تجربتي مع الكبتاجون بدأت عندما كنت طالباً في الثانوية العامة، حيث كنت أحاول أن أوقظ نفسي طوال الليل لكي أستطيع المذاكرة لوقت أطول، حتى أصبحت أنام في وقت الحصص من شدة التعب، فنصحني صديقي بأن أتعاطى حبوب الكبتاجون لكي أصبح أكثر يقظة وطاقة طوال فترة الدراسة، وبالفعل كنت أتعاطى حبوب الكبتاجون بشكل مُنتظم، وأصبحت الجرعات تزداد يوماً بعد يوم، حتى وجدت نفسي مُدمناً على حبوب الكبتاجون ولا أملك الخيار في التوقف عن التعاطي والإدمان، مما جعلني أنهار أمام نفسي وأشعر بالضياع لأنني لم أظن يوماً أنني سأكون مُدمناً على المخدرات أو أن أتعاطاها قط، ولكن تجربتي مع الكبتاجون أثبتت لي أن طريق الإدمان أخبث مما نتصور.

سبب تجربتي مع الكبتاجون وأهم علامات التعاطي

في بداية العام الدراسي أعطيت نفسي عهداً أنني سألتزم بالدراسة والتفوق حتى أكون الأول على مدرستي في هذا العام، ولكن الإحباط والملل كان يلاحقني في كل يوم والنعاس يلازمني في وقت الدرس، مما جعلني أهبط عن المعدل الذي أردت الحصول عليه وهذا لم يعجبني، فاقترح علي صديق في المدرسة حبوب الكبتاجون وأخبرني بأنه استفاد منها على المستوى الرياضي حيث حسّنت أدائه في مباريات كرة القدم التي يخوضها في المدرسة حتى أصبح نجم الفريق الأول بسبب زيادة النشاط والتركيز الذي ينتج عن تعاطي حبوب الكبتاجون هذه، وعندما سألته عن سعر حبوب الكبتاجون لم يجبني، ولكنه فقط أعطاني علبة حبوب لأجربها، وهنا بدأت تجربتي مع حبوب الكبتاجون وأخذت حبوب الكبتاجون لأتناولها قبل البدء في الدراسة، وفعلاًَ تجربتي مع الكبتاجون كانت ناجحة في البداية،  فقد تحقق ما أتمناه وازداد نشاطي الدراسي وأصبحت متفوقاً ولكن الأمر لم يدم طويلاً، وكانت علامات تعاطي الكبتاجون كما يلي.

أولاً:- العلامات التي ظهرت عليه عندما تناولت الكبتاجون لأول مرة

كانت تشمل هذه الأعراض التالي:

  1. ارتفاع الطاقة أثناء العمل والدراسة أكثر من الحد الطبيعي.
  2. نشاط رياضي زائد عن الحد.
  3. الاستيقاظ لساعات طويلة دون تعب وعدم الحاجة للنوم.
  4. القدرة الكبيرة على التركيز.

ولكن في الجانب المظلم من تجربتي مع الكبتاجون كانت هناك علامات أخرى سيئة جداً لم أستطع منع نفسي منها ألا وهي:

ثانياً:- العلامات السلبية التي أصبتي لأول مرة

كانت تظهر عليه هذه السلوكيات والعلامات ومنها:

  1. قلة الشهية على الطعام.
  2. سلوكيات جنسية غريبة ومتغيرة.
  3. سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
  4. وضع أهداف خارقة وغير واقعية للإنجاز.
  5. توهم القوة والقدرة على فعل كل شيء.

وكل هذه السلوكيات لم أكن أفعلها أبداً قبل تعاطي الحبة الأولى أثناء تجربتي مع الكبتاجون، وهذا ما أثار قلقي.

حبة واحدة أوصلتني إلى كارثة

هذا ما لم أدركه وأنا أتعاطى حبة الكبتاجون اليومية، ومع أنني قرأت كل الأعراض الجانبية لتعاطي الكبتاجون إلا أنني لم أكترث بذلك وقلت بأنها حبة واحدة قبل الدراسة ولن تتسبب بكارثة وخاصة أنها ستساعدني في دراسة الكثير من المواد وأنا يقظ، ولكن هذه الحبة بمرور الأيام تحولت إلى حبتين فأكثر حتى أصبحت أتناول علبة كاملة في اليوم، وأدركت أنني وقعت في الفخ أثناء تجربتي مع حبوب اللجة كما يسميها الشباب، ومع مرور هذه الأيام كنت أُعاني من أعراض جانبية مؤذية جداً ومن أبرزها:

كانت هذه الأعراض تشمل:

  1. الإدمان.
  2. اتساع حدقة العين.
  3. اضطراب ضربات القلب.
  4. التنفس بسرعة.
  5. صداع شديد.
  6. الغثيان والإقياء.
  7. فقدان الشهية.
  8. سوء التغذية.

