سأروي لكم في هذا المقال تجربتي مع إدمان كونفنتين بكل تفاصيلها بداية من الأسباب التي دفعتني لاستخدامه مرورًا بتأثيراته على حياتي، وكيف تحول الدواء إلى إدمان وما هي التحديات التي واجهتني خلال هذه الرحلة، وكيف تمكنت من التغلب على تلك العقبات وتوصلت للتعافي التام وتركت الإدمان بفضل مركز الهضبة التخصصي لعلاج الإدمان والتأهيل النفسي.

كيف بدأت تجربتي مع إدمان كونفنتين؟

أنا سيدة أبلغ من العمر 37 عام كنت أعاني من نوبات الأرق والقلق والتوتر الشديد، وهو ما جعلني بحاجة لزيارة الطبيب والحصول على علاج للتحكم في هذه النوبات التي تنتابني بشكل مستمر، وقد وصف لي دواء كونفنتين بجرعات محددة ولفترة زمنية معينة، ومن هنا بدأت تجربتي في استخدام الدواء وشعرت بتحسن في أعراض القلق والتوتر والأرق بشكل كبير، الذي جعلني أشعر بالسعادة والاسترخاء والهدوء مع القليل من النشوة بمرور الوقت.

في باديء الأمر كنت ألتزم بتعليمات الطبيب وكنت أشعر بتحسن كبير، لكن الأمر تحول من استخدام الدواء بغرض التخلص من التوتر والقلق الشديد والأرق المصاحب لهما إلى رغبة في الحصول على السعادة والاسترخاء حتى في الأوقات التي لا ينتابني فيها القلق، أصبحت أعتمد على الدواء بشكل كلي وأسرع في تناوله عندما تنتابني أي مشاعر من الغضب أو الخلافات الأسرية، وأصبحت أهرب من كل ضغوط الحياة وألجأ إليه واستخدمه بشكل متزايد وأتجاوز الجرعات التي وصفها لي الطبيب، كما تخطيت موعد زيارتي للطبيب للاطمئنان على سير خطة علاجي كالمعتاد.

ومن هنا بدأت تجربتي مع كونفنتين من خلال سوء استخدامي للدواء، وبالرغم من معرفتي أنه قابل للإدمان مع عدم الالتزام بتعليمات الطبيب، إلا أنني تماديت في الأمر لمجرد الحصول على نشوة وسعادة قليلة الأمد. 

اقرأ المزيد عن: أعراض ادمان كونفنتين

كيف أثر إدمان الدواء على حياتي

في باديء الأمر كان الدواء حلًا مثاليًا لمشكلة الأرق والتوتر والقلق المتزايد، ولكن مع الاستخدام المنتظم وزيادة الجرعات أصبحت بحاجة إلى جرعات أكبر للحصول على نفس التأثير السابق، فأصبحت أتناول الجرعات بشكل أكبر حتى وصلت إلى حالة من التسامح وأصبحت أعتمد على الدواء نفسيًا وجسديًا، كما أنني بدأت أشعر ببعض التأثيرات و الأعراض الجانبية الناتجة عن إدماني للدواء مثل الشعور بالاكتئاب والأفكار الانتحارية والتقلبات المزاجية، وأصبحت أعاني من القلق والتوتر بشكل متزايد عن السابق، وأصبت ببعض السلوكيات العدائية والميل للعزلة والبقاء وحيدة في غرفتي، كما أنني أصبحت لا أهتم بشكلي أو بمظهري، وفقدت اهتمامي بجميع الأشياء والأنشطة التي كنت شغوفة بها دومًا، أصبح كل ما يعنيني في هذه الحياة هو كيفية الحصول على الدواء وتعاطيه.

وبالرغم من كل هذه العواقب السلبية لإدمان الدواء إلا إنني لم أكن قادرة على تركه أو التوقف عنه أو حتى تأخير الجرعة، فإذا حاولت التوقف عنه تنتابني أعراض انسحابية مؤلمة لا أتحملها وأعود مسرعة لتعاطيه، مثل القيء والغثيان وآلام الجسم المتفرقة والأرق وصعوبة النوم ورعشة في الأطراف وصداع شديد وقلق وتوتر، كما أشعر برغبة شديدة وقوية تجاه تناول الدواء.

الأمر لم يكن بالسهل في محاولة الإقلاع أو التوقف عن الحبوب، فالأعراض الانسحابية كانت حافزًا قويًا للاستمرار في التعاطي، أدركت أسرتي مؤخرًا أن حالتي تزداد سوءًا وأنني بحاجة لتدخل سريع لإنقاذي من الإدمان، وبمساعدة أفراد أسرتي تم علاجي بشكل تام في مركز الهضبة التخصصي لعلاج حالات اضطراب تعاطي المواد المخدرة وعلاج الاضطرابات النفسية الناتجة عن التعاطي، لقد خضعت لعلاج نفسي وجسدي وسلوكي وتأهيلي وتوصلت للتعافي التام من الإدمان، وبفضل المتابعة المستمرة وحضور جلسات الدعم الاجتماعي مازلت اتمتع بالتعافي المستدام وفي مأمن من الانتكاس والوقوع في الإدمان مجددًا.

اقرأ المزيد عن: الأعراض الانسحابية لكونفنتين

للكاتبة/ د. مروة سلامة

تجربتي مع إدمان كونفنتين كانت درسًا قاسيًا لم أكن بمقدوري أن أتعلمه بمفردي، لقد عانت أسرتي من ويلات وتبعات إدماني أيضًا حيث أثر الإدمان على جسدي ونفسيتي وسلوكياتي وعلاقتي بها، فالتحديات والعقبات التي واجهتني جعلتني أدرك أن قرار العلاج يحتاج إلى الالتزام والصبر، ويمكن لقصتي أن تكون ملهمة لأشخاص مدمنين على هذا الدواء، فإذا كنت تعاني من هذه الأعراض أو تعرف شخصًا مدمنًا على كونفنتين فاخبره أنه بحاجة للمساعدة الطبية على الفور، فعلاج الإدمان لا يمكن أن تتصدى له بمفرك ويستلزم دعمًا قويًا من الأهل والمؤسسة العلاجية، ويمكنك طلب المساعدة من مركز الهضبة الحاصل على أعلى التقييمات في التخلص من الإدمان وتحقيق أعلى معدلات التعافي، من خلال الاتصال على الرقم التالي 01154333341.