُّ بها، فأنا أم لأربعة أطفال، وأُعاني من آلام مُزمنة في الظهر وقد ألقى زوجي المَسؤولية كُلها على عاتقي فقد تَخلى عني وعن أطفاله، ولم يَكترث إلَّا لنفسه فقد كان يَعمل من أجل الحصول على المال الذي يُمكنه من شرب الخمر، وتعاطي المُخدرات، وكأنه لا يَحمل مَسؤولية أسرة تَحتاج إلى طعام وشراب ومَلبس، وغير ذلك من الأمور الحياتية الضرورية فقد عُشت أنا وأطفالي حياة عصيبة، لذا قررت الذهاب إلى العمل، وبالفعل بدأت في البحث عن عمل فقد كنت أخرج من البيت في تمام السادسة صباحاً، وأعود في الثانية أو الثلاثة ظهراً ودون راحة أعود كي أقوم بأعمالي المنزلية ثم أجلس للعمل على ماكينة الخياطة طوال الليل، وبعد فترة من الوقت بدأت آلام الظهر التي كنت أعُاني منها تَشتد، وبدأت حالتي الصحية تَتَدهور، حتى أخبرتني صديقتي أن الترامادول سيكون الحل السحري لكل ذلك وبالفعل بدأت في تعاطي الترامادول يَومياً لتسكين الألم، حتى وصلت إلى مرحلة أنني لا أستطيع التخلي عنه، فقد وقعت في براثن إدمانه وقد تَسبب ذلك في مُعاناتي من العديد من الأضرار الصحية والنفسية، التي فاقت في شدتها تلك الآلام التي كنت أُعاني منها سابقاً، هكذا بدأت تجربتي مع ادمان الترامادول، وهكذا تَبدأ تجارب مُدمني الترامادول حسبما قرأت عندما قررت العلاج من الإدمان، إذ أنها تبدأ بمُعاناة لتُلقي بهم في مُعانه أكبر وأشد.
ومن خلال سياق الفقرة التالية سأخبركم بأشهر الأضرار الصحية والنفسية والسلوكية التي تَعرضت لها أثناء تَجربتي مع ادمان الترامادول، حتى تكونوا على بيّنة لمخاطر ذلك المخدر الأفيوني، لعل ما سأسرده يُنقذ شخصاً ما.
أهم الأضرار الصحية والنفسية والسلوكية التي تَعرضت لها أثناء تجربتي مع الترامادول
لقد كانت تَجربتي مع ادمان الترامادول من أصعب التجارب التي مَررت بها فقد تَعرضت خلال هذه الفترة للعديد من المشاكل الصحية إذ أصبحت أُعاني من:
- غثيان وتقيؤ.
- دوخة.
- إمساك شديد.
- ضعف بالعضلات.
- قلة الطاقة.
- تليف الكبد وذلك بسبب استخدامي للترامادول لفترات طويلة، و بجرعات كبيرة.
وإلى جانب كل أضرار الترامادول على الجسم، فإنني قد تَعرضت للعديد من الأضرار النفسية ومنها:
- التقلبات المزاجية الحادة.
- الشعور الدائم بالقلق.
- الهلوسة.
- الإكتئاب.
كما أنه قد أثر إدماني للترامادول على سلوكياتي، وتصرفاتي إذ دفعني إدمان ذلك المُخدر اللعين للقيام بتصرفات وسلوكيات لم أتوقع يَوماً أني قد أقوم بها، ومن هذه السلوكيات مايلي:
- الكذب.
- العصبية.
- سرقة الأموال من زملائي في العمل من أجل شراء الترامادول.
- إهمال أسرتي وأطفالي مما أدى إلى تدهور مستواهم الصحي والتعليمي والاجتماعي.
