تذخر تجربتي مع الحشيش بالعديد من الأحداث المؤلمة والتحديات الصعبة بدايةً من التعرف على أصدقاء السوء ومرورًا بتأثير الحشيش على جسمي، وظهور أعراض الجرعة الزائدة من الحشيش و البحث عن طرق التبطيل إلى أن تم الانتصار على مرض عقلي عضال والتخلص من لعنة الإدمان، حيث وصلت إلى التعافي من الحشيش تحت إشراف الفريق الطبي في مستشفى دار الهضبة، تعرف على تفاصيل تلك الرحلة من خلال سرد تفاصيلها فيما يلي.

متى بدأت تجربتي مع الحشيش؟

في البداية؛ أنا اسمي م.ح 20 عامًا من أسرة متوسطة الحال، بدأت تجربتي مع الحشيش خلال مرحلة الثانوية العامة، تعرفت على أحد الزملاء أثناء ذهابنا إلى أحد الدروس الخصوصية، وبدأت تقوى العلاقة بيننا وأصبحنا شبه أصدقاء، وبدأنا نسهر سويًا للمذاكرة، وفجأة في يوم من الأيام ذهبنا للمذاكرة عند أحد الزملاء الذي يعيش مع جدته بعد وفاة والديه، و وجدت كلا منهما يُشعل سيجارة غريبة، فسألتهما لماذا تُدخنوا السجائر؟، فرد أحدهما علىّ بأنها تساعده على التركيز للمذاكرة عدد ساعات أكثر،  وأقنعني أن أفعل مثله للحصول على مجموع عالٍ في الثانوية العامة من أجل إدخال السرور على والدىّ اللذان يتعبان من أجلي.

سرعان ما بدأت بتجربة تلك السيجارة العجيبة الذي ذهبت بعقلي  بعيدا لعالم آخر، وشعرت بالنشوة والسعادة لأول مرة أشعر بها في حياتي، وعندما كنت أشعر بالقلق أو عدم التركيز أثناء المذاكرة كنت أشعل سيجارة واحدة تلو الأخرى.

فترة المعاناة من آثار المخدر وأعراضه

بدأت والدتي تلاحظ بأنني لست على طبيعتي المعتادة، فقد أصبحت عصبيًا عنيفًا مكتئبًا على غير العادة، وازدادت شهيتي نحو تناول الحلويات بشكل غير طبيعي، وغيرها من الأعراض الغريبة، فكنت أُطمئنها بأن ذلك نتيجة إرهاق السهر والمذاكرة لتحقيق هدفي والحصول على مجموع يؤهلني للالتحاق بإحدى الكليات المرموقة.

فقد كانت تلك الأعراض هى أثر الحشيش على جسمي، استمرت تلك  الأوضاع  لفترة من الوقت، و تأثرت دراستي بالسلب نتيجة تناول الحشيش، فكنت أهرب من تلك الأحداث المريرة بتعاطي جرعات أكبر من التي كنت معتاد عليها، وأيضًا بدأت أعراض أخرى أكثر حدة تظهر علىّ، فقد كانت تلك الأعراض هي أعراض الجرعة الزائدة من الحشيش، وكانت تلك الأعراض من خلال تجربتي مع الحشيش، مثل:

  1. القيء المستمر.
  2. فقدان القدرة على التحدث.
  3. عدم انتظام ضربات القلب.
  4. جفاف الجلد.
  5. هلاوس سمعية وبصرية.

وقد ظهرت علىّ تلك الأعراض في ليلة الامتحان، ولم أتمكّن من حضور الامتحان، مما أدّى إلى رسوبي في امتحانات الثانوية العامة وضياع مستقبلي.

وقد عرفت تلك الأعراض من خلال اطلاعي على تجارب مدمني الحشيش فيما بعد أثناء مرحلة تبطيل الحشيش للاقتداء بهم  والسير على خُطاهم في التعافي من الحشيش.

لقد كانت تجربتي مع الحشيش مريرة ورأيت الموت بعيني مرارًا وتكراراً وعند تلك اللحظة أخذت قرار تبطيل الحشيش.

كيف كانت تجربتي في ترك الحشيش بمفردي؟

أيضًا كانت تجربتي في ترك الحشيش بمفردي صعبة للغاية، ولكن بفضل الله ثم وقوف والدىّ بجانبي و الاطلاع على تجارب مدمني الحشيش الناجحة في التعافي منه ساعدني على تخطي تلك المرحلة الصعبة.

