العديد من الدراسات والأبحاث المتطوّرة استطاعت أن تكشف لنا عن مدة خروج الأفيون من الجسم والتي تعتمد على عوامل ومعايير متعددة، وكانت تلك الأبحاث بمثابة المدخل لكيفية التعامل مع ذلك للمخدر داخل الجسم واكتشاف عدد من الاختبارات التي لم تكن منتشرة من قبل للكشف مدة بقاء الأفيون داخل أجزاء الجسم المُختلفة، وشاع استخدام تلك الاختبارات بشكل كبير داخل العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة، فقد ساعدت على التعرف أكثر على خصائص تلك المادة المخدرة والفترة التي تتطلبها للخروج نهائياً من الجسم. 

ما المقصود بمدة خروج الأفيون من الجسم؟

المقصود بمدة خروج الأفيون من الجسم هي الفترة التي يستغرقها الأفيون داخل نظام الجسم، حيث يبقى متواجداً ومؤثراً داخل أجهزة الجسم المختلفة حتى ينتهي مفعوله وتأثيره ويتم طرد ما تبقى منه بعدها عن طريق البول أو العرق، وتعتمد مدة خروج الأفيون على العديد من العوامل ومن أهمها نصف العمر للمواد الأفيونية وهو يُشير إلى الوقت اللازم لنصف كمية المخدر لمغادرة الجسم بشكل طبيعي، فهو يُعد مقياس أساسي لمدة بقاء مخدر الأفيون في الجسم.

من أهم الأمور التي يجب معرفتها أن مدة خروج الافيون من الجسم يصاحبها بعض الأعراض والتي تسمى بـ الأعراض الانسحابية للأفيون، وهي أعراض مؤلمة ومزعجة للشخص وتُزيد حدتها كلما زادت نسبة المخدر، وهي تُعد رد فعل طبيعي للجسم وخاصة الدماغ للتكيف مع الحالة الجديدة التي يمر بها دون وجود مخدر. 

كم مدة خروج الأفيون من الجسم؟

متوسط مدة خروج الافيون من الجسم يتراوح ما بين يوم إلى 4 أيام وتلك الفترة هي في المجمل وليس لحالة محددة، ولكن يُمكننا تحديد مدة خروج الأفيون من الجسم بالتفصيل لكل حالة على حدة عن طريق عمل أربع أنواع من الاختبارات 

اختبار الدم لمعرفة مدة بقاء الأفيون في الدم

يُعطي اختبار الدم صورة دقيقة جداً للكشف عن تعاطي الأفيون، وهو الاختبار الوحيد الذي لا يحتمل الخداع فهو يضمن نتيجة فورية دقيقة، ويتم عمله بالطبع في المختبرات المتخصصة، ولكن غالباً لا يتم استخدامه في أماكن العمل لأنه باهظ الثمن وصعب التطبيق، ويُمكن من خلاله معرفة مدة بقاء الأفيون في الدم وهي كالتالي: 

  1.  مدة بقاء الأفيون في الدم عند الاستخدام البسيط قد تستمر من 6 إلى 8 ساعات وخاصة مادة المورفين.
  2. مدة التخلص من الأفيون في الدم في حالة التعاطي المتباعد تتراوح ما بين 12 ساعة إلى 24 ساعة.
  3. أما مدة بقاء الأفيون في الدم في حالة التعاطي المستمر قد تستمر إلى 4 أيام من آخر جرعة للتعاطي.

اختبار البول للكشف عن مدة بقاء الأفيون في البول

هذا النوع من الاختبارات هو الأكثر شيوعاً وذلك لسهولة تطبيقه، ولا يحتاج مختبر متخصص لاكتشاف مدة بقاء الأفيون في الجسم، لكن للأسف أحياناً يتم خداع ذلك النوع من الاختبارات بطرق غير شرعية، مع العلم أن كشف تلك الطرق الخداعية من قبَل المسؤولين أصبح أمراً سهلاً وذلك بعد انتباه أولي الامر لتلك الحيل ومعاقبة من يقوم بالتحايل.

 ويبقى تحليل البول هو الوسيلة الأساسية التي يمكن من خلالها معرفة مدة خروج الأفيون من الجسم وهي كالتالي:

  1. مدة بقاء الأفيون في البول في حالة الاستخدام البسيط قد تصل إلى يومين من آخر جرعة.
  2. مدة بقاء الأفيون في البول عند التعاطي المتباعد تستمر لفترة 4 أيام.
  3. أما عن فترة بقاء الأفيون في البول في حالة الإدمان قد  تصل إلى أسبوع أو أكثر.

مدة بقاء الأفيون في اللعاب

اختبار اللعاب أيضاً يعد من الاختبارات التي يُمكن استخدامها في كشف مدة خروج الأفيون من الجسم وتحدد فترة المخدر كالتالي:

  1. مدة بقاء الأفيون في اللعاب قد تستمر من 6 إلى 8 ساعات في حالة الاستخدام البسيط.
  2. مدة بقاء الأفيون في اللعاب في حالة ادمان الأفيون قد تصل إلى 4 أيام من آخر جرعة تعاطاها المدمن.