كانت تشمل هذه الأعراض ما يلي:

  1. الهلوسة.
  2. الذهان.
  3. الهيجان والعصبية.
  4. العدوانية
  5. جنون العظمة.
  6. الأوهام.

 لم أكن أعلم أن متعاطي الأبيض يُعاني كل هذه الأعراض، فقد جعلتني هذه الأعراض أنوي انهاء تجربتي مع حبوب اللجة وأفكر في الإقلاع عن الكبتاجون بشكل جدي، ولكن المُفاجئة أن ما كان ينتظرني أسوأ بكثير.

تجربتي في الإقلاع عن الكبتاجون التي انتهت بالفشل

شخص يحكي تجربتي مع علاج الكبتاجول التي كادت بالفشل

 عندما شعرت بأنني أُعاني من ادمان الكبتاجون وأريد التخلص منه، تركت الكبتاجون بدون علاج وبدأت أواجه آلاماً وأوجاعاً لم أكن أفكر أنني سأشعر بها يوماً، مما جعلني أعود للكبتاجون دون تفكير، وبدلاً من تخفيف الجرعة على الأقل، بدأت الجرعات تزداد  وتتضاعف أعراض متعاطي الأبيض معها، وبدلاً من أن أركز على دراستي ومستقبلي بدأت أركز على كيف أستطيع جلب المال وشراء المزيد من الكبتاجون لأن سعر حبوب الكبتاجون أصبح أكبر من مصروفي، وقد بدأت تظهر علي سلوكيات متعاطي الأبيض الخطيرة ومن أبرزها:

  1. أنني بدأت بسرقة الأموال من أصدقائي وعائلتي.
  2. أنني أصبحت أكذب كثيراً من أجل الحصول على الكبتاجون.
  3. أن الآلام التي أشعر بها بدأت تؤثر على قدرتي على الدراسة والتركيز.
  4. أنني أصبحت هزيلاً جداً بسبب فقدان الشهية على الطعام.
  5. أنني بدأت أرسب في الامتحانات التي كنت أتفوق بها في البداية.
  6. وأصبحت سلوكياتي المنحرفة بسبب تأثير الكبتاجون تؤثر على سمعتي في المدرسة وقد تعرضت في النهاية للفصل من مدرستي.

هذه العلامات والسلوكيات أدت إلى تدمير مُستقبلي الذي خاطرت به في تجربتي مع الكبتاجون من أجله، والآن أصبحت نادماً على كل ما فعلته، وأريد أن أعرف فقط كيف أترك الكبتاجون الذي ضيع مُستقبلي، لأنني حين تركت الكبتاجون بدون علاج وجدت تجربتي في الإقلاع عن الكبتاجون فشلاً ذريعاً وعدت بجرعات أكبر كادت أن تودي بحياتي.

أقرأ المزيد حول العلاج المنزلي لادمان حبوب الكبتاجون

الجرعة التي كادت أن تدمر حياتي

الجرعة هذه كانت جرعتي الأخيرة من تجربتي مع الكبتاجون، حيث كانت أكبر جرعة أتناولها في حياتي، والسبب في ذلك كان نيتي في الانتحار بهذه الجرعة، بسبب الألم الذي عشته بعد فصلي من المدرسة وضياع مستقبلي، تناولت عشرين حبة كبتاجون دفعةً واحدة وقد حدثت لي الكثير من الأعراض السيئة التي أوصلتني للمُعاناة من مضاعفات خطيرة ومن هذه الأعراض:

  1. آلام حادة في الصدر.
  2. تشنجات في العضلات.
  3. ارتفاع شديد للحرارة يكاد ينتهي بتلف الدماغ.
  4. اختلال في عملية التنفس.
  5. نوبة قلبية.

بعد أن انتهى الأمر بي بالتعرض لنوبة قلبية حادة، تم إسعافي مباشرةً إلى مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، وتم إنقاذ حياتي وإعطائي الأدوية المُناسبة لعلاج الجرعة الزائدة من الكبتاجون، وقد استغرق الأمر فترة من الزمن حتى استعيد عافيتي مرة أخرى، ولكن الرغبة المُلحة في الكبتاجون لم تنتهِي، لذلك فقد حان الوقت فعلياً لترك الإدمان وانهاء تجربتي مع ادمان الكبتاجون المريرة.