لمعرفة المزيد: 10 علامات قد تؤكد اضرار الترامادول على جسمك
ولكن تعرضي لكل هذه الأضرار كان بمثابة دافع كبير لي للبحث عن حل فعّال لمعالجة الإدمان والتخلص من سيطرة ذلك المُخدر اللعين لذا قررت البحث عن أفضل مراكز علاج الإدمان في مصر، وبالفعل تَوصلت إلى أن مركز الهضبة ، ويُعَدُ هذا مركز على قمة المراكز العلاجية المُتخصصة في علاج الإدمان، لذا قمت بالتواصل مع المُستشفي، وبالفعل ذهبت لذلك الصرح الطبي العريق حيث بدأت رحلتي في علاج ادمان الترامادول، وإليكم تفاصيل هذه الرحلة في السياق التالي.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
كيف تخلصت من ادمان الترامادول؟
تُعدُ تَجربتي في علاج الترامادول من أهم التجارب والتحديات الصعبة التي واجهتها، ولكن على الرغم من ذلك فإنني قد استطعت خوضها والتغلب عليها، وقد تَحول ذلك التحدي العصيب من عقبة كبيرة في طريقي إلى حافز ودافع كبير يَدفعني نَحو مواجهة تحديات الحياة، فقد زادت ثقتي بنفسي بشكل كبير جداً بعد خوض ذلك التحدي ويَرجع الفضل في نجاح تجربتي مع علاج الترامادول إلى أنني كنت أمتلك عزيمة وإرادة قوية للتغلب على إدمان ذلك المُخدر اللعين، الذي جعل حياتي وحياة أسرتي أشبه بالجحيم، كما يَرجع الفضل الأكبر إلى مركز الهضبة ذلك الصرح الطبي العظيم الذي ساعدني كثيراً في التخلص من ادمان الترامادول، ويَتم علاج ادمان الترامادول في مركز الهضبة من خلال:
الخضوع لمرحلة التخلص من السموم أوما يُعرف بال(detox)
في هذه المرحلة يَتم تنظيف الجسم من سموم الترامادول حيث يُمنع المريض من تعاطي المُخدر، مما قد يُؤدي لظهور أعراض الانسحاب، لذا يُوفر مركز الهضبة طاقم طبي مُتكامل لمراقبة المريض، حيث يَتم التعامل مع أي أعراض انسحابية للترمادول قد تَطرأ على المريض في هذه المرحلة.
الخضوع لمرحلة العلاج النفسي
تشميل هذه المرحلة على على العديد من الأساليب العلاجية مثل:
- العلاج السلوكي المعرفي(CBT).
- التعزيز التحفيزي.
- العلاج السلوكي الأسري(FBT).
أشهر أعراض انسحاب الترامادول التي تعرضت لها أثناء تجربتي مع الترامادول

في حقيقة الأمر يَتَسبب التوقف عن تعاطي مخدر الترامادول في ظهور العديد من الأعراض الإنسحابية، وهذا بالفعل ما قد حدث معي أثناء تجربتي مع ادمان الترامادول، إذ أنه أثناء خضوعي لمرحلة التخلص من السموم، قد توقفت تماما عن تعاطي الترامادول مما أدى لتعرضي للعديد من الأعراض الإنسحابية، ولكن قد تَم السيطرة عليها بشكل دقيق للغاية من قبل أطباء مركز الهضبة، وقد تخطيت هذه المرحلة بسلام تام، ومن أشهر الأعراض الإنسحابية للترامادول التي قد تعرَّضت لها أثناء تجربتي مع ادمان الترامادول ما يلي:
- أرق شديد.
- عرق غزير.
- إسهال وغثيان وقيء.
- فقدان الشهية.
- أوجاع وآلام في العضلات والمفاصل.
- مغص شديد.
- نوبات هلع وبارانويا وذعر.
- ارتباك وهذيان.
- اكتئاب.
لمعرفة المزيد عن: اخطر 10 علامات جسدية لـ أعراض انسحاب الترامادول… احذرهم
متى انتهت أعراض انسحاب الترامادول وكم مدة التعافي منه؟
متى تنتهي أعراض انسحاب الترامادول وكم مدة التعافي من الترامادول؟ تُعدُ هذه الأسئلة من أشهر الأسئلة الرائجة على ألسنة الأشخاص المُدمنين وذويهم، ولكن من خلال تجربتي في علاج الترامادول تَوصَّلت إلى أن أعراض انسحاب الترامادول تمر بعدة مراحل حسب جدول زمني، قد يطول أو يمتد حسب الحالة الإدمانية وشدتها، ويأتي تدرّج أعراض الانسحاب كما يلي:
- المرحلة الأولى:- وهي أول 6-12 ساعة بعد آخر جرعة إذ تبدأ بعض علامات الإنسحاب البسيطة في الظهور مثل احمرار وسيلان العينين والأنف وآلام في الجسم.
