تشكل أعراض انسحاب المخدرات تحديًا حقيقيًا أمام أي محاولة للعلاج، لما تسببه من آلام عنيفة في أغلب الحالات وتغيرات مزاجية حادة، لذا فهي بمثابة العائق الأكبر في رحلة العلاج إذا لم تتم تحت الإشراف الطبي، والتي بسببها يفقد المدمن القدرة على السيطرة على تصرفاته ويصبح تابعًا للمخدر مهما كلفة الأمر من جرائم شنيعة، كل هذا وأكثر هربًا من أعراض الانسحاب المؤلمة، لكن عند التدخل الطبي يتغير الوضع ويبدأ الجسم في استقبال الأدوية المهدئة والمسكنة التي تخفف عن المتعاطي الكثير من الآلام، لذا سنتناول معًا أعراض انسحاب المواد المخدرة المختلفة ومراحل علاجها التي تقضي على وجود المخدر في حياة كل متعاطي.
ما هي أعراض المخدرات بعد تركها
عادة ما تكون أعراض الانسحاب عنيفة في أغلب المواد المخدرة والتي تتسبب في تغيرات حادة في جسد المريض وعقله، أبرزها نوبات الاكتئاب والقلق والآلام العنيفة في العظام والعضلات.
لذا سنتناول معًا أعراض انسحاب المواد المخدرة المختلفة ومتى تبدأ الأعراض الانسحابية ومتى تختفي في الجدول التالي:
اسم المخدر |
الأعراض الجسدية
|
الأعراض النفسية |
مدة الانسحاب |
الهيروين |
|
|
تبدأ الأعراض النفسية والجسدية بعد مرور 12 ساعة فقط من تناول آخر جرعة، وتستمر عادة من عدة أسابيع إلى شهر. لكن في الغالب تنتهي أبرز الأعراض الحادة والمؤلمة خلال 3 أيام فقط من تناول آخر جرعة. وبعد اسبوع تكون أغلب الأعراض المزعجة قد بدأت في الخفوت. |
غالبًا ما تكون علامات انسحاب مخدر (الكوكايين) متوسطة نسبيًا والتي من أبرزها:
|
|
تبدأ أعراض المخدرات بعد تركها في حالة إدمان الكوكايين عادةً خلال 24 ساعة من آخر استخدام للمخدر. وقد تستمر الأعراض الأكثر شدة لمدة 3-5 أيام، ويمكن أن يعاني المتعافي من بعض أعراض الانسحاب الخفيفة لفترات أطول قد تصل إلي 1-2 شهر. |
|
الحشيش |
|
لحسن الحظ لا توجد مضاعفات نفسية كبيرة للانسحاب من الحشيش. |
تستمر مدة انسحاب المخدرات من الجسم في حالة الحشيش من أسبوع إلى أسبوعين. |
كريستال ميث |
عادة ما تكون أعراض انسحاب الكريستال ميث مزعجة ولكنها لا تهدد الحياة. |
|
تظهر الأعراض عادةً خلال 24 ساعة من آخر جرعة تم تعاطيها. لكن يعد الكريستال ميث من أطول المواد المخدرة مكوثًا في جسم الإنسان مما يتطلب في كثير من الأحيان عدة أيام لظهور الأعراض الانسحابية. قد تنتهي أعراض المخدرات في حالة الكريستال ميث خلال فترة تتراوح بين 7-10 أيام، وقد تستمر لمدة 3-6 أسابيع. |
|
|
|
تبدأ أعراض انسحاب الكحول في الظهور خلال 8 ساعات بعد تناول آخر مشروب، وفي بعض الحالات قد تظهر خلال عدة أيام. بينما تستمر أشد الأعراض فترة تتراوح بين 1-3 أيام، وتستمر بعض الأعراض المزعجة الأخرى حتى عدة أسابيع. لا يعاني كل من يتوقف عن الكحول من أعراض الانسحاب، إذ تقتصر على مستخدمي المشروبات الكحولية بكميات كبيرة. |
الأمفيتامين |
|
|
يحدث للمدمن إذا لم يتعاطى أعراض الانسحاب السابق ذكرها خلال فترة تتراوح بين 3 أيام إلى أسبوع، وبعد ذلك تبدأ الأعراض الحادة في الخفوت، لكن قد تستمر بعض الأعراض النفسية أو الجسدية الخفيفة لفترة تصل إلي عدة أشهر. |
مسكنات أفيونية المفعول |
|
|
تبدأ أعراض انسحاب المسكنات الأفيونية بعد يوم أو يومين من تناول آخر جرعة، لكنها قد تستمر لمدة تتراوح بين 3-6 أسابيع. |
عادة ما تختلف فترة استمرار الأعراض الانسحابية من مريض لآخر تبعًا لعوامل مختلفة أبرزها:
- العمر.
- الصحة العامة.
- الجرعة المستخدمة.
- مدة التعاطي.
- طريقة التعاطي.
- نوع المخدر.
- دمج مواد مخدرة أخرى مع المخدر.
ملحوظة: يمكن أن يظل الهيروين في الجسم حتى يومًا ونصف عند دمجه مع عقار الميثادون، بينما في الظروف الطبيعية يمكنه أن يظل مدة لا تتجاوز 12 ساعة، وقد تستمر بعض أعراض الانسحاب الخفيفة لمدة قد تصل إلى 6 أشهر بعد الإقلاع، وفي كثير من الحالات يشعر المريض بالرغبة في التعاطي مرة أخرى بعد أن تختفي الأعراض الانسحابية، لذا نؤكد على ضرورة المتابعة الطبية والاستعداد النفسي من قبل المتعافي لمنع الانتكاس.
