إليكم أبرز قصص مدمنين متعافين من البانجو لتوضح لكم حجم الضرر الذي لحق بهم حتى تبتعدوا عن هذا المخدر اللعين أو غيره من المخدرات الأخرى، وفي نفس الوقت تعطيكم أمل في تحقيق الشفاء واستعادة الحياة الطبيعية من جديد، فالإدمان ليس بنهاية الطريق، بل هو بداية لحياة جديدة مليئة بالإرادة والعزيمة والعديد من العقبات والصعاب، ونعرض لكم خلال تلك السطور قصص واقعية لمدمنين على البانجو تحمل في طياتها العديد من التحديات التي واجهتهم وكيف تغلبوا عليها و توصلوا للتعافي التام.

حكايات متعافين من البانجو

يروي بعض المتعافين الذين تلقوا علاجهم في مركز الهضبة وتمكنوا من التغلب على الإدمان وتحقيق الشفاء التام، قصصهم مع مخدر البانجو وكيف حدث معهم الإدمان منذ البداية:

الحكاية الأولى: من الإدمان الشديد إلى التعافي التام

هذه القصة يرويها ش. ن يقول " أنا مدمن بانجو متعافي في الثلاثينات من العمر، بدأت تجربتي مع إدمان البانجو من خلال جلسات السهر مع بعض جيراني، لقد نشأت في بيئة بسيطة حيث اعتدت على السهر لمنتصف الليل مع بعض الجيران في الحي، وبالرغم من أنني أتسم بحسن الخلق والسيرة الحسنة إلا أنني وقعت في فخ الإدمان، كنت ألجأ إلى الجلوس برفقة بعض الجيران بهدف التسلية وقضاء بعض الوقت والهروب من ضغوط الحياة، فهذه الجلسات لم تكن لشيء سوى للتسلية والترفيه، وفي يوم من الأيام عرض علي أحدهم تجربة سيجارة من البانجو قائلًا " جرب يا صديقي ولو لمرة واحدة ولن تخسر شيء".

كنت أمر بفترة صعبة وضغوط نفسية كثيرة بسبب بعض المشاكل الأسرية، كنت أعتقد أنه يمكنني أن أجرب هذا الشيء وانقطع عنه بإرادتي، فأخذت منه السيجارة وقمت بتدخينها بعد ضغط وإلحاح كبير منه مؤكدًا أنها ستنقلني لعالم آخر خاليًا من المشاكل والضغوط، وبالفعل شعرت بسعادة عارمة ومزيج من الهدوء والاسترخاء مع عدم إدراك الزمان أو المكان وتحررت من كل المخاوف والضغوط النفسية، وشعرت بنشوة كبيرة ممزوجة بضحكات غير مبررة، وفقدت كامل تركيزي وإدراكي، وبعدما استفقت من هذا الشعور المذهل شعرت بشهية زائدة نحو الطعام.

لم يكن الأمر كما اعتقدت فرغبتي نحو تكرار التجربة والحصول على هذا الشعور الممتع كانت كبيرة خاصة في الأوقات التي أتعرض فيها لتحديات وضغوط نفسية، فقمت بتكرار الأمر مرارً وتكرارً وأصبحت أعتمد عليه لمواجهة الظروف الصعبة والهروب من المشاعر السلبية التي أتعرض لها بشكل مستمر، ولكن مع تكرار الاستخدام لم يعد الشعور مذهل مثل باديء الأمر وتحول إلى كابوس مزعج يهدد حياتي فبدأت أفقد شغفي واهتمامي نحو نشاطاتي اليومية كما انقطعت عن العمل وهو ما تسبب في فقدان وظيفتي، أهملت مظهري وعنايتي بنفسي ونظافتي الشخصية، أصبحت أنام لفترات طويلة و أحيانً أخرى أعاني من الأرق، القلق، التوتر، كما كنت أعاني من احمرار العينين وجفاف الفم، وتسارع ضربات القلب، وعانيت من ضعف التنسيق الحركي ومن ضعف التركيز كما أصبحت ردود أفعالي بطيئة وتصرفاتي غير منطقية.