- المرحلة الثانية:- وهي المرحلة من 1-3 أيام بعد تلقي آخر جرعة من المادة المُخدرة، وأذكر أن هذه الأيام القليلة الأولى من أصعب الأيام التي واجهتها على الإطلاق أثناء رحلة علاجي من إدمان الترامادول، إذ تكون أعراض الانسحاب في ذروتها أثناء هذه المرحلة، نظراً لأن الجسم يَتأرجح بسبب انخفاض كمية الترامادول التي قد تَعود عليها.
- المرحلة الثالثة:- وهي المرحلة من 4-7 أيام بعد آخر جرعة، وفي هذه المرحلة يكون الجسم قد تَخلص من مُعظم كمية الترامادول الموجودة به، مما يُؤدي إلى انخفاض أعراض الإنسحاب بشكل ملحوظ،، ولكن ربما قد يُعاني المريض من شعور بعدم الراحة وبعض المشاكل المعوية والتقلبات المزاجية.
- المرحلة الرابعة:- وهي فترة من 2-3 أسابيع بعد تلقي آجر جرعة من الترامادول، وفي هذه المرحلة تنتهي الآلام الجسدية، ولكن تَستمر بعض المشاكل النفسية، مثل التقلبات المزاجية والشعور بالقلق والتوتر، لذا يتم تنفيذ مرحلة العلاج النفسي للمدمن حيث يَتم التعامل مع كل هذه الإضطرابات النفسية حتى يَصل المريض لمرحلة الشفاء التام، وقد تَستغرق مرحلة العلاج النفسي فترة 3 أشهر على الأقل، ولكن قد تَزيد هذه الفترة على حسب الحالة النفسية للمريض ومدى استجابته للخطة العلاجية.
تجربتي مع تحليل الترامادول
تجربتي مع تحليل الترامادول كانت تجربة مليئة بالخوف والترقب، إذ أنني كنت أترقب الوقت الذي يَتم فيه شفائي من إدمان ذلك المُخدر، حتى أعود إلى العمل مرة أخرى فقد تَم رفضي من الوظيفة التي كنت أعمل بها حين اكتشف مُديري بالعمل أنني مُدمنه، ولكنه ترأُّفاً بحالتي النفسية والإقتصادية وَعدني بأنه يُمكنني العودة إلى العمل، ولكن بعد علاج الإدمان من المُخدرات لذا كنت أترقب تلك اللحظة بفارغ الصبر تلك اللحظة التي ساعود فيها إلى الحياة من جديد، وبالفعل قمت بإجراء تحليل الترامادول وكانت النتيجة سلبية، وفي تلك اللحظة كنت أشعر بسعادة عارمة ليس فقط لشفائي، ولكن لعودتي إلى أطفالي الذين قد عانوا معي الكثير أثناء تجربتي مع أدمان الترامادول.
من خلال تجربتي مع ادمان الترامادول قد توصلت إلى أن إدمان الترامادول هو من أخطر أنواع الإدمان التي تَحتاج إلى خطة علاجية مُحكمة من قبل أطباء مُتخصصيين، وهذا بالفعل ما يُوفره مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، إذ يُوفر المركز أطباء مُتخصصيين في علاج الإدمان، وكذلك علاج الحالات النفسية المُصاحبة له لذا من واقع تجربتي مع ادمان ذلك المُخدر أقدم نصيحة لمن وقع في براثن إدمانه بأن يُسرع بالذهاب إلى مركز الهضبة للطب النفسي ذلك الصرح الطبي الذي ساندني ودعمني كثيراً، حتى استطعت تَخطي تلك التجربة العصيبة، ووصلت إلى الشفاء التام. الكاتبة: أ. ميادة.
أكتب تعليقا