وخلال تلك المرحلة قمت بالتوقف نهائيًا عن تعاطي الحشيش بمفردي في المنزل دون استشارة الطبيب وكان ذلك خطأ مني، وبدأت أعراضًا غريبة تظهر علىّ، عرفت فيما بعد أنها اعراض انسحاب الحشيش من جسمي، وكانت تلك الأعراض، مثل:

  1. آلام مبرحة في العظام.
  2. ارتفاع درجة حرارة الجسم. 
  3. عرق شديد.
  4. كثرة إفرازات الأنف.
  5. زيادة سرعة ضربات القلب.

وكانت تلك الأعراض مزعجة جدًا لدرجة أني لم أستطع تحملها، وازدادت رغبتي في الحشيش، وكلما كنت أقاوم تلك الرغبة، كانت حالتي تزداد سوءًا، وانتابتني حالة شديدة من الهياج العصبي وقمت بتكسير كل شىء في المنزل بسببها، وسرعان ما لبث أن عدت إلى الحشيش في اليوم الثاني مرة أخرى لتهدأ حالتي. 

اقرا بالتفصيل عن : اعراض انسحاب الحشيش

بعدها اتجهت لتناول حبوب تُساعد على الإقلاع بناء على بحثي في الانترنت، ولكن كانت دون إشراف الطبيب، وقد حدثت كارثة وهى إدمان تلك الحبوب، وعلمت فيما بعد أن هناك حبوب يستخدمهما الأطباء خلال مرحلة سحب السموم من الجسم كي تعمل على إدارة الأعراض الانسحابية الناتجة عن خروج المخدر من الجسم، ولكن يجب أن تكون تحت إشرافهم، لأنها تختلف من شخص لآخر حسب حالة المدمن، لذلك أنصح باستخدام هذه الحبوب دون إشراف الطبيب.

كيف تعالجت وانهيت التجربة الصعبة ومخاطر الإدمان على الحشيش؟

توصلت بعد محاولات ورغبة أكيدة في إنهاء المعاناة أن الحل يتمثل في تنفيذ برنامج علاجي متخصص للتخلص من كافة الأضرار التي لحقت بي ومساعدتي في مقاومة رغبة التعاطي والانتصار عليها. وتمثلت خطوات العلاج داخل مستشفى دار الهضبة في:

كيف اترك الحشيش

  1. التوقف التام عن تناول الحشيش تحت إشراف طبي.
  2. الخضوع للتشخيص الطبي الدقيق.
  3. الخضوع لبرنامج سحب السموم في أحد مراكز علاج الإدمان، مثل: مركز الهضبة.
  4. الالتزام ببروتوكول دوائي لإدارة الأعراض الانسحابية، وتقليل الاعتمادية الجسدية على الحشيش.
  5. الخضوع لبروتوكول علاجي للتأهيل النفسي والسلوكي بعد تبطيل الحشيش.
  6. الالتزام ببرامج ما بعد التنظيف من الحشيش لمنع حدوث الانتكاسة.

لقد كانت تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش متوجة بالتعافي والنصر على شبح الإدمان بفضل جهود الأطباء المختصين بمركز الهضبة. فقد بدأ والدي بالبحث عن أفضل مركز في مصر لعلاج الإدمان، ووجد أن أفضل مركز هو مركز الهضبة ، وبالفعل ذهبنا أنا ووالدي إلى المركز، وتم إخضاعي للكشف الطبي وعمل الفحوصات اللازمة بدقة، وتم تفعيل برنامج سحب سموم الحشيش من الجسم بكفاءة عالية لتنظيف الجسم من السموم الناتجة عن تناول الحشيش، ثم الخضوع للبرامج التأهيل النفسي والسلوكي، مثل: العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج السلوكي الجدلي، وبرامج الرعاية المتلاحقة لمنع حدوث الانتكاسة.

وهذا أهم ما يميز مركز الهضبة عن غيرها من المراكز إذ يتعاملون مع المدمن أولاً، كما يهتمون باسترجاع قدرته على التفكير والتحكم في سلوكه الأمر الذي يقضي على مرض الإدمان والشخصية الإدمانية نهائياًُ، وتم التعافي بفضل  أطباء مستشفى الهضبة، ومساعدة أسرتي.

قد يهمك: كيف يتم علاج ادمان الحشيش نهائياً

الخلاصة

لقد كانت تجربتي مع الحشيش مليئة بالعديد من العبر والدروس، وأهمها الحفاظ على الصحة من خطر الإدمان، الصحة تاجٌ على رؤوس الأصحاء، ووضحت لكم كيف كانت تجربتي من بداية التعاطي إلى تمام التعافي.

 

ا. رضوي سعيد