دور مركز دار الهضبة في التخلص من إدماني للكبتاجون

في مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان رأيت الكثير من الجدية والرقي في التعامل مع مدمني المخدرات، وشعرت بأنني سأجد العلاج والأمان في هذا المكان، وكذلك عائلتي شعرت بأنه المكان المُناسب للعلاج، فبدأت بالإجراءات لبدء تجربتي في علاج الكبتاجون في المستشفى وكانت كالتالي:

  1.  في البداية خضعت للفحوصات والتحاليل اللازمة في العلاج، وذلك من أجل معرفة كمية سموم الكبتاجون في الجسم ومدى الضرر الذي تسبب به على أعضاء الجسم.
  2. ثم أجريت مقابلة مع الطبيب النفسي الذي تحدث معي عن كل شيء أردت الحديث عنه، وقد أخبرته عن قصتي مع الإدمان كاملة وأخبرته عن اهدافي في تحقيق نسبة عالية في الثانوية العامة للالتحاق بكلية الطب ووعدني أنني سأحقق كل أهدافي إن التزمت بالعلاج.
  3. ثم ذهبت إلى غرفة مُريحة جداً ومكثت فيها حتى جاء موعدي مع الطبيب لبدء برنامج سحب سموم الأمفيتامين.
  4. ثم بدأت عملية سحب السموم من جسمي وقد كنت قلقاً جداً ومتوتراً بسبب أعراض انسحاب الكبتاجون التي سأواجهها ولكن تعامل الأطباء معي والممرضين خفف من حدة التوتر كثيراً وجعلني أتخطى هذه المرحلة بسلام.
  5. تم إعطائي أدوية وحبوب تساعد على ترك الكبتاجون موصوفة من قبل الطبيب المختص وقد ساعدت هذه الأدوية كثيراً في تخطي أعراض الانسحاب بسلام.
  6. وبعد أن أصبح جسمي نظيفاً من الكبتاجون بدأت برنامج مخصص لإعادة تهيئة جسمي الذي تضرر كثيراً من الكبتاجون وقد حرصت في هذه الفترة على التغذية السليمة وشرب المياه بكميات جيدة.
  7. وفي هذه الفترة بدأت أتلقى برامج العلاج النفسي والتي من أهمها العلاج بالكلام الذي ساعدني كثيراً، والعلاج السلوكي المعرفي (cognitive Behavioral Therapy) وقد ساعدتني هذه البرامج في استعادة ثقتي بنفسي والإقلاع عن التفكير في الإدمان.
  8. وبعد انتهاء تجربتي مع علاج الكبتاجون في مركز الهضبة، بقيت على تواصل دائم مع الأطباء للتأكد من أن حالتي أصبحت أفضل.

وهكذا انتهت تجربتي مع الكبتاجون بسلام بعد صراع مرير حتى الخلاص، وقد تعلمت الكثير من الأشياء في هذه الرحلة ومن أهم ما تعلمته هو أنني لم ولن أسمح لأحد أن يخدعني للعودة للإدمان مهما كان السبب، فكل داء له طبيب مختص يعالجه بتوفيق من الله وحده.

الفصل الأهم من قصتي، تجربتي مع تحليل الكبتاجون!:

بعد مرور عام على تجربتي بعد ترك الكبتاجون، عدت إلى مدرستي مرة أخرى متعهداً بأن أكون طالباً مُجداً وأتفوق في دراستي، وقد بدأت العام الجديد بكل حزم وإصرار، ولكن المفاجأة، أن صديقي أو ذلك الشخص الذي أودى بحياتي للإدمان، كان معي في نفس الصف، فهو أيضاً أعاد السنة الدراسية بسبب إهماله للدراسة وقضاء وقته في تعاطي المخدرات وتوزيعها على أصدقائه، ولكنني تحاشيته مطلقاً ولم أشأ التعامل معه أبداً، وأردت من صميم قلبي أن ينال جزاءه على ما فعل، وبالفعل حدث ذلك، ففي هذا العام صدر قانون في المدرسة يلزم الطلاب بعمل تحليل كشف المخدرات لمعرفة الطلاب المدمنين وحجزهم لتلقي العلاج، وقد انتهت تجربتي مع تحليل الكبتاجون بإثبات أني نظيف تماماً من الإدمان، وكذلك معظم الطلاب إلا بعضهم الذين انخرطوا في تعاطي الكبتاجون وغيره من الأدوية المُنشطة، ومن بينهم صديقي الذي دمر حياتي سابقاً، وقد نال جزاؤه فعلاً وتم فصله من المدرسة واحتجازه للعلاج من الإدمان، أما أنا فقد خرجت من الأمر بسلام. 

الخلاصة:-أرجو أن تكون تجربتي مع الكبتاجون كفيلةً بإقناع متعاطي الأبيض أو أي شخص يُريد تجربة تعاطي الكبتاجون أن هذا الإدمان لن يكون في صالحه، وسيدمر حياته ومستقبله، أما أنا فقد قررت بعد تجربتي بعد ترك الكبتاجون أنني سأدرس الطب النفسي وأكون من نخبة أطباء مصر المستقبليين لكي ألتحق بمركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان وأساعد المدمنين على العلاج والتعافي من الإدمان.

الكاتبة: أ. روان الوقاف.