وتدهورت علاقاتي الاجتماعية وعلاقتي بأسرتي ودخلت في حالة من العزلة والاكتئاب، كنت أبدو للوهلة الأولى أنني شخص مدمن ومضطرب نفسيًا، أصبحت أتذكر حالي قبل الإدمان وكيف تحولت إلى شخص غريب وسيء بهذا الشكل، لذا قررت التخلص من هذا الأمر وتوقفت عن الاستخدام لكنني لم أقوى على ذلك فقد تمكن الإدمان مني وأصبحت تلاحقني أعراض انسحابية قوية كلما عزمت على الإقلاع عنه، مثل الصداع الشديد، آلام الجسم، القلق، التوتر، الأرق، التعرق الشديد، وتسارع ضربات القلب، فقررت أن أطلب المساعدة من أبي وأمي وإخواني حيث قرر الجميع ضرورة خضوعي للعلاج في مستشفى لعلاج الإدمان، وقاموا باصطحابي إلى مركز دار الهضبة لعلاج الإدمان واضطرابات تعاطي المواد المخدرة.

خضعت للعلاج لفترة ليست طويلة حيث تم علاجي جسديًا ونفسيًا كما تم إعادة تأهيلي مهنيًا واجتماعيًا، وبفضل جلسات علاج إدمان البانجو والمتابعة الدورية بعد التعافي توصلت للتعافي التام واستطعت الحصول على وظيفة جديدة، وها أنا الآن أتمتع بكامل صحتي".

الحكاية الثانية: تجربة قاسية بدأت بالحزن وانتهت بالإدمان

هذه القصة تحمل عبرة لكل من سولت له نفسه أن تعاطي المخدرات حلًا للهروب من الواقع المرير، فالوقوع في فخ الإدمان هو الواقع الأمر على الإطلاق، هذه القصة لفتاة تبلغ من العمر 19 عام تقول: "تجربتي درسًا قاسيًا لن أنساه، لقد فقدت أعز صديقة بعد أن لقت حتفها إثر حادث أليم، كنت معها في سيارة واحدة إلا أنني نجوت من الحادث ولقت صديقتي مصرعها على الفور، الأمر الذي جعلني أمر بمشاعر نفسية قاتلة جعلتني ألجأ لتعاطي المخدرات للهروب من هذا الواقع المرير، إلا الأمر لم يكن على النحو المتوقع، فحبل النجاة الذي تعلقت به جعلني أسقط في بئر الإدمان الذي لم أستطع الخروج منه بمفردي، وانتهى بي الحال أن أمر بمشاكل نفسية وسلوكية وتبعات جسدية وخيمة نتيجة لتعاطي البانجو، وبفضل مساعدة أهلي تم إنقاذي وتم إيداعي بأحد بمركز دار الهضبة المتخصص في علاج الإدمان.

وبمرور الوقت توصلت للتعافي التام وعلمت جيدًا أن الإدمان حلًا مزيفًا لكل المشاكل، وأنصح جميع الشباب والمراهقين بعدم الانسياق وراء تجربة أي مخدر مهما بلغ به الأمر، فالإدمان هو أبشع وأسوأ تجربة قد يمر بها الإنسان وقد يكون قاتلًا إن لم يتم إنقاذ الأمر بشكل عاجل".

هل يمكن علاج إدمان البانجو والعودة للحياة بشكل طبيعي؟

بالطبع، يمكن علاج إدمان البانجو من خلال طلب المساعدة الطبية من مؤسسة علاجية متخصصة في علاج حالات الإدمان، ومن خلال الحصول على بروتوكول علاجي شامل ومتكامل لعلاج الآثار النفسية والجسدية والسلوكية للتعاطي والخضوع لجلسات إعادة التأهيل، يمكن العودة للحياة بشكل طبيعي واستعادة جميع المهارات والقدرات العقلية والإدراكية بشكل تدريجي، وكذلك يتم استعادة الصحة الجسدية بشكل متكامل خلال فترة العلاج، وبالنسبة للحالة النفسية فإنها تتحسن تدريجيًا بمرور الوقت حتى تتلاشى، ومن خلال الاستمرار على بعض الأدوية التي تساهم في استقرار الحالة بعد التعافي ومنع حدوث انتكاسة.

اقرأ المزيد عن : أعراض ادمان البانجو

للكاتبة/ د. مروة

هناك العديد والعديد من قصص مدمنين متعافين من البانجو، التي تخفي ورائها أبطالًا حقيقين تمكنوا من استعادة حياتهم بعد أن كاد الإدمان أن يسلبها، وبالرغم من اختلاف تلك القصص والحكايات إلا أن جميعها بمثابة العبر والدروس القاسية، فتلك القصص توجت بالنجاح والتعافي التام بالرغم من كل المصاعب والتحديات التي واجهها أبطالها، ويمكنك طلب المساعدة من مركز الهضبة للإقلاع عن البانجو وتحقيق التعافي التام مثل هؤلاء الأبطال، فقط أسرع في التواصل معنا على الرقم التالي 01154333341.