مدة بقاء الأفيون في الشعر

يستمر بقاء الأفيون في عينة بصيلات الشعر إلى فترة طويلة، ولذلك هو من أكثر التحليل التي يمكنها الكشف عن الأفيون لمدة شهور، فمن المعروف أن مدة بقاء الأفيون في الشعر قد تصل إلى 90 يوماً أي ما يعادل ثلاثة أشهر كاملة، وتلك هي المدة الأطول إذا ما قورنت بالاختبارات الأخرى.

ومما اتضح لنا من كل ما سبق ذكره أن الأفيون يُعد من أكثر المواد الأفيونية الشائعة التي يتم اختبار فترة بقائها في الجسم بشكل مباشر مثل الكودايين، المورفين، الهيروين، الهيدروكودون ولكل منهم نصف عمر مختلف فيما بين طويل المفعول وقصير المفعول.

مدة خروج الأفيون من الجسم كما ذكرنا مرتبطة بعدة عوامل وأهمها نصف العمر الأفيوني، معدل التمثيل الغذائي ونوع المادة الأفيونية، والجرعة التي يتعاطاها المريض وغيرها من العوامل الهامة سيتم التحدث عنها بالتفصيل فيما يلي..تابع القراءة.

تعرف على العوامل التي تُؤثر على مدة خروج الأفيون من الجسم

هناك عوامل عديدة تؤثر على مدة خروج الأفيون من الجسم وهي التي تتحكم في مدى تأثير المخدر في نظام الجسم وتتمثل في الآتي:

العوامل المؤثرة في مدة خروج الافيون من الجسم

نصف عمر الأفيون

وكما ذكرنا أن نصف العمر هو المدة التي يتم فيها التخلص من 50% من مادة الأفيون في الجسم، وهناك بالفعل اختلافات بين المواد الأفيونية فهناك مواد لها نصف عمر قصير مثل الأفيون تسمى بمواد سريعة المفعول وتكون مدة خروجها من الجسم بشكل أسرع، ومواد أخرى مثل الميثادون لها نصف عمر طويل ولذلك أصبحت مدة بقاء الأفيون في الجسم قصيرة بسبب قصر نصف عمر المادة.

معدل التمثيل الغذائي للفرد

وهي العملية التي يقوم بها الجسم بتكسير الأفيون ونقله إلى أعضاء الجسم المختلفة ثم طرد ما تبقى منه كنفايات، وتتم تلك العملية إذا تم إدخال الأفيون إلى الجسم عن طريق البلع وليس الحقن، وفي حالة وجود أي حالة طبية للفرد تدخل في تعطيل التمثيل الغذائي مثل مرض السكري أو أمراض الكلى تَطول مدة بقاء مخدر الأفيون في الجسم.

عمر الفرد

تطول مدة خروج الأفيون من الجسم في حالة تقدم السن أو مع المراحل العمرية المتقدمة والعكس صحيح.

الوزن وكتلة الجسم

يتم التخلص من الأفيون في الجسم بشكل أسرع كلما كان الوزن وكتلة الجسم أقل.

جرعة الأفيون

من المؤكد أن مقدار الجرعة تتدخل بشكل أساسي في مدة بقاء المخدر فمثلاً في حالة التعاطي الخفيف يكون التخلص من الأفيون أسهل وأسرع ومع زيادة الكمية والجرعات تُصبح مدة خروج الأفيون من الجسم أطول.

طريقة تعاطي الأفيون

في حالة تعاطي الأفيون عن طريق البلع يتم التخلص منه بشكل أسرع بالمقارنة مع تعاطيه عن طريق الحقن والذي يستمر في الدم لفترة أطول.

تكرار التعاطي

كلما زادت فترات التعاطي وتقاربت أصبح مستوى المخدر في الجسم أعلى والتخلص منه أطول. 

الصحة العامة للفرد

تتدخل بشكل كبير الصحة العامة للفرد سواء الجسدية أو العقلية على فترة خروج الأفيون من الجسم، فمثلاً أصحاب الأمراض المُزمنة مثل أمراض القلب، مرض السكري، الضغط، وأمراض الكلى والكبد قد يحتاجون إلى فترة أطول بكثير للتخلص من السموم في الجسم، أيضاً وجود مرض عقلي قد يُصعب أحياناً عملية سحب الأفيون من الجسم ويُطولها.

طريقة التخلص من الأفيون

هذا العامل هام جداً في تحديد مدة بقاء الأفيون في الجسم لأن طريقة التخلص من الأفيون تحدد مدى نجاح الجسم في طرد السموم ففي حالة سحب الأفيون في المنزل دون تدخل طبي تطول فترة بقاء المخدر ويُصبح الأمر صعباً للغاية، ولكن مع التدخل الطبي يكون بشكل أيسر وأسرع.