اقرأ المزيد عن: كيفية التعامل مع المدمن وإقناعه بالعلاج
علاج الأعراض الانسحابية للمخدرات
بعد أخذ قرار الإقلاع عن التعاطي تبدأ مرحلة سحب السموم حيث يتم منع المريض من تناول العقار نهائيًا وحينها تبدأ الأعراض الانسحابية في الظهور، ويعد تخفيف أعراض الانسحاب وعلاجها هو الهدف الرئيسي في مرحلة سحب السموم المرحلة الحيوية في علاج الإدمان، وعادة ما يعتمد مركز الهضبة في علاجه لها على اختيار بروتوكولات معتمدة عالميًا بعد إجراء الفحوصات الشاملة لتحديد الحالة الصحية للمتعاطي.
بعض المواد المخدرة تتميز بوجود عقار عاكس لمفعولها في الجسم والذي يعد مفيدًا جدًا في حالة الجرعات الزائدة، كما يمكن استخدام المسكنات والمهدئات لتخفيف الاعراض الانسحابية والآلام الناتجة عنها، وتساعد المريض في تحمل تلك المرحلة العصيبة، وأبرز ما يتم استخدامه:
- المسكنات مثل الجابابنتين.
- المنومات والمهدئات مثل البنزوديازبينات.
- باسط للعضلات مثل الريفوتريل.
- مضادات القيء مثل نبيلون Nabilone.
- مضادات الاكتئاب مثل باروكستين Paroxetine.
غالبًا ما تكون أدوية علاج الإدمان لها قابلية للإدمان لذا يجب استخدام تلك الأدوية بجرعات صارمة تحت إشراف الطبيب المختص فقط
لكي يتمكن المريض من التخلص من أعراض الانسحاب نهائيًا، يجب عليه أن يتحلى بالصبر والإرادة، ونحن نعلم أن ترك المخدرات ليس سهلًا للأسف لكنه الحل الوحيد أمام المدمن لاستعادة ذاته وقدرته على إدارة حياته بصورة طبيعية، لذا لا يستطيع مدمن المخدرات تركها بدون علاج بأي شكل من الأشكال، لأنه بذلك سيجد أن الموت هو المصير المحتوم الذي ينتظره.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
ماذا بعد علاج الانسحاب
بعد تبطيل المخدرات وإتمام مرحلة سحب السموم والأعراض الانسحابية يكون بذلك قد تمكن من تنظيف جسمه من آثار المخدر لكنه مازال بحاجة لإكمال المراحل التالية لتحقيق التعافي، حيث يبدأ رحلة جديدة مع العلاج النفسي للتخلص من الآثار السلبية التي تسبب فيها الإدمان، لذا يقدم مركز الهضبة برامج علاج نفسي مختلفة تتناسب مع كل حالة على حدى، ومن ثم يبدأ الرعاية اللاحقة حيث يتم توصيته لحضور بعض الجلسات الجماعية أو الفردية أو الأسرية للتغلب على دوافع الإدمان وسماع قصص المتعافين المليئة بالأمل والتمسك بالتعافي.
وقد تتناسب جلسات العلاج الجماعي مع بعض الحالات التي تعاني من الشعور بالوحدة والنبذ المجتمعي، التي يمكنها أن تساهم في إثراء ثقة المتعافي بنفسه وتدعيم قدرته علي إنشاء صداقات جديدة والاندماج في المجتمع بصورة طبيعية، بينما تفضل حالات أخرى جلسات العلاج النفسي المكثفة خاصة في حالات الاكتئاب وبعض حالات الذهان والانفصال عن الواقع.
قد يعتمد الأطباء على العقاقير الطبية في بعض الحالات وفي حالات أخرى يكتفون بجلسات العلاج النفسي وتقديم الدعم، ويقدم أيضًا مستشفى دار الهضبة جلسات تعديل سلوكي والتي تتميز بتوعية المريض اللازمة بسلوكياته وعاداته التي من شأنها قد تدفعه للانتكاس مرة أخرى.
كذلك تساهم المتابعة السلوكية والنفسية في غرس العادات الصحية السليمة التي تعزز من ارادته أمام المخدر والتي من أبرزها:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تناول النظم الغذائية الصحية.
- تجنب الأماكن التي يتم تناول المواد المخدرة فيها.
- الانشغال بالانشطة الجماعية.
- تكوين صداقات جديدة.
- الانغماس في العمل أو الدراسة.
- المتابعة النفسية بصورة دورية.
اقرأ أيضا عن: كيف تعرف أن مدمن في بيتك
للكاتبة/ د. إيمان سلام
للاسف كثيرًا ما تكون أعراض انسحاب المخدرات الحادة سببًا في الانتكاس من جديد، إذ يهرع المتعاطي لتناول المخدر مرة أخرى هربًا منها، لذا فإن حسن إدارة أعراض المخدرات بعد تركها هو العامل الأساسي لنجاح العلاج من الإدمان، ومن هنا نؤكد لكم أن طلب المساعدة الطبية العاجلة والمتابعة النفسية من أهم العوامل التي تساهم في إجهاض أي محاولة للرجوع للمخدر مرة أخرى، ويتيح لكم مركز الهضبة فرصة التواصل معه في أي وقت لعمل الاستشارات وحجز المواعيد من خلال هذا الرقم (01154333341).
أكتب تعليقا