احذر سحب الأفيون من الجسم دون تدخل طبي

من الأمور التي يلجأ إليها البعض أحياناً محاولة التخلص من الأفيون في الجسم في المنزل دون إشراف طبي، وانتظار فترة خروج الأفيون من الجسم بدون التوجه للطبيب المختص وعمل كل الاختبارات اللازمة مما يعرض الجسم لخطر كبير، وغالباً ما يتجه المتعاطون للتخلص من الأفيون أو إبطال مفعوله في المنزل، بسبب تعرضهم في مقر العمل أو الدراسة لاختبار المخدرات وخوفهم من انكشاف أمر التعاطي والادمان.

ولذلك نود توضيح أمر هام للغاية ألا وهو الاعراض الانسحابية الخطيرة التي تُصاحب فترة خروج الأفيون من الجسم، فهي ليست بالأمر الهين أبداً ويجب وضع الشخص تحت المُراقبة الطبية المُستمرة إلا في حالات التعاطي الخفيف يُمكن حلها مع الطبيب ومُتابعة العلاج عن بُعد، ولكن في النهاية يبقى العلاج الطبي الفعّال هو الحل والذي يهتم بتسريع مدة خروج الأفيون من الجسم والذي يبدأ بسحب السموم من الجسم نهائياً مع إدارة فترة الأعراض الانسحابية والتخفيف من حدتها بالعلاج السليم.

وبالتأكيد لا يُمكن إدارة تلك الفترة إلا عن طريق مركز علاجي مُعتمد،  يُمكن من خلاله السيطرة على مدة خروج الأفيون من الجسم وإدارة تلك الفترة بجدية، وهذا ما يحدث بالضبط داخل مركز الهضبة لعلاج الادمان والتأهيل النفسي على يد نخبة من أفضل الأطباء المتخصصين الحاصلين على شهادات معتمدة في كيفية إدارة فترة سحب السموم وعلاج الادمان 

فمركز الهضبة يعد أفضل مركز علاج ادمان الأفيون في مصر.

 4 نصائح يجب اتباعها أثناء خروج الأفيون من الجسم.. في حالة التعاطي الخفيف

هناك حالة تعتري المريض أثناء خروج الأفيون من الجسم فيُصبح في حالة من الضعف العام، ويكون منهكاً جسدياً ونفسياً ولذلك وضعنا 4 نصائح هامة قد تساعد في فترة خروج المخدر من الجسم وننصح قبل اتباعها الخضوع لمسح طبي، لتحديد نسبة السموم، وضمان عدم التعرض لأعراض انسحاب خطيرة، وإليك فيما يلي نصائح المتخصصين:

  1. شرب الكثير من الماء: وذلك للمحافظة على ترطيب الجسم باستمرار لمساعدته في التخلص من السموم دون الدخول في حالة جفاف، ويمكن من خلال شرب الماء والسوائل الطبيعية بكثرة مساعدته في تلك الفترة.
  2. اتباع نظام غذائي صحي: وذلك لمد الجسم بكل ما يحتاجه من معادن وفيتامينات هامة لتلك الفترة ويمكن الاستعانة بأخصائي تغذية لوضع نظام صحي يسير عليه المريض أثناء وبعد التخلص من السموم. 
  3. الحصول على فترات نوم طبيعية: أثناء مدة خروج الأفيون من الجسم ينتاب المريض حالة من الأرق والتي تجعل فترات النوم متقطعة، ولذلك من الضروري عمل بعض تمارين الاسترخاء قبل النوم دون الاستعانة بالأدوية لمنع الدخول في التعاطي والادمان مرة أخرى، يمكن للمريض من خلال تلك التمارين أن يحصل على فترات كافية من النوم الهادئ يومياً.
  4. ممارسة الرياضة: إن ممارسة الرياضة والحصول على جسم صحي متوازن من أهم الأمور التي يحتاجها الشخص في فترة التخلص من الأفيون، ولذلك يجب ممارسة الرياضة بشكل يومي حتى وإن كانت رياضة المشي لمدة ساعة يومياُ فهي كافية جداً للحصول على جسم ذو لياقة بدنية.  
الخلاصة: تعرفنا معاً على كل ما يخص مدة خروج الأفيون من الجسم وكل العوامل التي تؤثر فيها وتتحكم في كيفية التخلص من الأفيون وطرده من الجسم، نتمنى أن نكون قد وفقنا في طرح الفكرة وإظهارها كما يجب لنَشر الوعي الطبي بين الأفراد، وتعريفهم بمدى تأثير تلك المواد المخدرة، فالحذر الحذر من محاولة التخلص من الأفيون دون استشارة الطبيب المتخصص حتى لا يقع الشخص في مشاكل صحية لا حصر لها، ونحن نرحب باستفساراتكم وتواصلكم معنا في أي لحظة على الرقم الخاص بمركز الهضبة 01154333341 إما عن طريق الاتصال المباشر أو عن طريق خدمة الواتس آب.

د. مروة عبد المنعم